الألعاب الإفريقية المدرسية الأولى
ليلة فنية تُلهب القرية الرياضية بالبوني

- 178

أشعلت الأغنية الجزائرية أجواء القرية الرياضية، بالإقامة الجامعية 3000 سرير بالبوني، حيث امتزج الفن بروح الرياضة، وتحوّلت المساحة المخصّصة للرياضيين إلى ساحة احتفال ثقافي، نابض بالحياة، على هامش الألعاب الإفريقية المدرسية الأولى.
الفنان فتحي العنابي، ألهب الحضور بأدائه المميّز، مقدّمًا منوعات غنائية من التراث الشعبي الجزائري، تجاوب معها المشاركون، من مختلف الوفود الإفريقية بتصفيق، ورقصات عفوية، وهتافات جمعت بين الفرنسية، والسواحيلية، والعربية، وكأنّ القارة بأكملها تغني بصوت واحد. السهرة، لم تكن استراحة من التنافس فحسب، بل مناسبة ثقافية ذات رمزية، أظهرت كيف يمكن للفن أن يكون لغة بديلة للتواصل بين شباب إفريقيا، وأن يعبّر عن القيم الإنسانية المشتركة بفرح لا يحتاج لترجمة.
ففي هذه الليلة، لم تكن الجزائر فقط بلد تنظيم الألعاب، بل كانت أيضًا منصة للتعبير الفني، ومرآة تعكس وجهاً آخر من ضيافتها..وجه دافئ، نابضً، ومضيئ بنبض الإبداع. وهكذا، تُثبت الثقافة مرة أخرى أنها تلعب دورها جنبًا إلى جنب مع الرياضة، بل تُلهبُ الأرواح وتوحدُ القلوب في لحظة لا تنسى.
على رمال شاطئ "رشيد فلاح"
بداية ساخنة لمنافسات كرة السلة 3x3
أشعلت فرق كرة السلة، أجواء اليوم الأوّل من منافسات 3x3، ضمن الألعاب الإفريقية المدرسية، التي تحتضنها ولاية عنابة، حيث شهد شاطئ "رشيد فلاح"، مباريات حماسية، عرفت ندية وقوّة منذ صافرة البداية. في مباريات فئة الإناث، تفوّق منتخب رواندا على نظيره الجزائري بنتيجة 10 مقابل 20، بينما خطفت لاعبات البنين الأنظار بفوزين متتاليين، أولهما أمام أوغندا بنتيجة 21 مقابل 12، ثم في المباراة الثانية أمام نفس المنتخب بنفس الحصيلة 21-12، ما يعكس أداءً هجوميًا منظمًا وثابتًا. أما لدى الذكور، فقد أبان منتخب غامبيا عن قوّته الساحقة، حين تجاوز ليبيا بنتيجة عريضة بلغت 21 مقابل 2، في حين تفوّق منتخب رواندا على أوغندا بـ15 نقطة مقابل 9.
وفي مواجهة قوية، خسر الفريق الجزائري أمام جنوب السودان بنتيجة 7 مقابل 12، ثم عاد ليواجه البنين في الجولة الأولى ويسجل خسارة ثانية بنتيجة 7 مقابل 19، ما يبرز صعوبة المنافسة وقوّة الخصوم. كما شهدت الجولة الأولى لفئة الإناث، مباراة مثيرة بين نيجيريا ورواندا، انتهت بفارق نقطة واحدة فقط لصالح الروانديات بنتيجة 11-10، وهو ما يعكس تقارب المستوى وجوّ الإثارة الذي طبع اللقاء. أجواء اليوم الأول لم تخلُ من التشجيع الحماسي، وأثبتت الفرق المشاركة أنّ كرة السلة 3×3 ليست فقط منافسة بدنية، بل اختبار حقيقي للتركيز والمهارات الجماعية، في واحدة من أجمل اللوحات الرياضية المرسومة على رمال المتوسط.
إطلاق حملة توعية ضدّ المنشطات
أطلقت اللجنة المنظمة للألعاب الإفريقية المدرسية الأولى، حملةً تحسيسية ضدّ استهلاك المنشّطات، مستهدفةً الرياضيين المشاركين في هذه التظاهرة القارية، وذلك انطلاقًا من القرية الإفريقية المقامة بالإقامة الجامعية البوني، في ولاية عنابة.
وشهد اليوم الأوّل من هذه المبادرة التوعوية، إقبالًا كبيرًا من الرياضيين الجزائريين ومختلف الوفود الإفريقية، الذين تفاعلوا مع المواد التحسيسية المعروضة، والأنشطة المنظّمة للتعريف بمخاطر المنشطات، سواء على صحة الرياضي أو على نزاهة المنافسة. وتندرج الحملة، ضمن استراتيجية اللجنة المنظّمة الرامية إلى نشر ثقافة الرياضة النظيفة، وتعزيز مبادئ التنافس الشريف، وترسيخ وعي مبكر لدى الناشئة، بضرورة الابتعاد عن كلّ ما يُشوّه القيم الرياضية.
