تلعب جمعية وهران، اليوم، بملعب "الحبيب بوعقل" أمام أولمبي الشلف، في لقاء متأخر عن الدور ثمن النهائي لكأس الجزائر. ورغم إقرار "الجمعاوة" بصعوبة مأموريتهم ومشاكلهم المتراكمة، إلا أنهم لا يريدون التفريط في فرصة التأهل إلى الدور ربع النهائي الذي لم يبلغوه منذ سنوات، معتمدين على جسارتهم التي أبانوا عنها بعد انتصارهم في "الداربي" الثاني على التوالي لهم في البطولة الوطنية على مولودية سعيدة، والذي كسبوا، بفضله، نقاطا هامة في سباق الصعود.

لم يقدر زملاء القائد الطيب برملة على مداراة ألم حرمانهم من مستحقاتهم المالية لهذا السبب أو ذاك؛ ما انعكس سلبا على معنويات اللاعبين في حصة الاستئناف التي جرت في أجواء جنائزية. وفي ظل غياب المسيرين الذين عادوا إلى فعلهم الاعتيادي باتباع سياسة الهروب إلى الأمام، لم يجد اللاعبون إلا مدربهم العوفي سالم، ملجأ لإفراغ ما بجعبتهم والتعبير عن تذمرهم من الوضعية التي يوجدون فيها، وتماطل الإدارة في تسديد حتى منح المباريات، فما بالك برواتبهم الشهرية السبعة المتأخرة.

ومن جهته، لم يجد المدرب العوفي ما يردّ به بعدما استمع إلى انشغالات لاعبيه الجديدة - القديمة، سوى التزام الصمت؛ وعيا منه أن أي كلام لن يكون له مفعول، ولن يجد أصلا كلمات مسكّنة غير تكرار ما ألف لاعبوه سماعه منه في المرات السابقة، التي كانوا يعبّرون فيها عن استيائهم من تماطل الإدارة في تلبية مطالبهم المشروعة. والأكثر تجاهلها حتى في إرضاء خواطر لاعبيها بكلمة شكر بعد النتائج الإيجابية المحققة في الجبهتين (البطولة والكأس).

وفي ظل الغياب الكلي للمسيرين وكثرة وعودهم الكاذبة، تحدّث بعض الأنصار الذين حضروا تدريبات الاستئناف، إلى اللاعبين، حيث شكروهم على مجهوداتهم وتضحياتهم المبذولة، وعبّروا لهم عن تضامنهم التام معهم إلى حين قبضهم مستحقاتهم العالقة. ووعدوهم بالذهاب إلى مقر الفريق، وملاقاة رئيس النادي الهاوي مروان باغور، كي يدعوه إلى تحمّل مسؤولياته كاملة تجاه الفريق، بتسوية الوضعية المالية للاعبيه.

وأمام هذه الوضعية المعقدة لم يكن مجديا من المدرب العوفي لعب دور الطبيب النفسي، لتحسيس أشباله بأهمية كسب التأهل نفسيا، وترك الأمور تسير عاديا مع خفض حجم العمل؛ تفاديا لمزيد من الإرهاق الذي يشكو منه أصلا زملاء المدافع بلاحة، بفعل توالي مبارياتهم في البطولة الوطنية في ظرف قصير، وتحسبا لدخول موفق في مواجهة "الشلفاوة" رغم كم المشاكل المتراكمة بالاستناد إلى تصريح القائد الطيب برملة؛ "مواجهات الكأس هي تحفيز تلقائي للاعبين، ونحن ليس لدينا ما نخسره. سنواجه بميداننا فريقا من المحترف الأول، يعيش وضعا متذبذبا في بطولة قسمه. وسنسعى لاستغلال هذه الفرصة لكسب ورقة التأهل إلى الدور ربع النهائي، وإسعاد أنصارنا الذين نتمنى أن يكونوا بكثرة بملعب بوعقل لمساندتنا بقوة".

واستطرد برملة معبرا عن خشيته من انعكاسات المشكل المالي على الخرجات المقبلة الهامة لفريقه، خاصة في البطولة الوطنية؛ "العائق الحقيقي في الوقت الراهن هو المشكل المالي، وفي عدم تلقي مجموع اللاعبين أموالهم المتأخرة، فعامل التحفيز مهم خاصة في الجولات المتبقية من البطولة الوطنية، واللاعبون رغم ذلك يلعبون ويدافعون عن ألوان جمعية وهران بكل قوة واستماتة. والدليل ترتيب الفريق رغم كل هذه المشاكل الجاثمة على صدورنا".

عودة بوكريت والعربي، وزايدي مازال مغضوبا عليه

أما بالنسبة للتعداد فسيتقوى بعودة المعاقبين الحارس فارس بوكريت والظهير الأيمن الشاب علي العربي، في انتظار تحديد مصير المدافع زايدي المغضوب عليه من قبل الطاقمين الفني والإداري معا.