الدور ربع النهائي: الأرجنتين ـ بلجيكا

مباراة مثيرة للغاية

مباراة مثيرة للغاية
  • القراءات: 715
ع. إسماعيل ع. إسماعيل
يُعد اللقاء بين الأرجنتين وبلجيكا لحساب الدور ربع النهائي من كأس العالم 2014 الذي يجري اليوم، من بين المباريات التي يصعب التكهن مسبقا بالفائز بتأشيرتها، وذلك لعدة أسباب، حيث إن المدرستين مختلفتان في اللعب وفي المنهج التكتيكي؛ فمن جهة، يقدم فريق ”الطانغو” عروضا كروية مبنية بشكل كبير على المهارات الفنية الفردية، يبرز فيها بشكل خاص البارع ومنقذ الفريق ليونيل ميسي، بينما يعتمد الفريق البلجيكي على خطة تكتيكية بناها المدرب ويلموتس حول اللعب الجماعي.
ينتاب أنصار الأرجنتين تخوف كبير قبل ملاقاة فريقهم نظيره البلجيكي في الدور ربع النهائي من كأس العالم 2014، حيث إن زملاء ميسي بالرغم من انتصارهم على منافسيهم لم يُقنعوا كل من شاهد مبارياتهم، فقد وجدوا دوما صعوبة كبيرة للتخلص من خصومهم، فضلا عن أن انتصاراتهم بالنتيجة لم تتعد فارق هدف واحد سواء ضد إيران (1-0)، البوسنة (2-1)، نيجيريا (3-2) وسويسرا (1-0)، وهذا دليل واضح على أن الفريق الأرجنتيني تنقصه القوة اللازمة لفرض هيمنته على مجريات اللعب، وعادة ما يجد نفسه تحت ضغط وتهديد منافسيه، مثلما حدث له أمام نيجيريا، حيث كانت المباراة بين الفريقين متجهة نحو التعادل لولا المهاجم ميسي، الذي حسم الموقف لصالح زملائه بقذفة قوية وقضى على أحلام النيجيريين في العودة إلى النتيجة، فضلا عن أن ”البرغوث” سجل قبل ذلك الهدف الثاني لفريقه في شباك ”النسور الخضر”، و هذا يدل على أن المدرب الأرجنتيني سابيلا يدرك أن فريقه لا يمكنه أن يفعل شيئا في الأوقات الحرجة دون تحرك صانع ألعابه ميسي. وقد أصبح الخوف ينتاب مناصري الأرجنتين من تعرض النجم ميسي للحراسة الفردية في اللقاء ضد الفريق البلجيكي، الذي يمتاز دفاعه بالضغط الكبير على حامل الكرة. وفي هذه الحالة سيضطر ميسي للاتكاء على زملائه في محاولاته، لاختراق الخط الخلفي البلجيكي، مثلما حاول القيام به في اللقاء الأخير ضد سويسرا، الذي عاشت فيه تشكيلة ”الطانغو” قمة المعاناة؛ حيث إن الفريق السويسري لم يكن في متناوله بسهولة، بل كاد هذا الأخير في عدة مرات أن يسجل الأهداف حتى بعد أن كان الفريق الأرجنتيني متقدما في النتيجة، لا سيما في الوقت الضائع من المباراة بعدما اصطدمت كرة أحد المهاجمين السويسريين بالقائم الأيمن لمرمى الأرجنتين.وقد رفض المدرب سابيلا الحديث عن مردود فريقه بعد الانتصار الصعب المحقق أمام سويسرا؛ حيث قال: ”لا أعلق على هذا الموضوع، كل ما أستطيع قوله إن منتخبات كبيرة مثل إنجلترا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والأورغواي، أُقصيت في هذه النهائيات، ويكفينا شرفا أننا استمرينا في هذه المنافسة، وما يهمني الآن هو كيفية الوصول إلى مباراة نصف النهائي”.
لا يختلف اثنان في أن منتخب بلجيكا تحوّل مع مر الأوقات في هذه النهائيات، إلى مرشح بقوة لنيل لقب دورة البرازيل؛ حيث يطمح ”الشياطين الحمر” إلى مواصلة مسيرتهم المظفرة التي بدأوها بقوة في الدور الأول، بعد تسجيلهم ثلاثة انتصارات متتالية أمام كل من الجزائر وروسيا وكوريا الجنوبية، وسمح لهم ذلك بتصدر المجموعة، وفازوا في الدور ثمن النهائي أمام الولايات المتحدة الأمريكية (2-1)، ليبرهنوا على رغبتهم في الذهاب بعيدا في هذه المنافسة التي سبق لهم وأن بلغوا فيها الدور نصف النهائي في دورة 1986 بالمكسيك.ويملك الفريق البلجيكي مجموعة متماسكة تجيد اللعب الجماعي، فضلا عن أن الفريق يوجد في صفوف نجوم عالميين يصنعون أفراح أنديتهم، منهم بشكل خاص إيدين هازارد ومروان فيلايني والمهاجم الأيمن ميرتينز، وخاصة قلب الهجوم لوكاكو، الذي لعب دورا حاسما في تأهل فريقه إلى الدور ربع النهائي أمام الولايات المتحدة الأمريكية حينما سجل هدفا وأهدى آخر لأحد زملائه.
وتوجد قوة البلجيكي أيضا في طاقمه التدريبي الذي يترأسه مارك ويلموتس، الذي يقود الفريق بيد من حديد من خلال إلزام لاعبيه بتطبيق تعليماته فوق أرضية الميدان، فضلا عن أنه نجح إلى حد الآن في كل الخيارات التي قام بها؛ سواء في إعداد التشكيلة الأساسية أو في الاستبدالات. وقد رأيناه كيف قلب الموازين لصالح فريقه ضد الجزائر؛ لما أدخل المهاجم فيلايني الذي سجل هدف التعادل في وقت حرج كان يمر به البلجيكيون.
ومما لا شك فيه أن التباين الموجود في طريقة اللعب بين المنتخبين الأرجنتيني والبلجيكي، سيعطي نكهة خاصة لهذه المباراة الواعدة.