وقد تم توزيع مطويات وملصقات توعوية متعدّدة اللغات، إلى جانب تنظيم لقاءات مباشرة بين الرياضيين وأطباء مختصين، ركّزوا على الآثار السلبية لتعاطي المواد المحظورة، والإجراءات الدولية المتبعة في كشفها ومكافحتها. كما عُرضت فيديوهات وشهادات حية لأبطال سابقين، سلّطوا الضوء على تجاربهم الشخصية مع المنشطات، محذّرين من الانزلاق وراء الإغراءات التي تُروّج في أوساط بعض الرياضات التنافسية.
وأكد منظّمو الحملة، أنّ النشاط سيتواصل طيلة أيام الدورة، من خلال ورشات توعوية متنقلة داخل القرية الإفريقية، ولقاءات تحسيسية موجّهة أيضًا للمدرّبين والمؤطرين، باعتبارهم طرفًا فاعلًا في توجيه الرياضيين نحو خيارات صحية وسليمة. وتُعدّ هذه الحملة، إحدى المبادرات التربوية البارزة التي تشهدها الدورة الأولى للألعاب الإفريقية المدرسية بالجزائر، والتي تُراهن من خلالها السلطات المنظمة على بناء جيل رياضي إفريقي أكثر وعيًا، وأكثر التزامًا بمبادئ النزاهة وروح اللعب النظيف.
المنتخب الوطني لكرة القدم
ركلات الحسم تهدي الجزائر بطاقة العبور
حسم المنتخب الوطني المدرسي لكرة القدم، مواجهته المثيرة أمام نظيره البنيني بركلات الترجيح (4-2)، بعد مباراة تنافسية محتدمة، لم تعرف طريقها إلى الشباك طيلة الوقتين الأصلي والإضافي، ضمن منافسات الألعاب الإفريقية المدرسية الجارية، بمدينة عنابة.
أظهر أشبال "الخضر" روحًا قتالية عالية وانضباطًا تكتيكيًا كبيرًا، أمام منتخب بنين المنظّم، الذي حاول جاهدًا مباغتة الدفاع الجزائري دون جدوى، ورغم الفرص القليلة المتاحة، إلاّ أنّ الإرادة كانت السلاح الأبرز في موقعة الأعصاب.
وانتهى اللقاء في وقته الرسمي بنتيجة 0-0، ليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح، التي عرفت تألّق الحارس الجزائري، الذي تصدى ببسالة لمحاولتين بنينيتين، واضعًا بصمته الحاسمة في بطاقة التأهّل. وسجّل لاعبو الجزائر ركلات الترجيح بثقة وثبات، حيث أظهروا نضجًا ذهنيًا وهدوءً يعكسان عملًا قاعديًا قويًا داخل الفريق.
المنتخب الجزائري بهذا الفوز، يواصل مسيرته بثبات في الدورة، حاملًا آمال الجماهير في رؤية التتويج من بوابة المستديرة، مؤكّدًا من جديد أنّ الإرادة الجزائرية لا تُكسر، وأن الألقاب تُنتزع على وقع القلوب التي لا تنحني.
القافلة الأولمبية تحلّ ببونة
أبطال سيدني يلهمون الجيل الصاعد
حطّت القافلة الأولمبية الجزائرية رحالها، أمس، بإقامة الوفد الجزائري المشارك في الألعاب الإفريقية المدرسية بمدينة عنابة، ضمن محطة جديدة من مسارها التحسيسي والتواصلي، الذي تقوده اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية، بإشراف رئيسة لجنة الرياضيين زبيدة بويعقوب.
في أجواء مفعمة بالحماس والتقدير، زيّنت القافلة محطتها بحضور رمزين من رموز الرياضة الجزائرية، هما البطلة نورية بنيدة مراح، المتوّجة بالذهب الأولمبي في سباق 1500 متر بأولمبياد سيدني 2000، والبطل عيسى جبير سعيد قرني، صاحب برونزية نفس الأولمبياد في سباق 800 متر، وقد أضفى حضورهما طابعًا خاصًا على التظاهرة، حيث تفاعلا مع المشاركين، وشاركاهم تجاربهما الميدانية، وقصص الكفاح التي قادتهما إلى منصة التتويج العالمي.
القافلة، التي تحمل في طياتها رسالة الأمل، تهدف إلى ترسيخ القيم الأولمبية في نفوس الرياضيين الشباب، وتشجيعهم على تبني نمط حياة نشط، يقوم على العمل الجاد، احترام الآخر، واللعب النظيف، كما تسعى إلى فتح جسور الحوار بين الأبطال التاريخيين والأجيال الصاعدة، في خطوة تربوية تسلّط الضوء على البعد الأخلاقي والإنساني للرياضة. وفي كلمتها بالمناسبة، شددت السيدة زبيدة بويعقوب، على أنّ القافلة ليست مجرّد نشاط ظرفي، بل آلية استراتيجية لنشر الثقافة الأولمبية، وتحفيز الطاقات الشابة على التميز داخل وخارج المضمار. وتبقى القافلة الأولمبية في تنقّلها الدائم، صوتًا للأمل، ونداءً إلى التلاحم الرياضي، مؤكدة أن الرياضة ليست فقط سباقًا نحو الميداليات، بل رحلة نحو الإنسان الأفضل.