الملاكمتان رميساء بوعلام وإيمان خليف

قفازان نسويان بضربات موجعة

قفازان نسويان بضربات موجعة
الملاكمتان رميساء بوعلام وإيمان خليف
  • القراءات: 1264

دخلت رميساء بوعلام وإيمان خليف تاريخ الملاكمة النسوية الجزائرية من الباب الواسع بفضل إنجاز بارز؛ باعتبارهما أول سيدتين تفتكان بطاقة المشاركة في الألعاب الأولمبية، لينصَّب القفاز النسوي الجزائري كضيف بارز خلال فعاليات أكبر محفل رياضي في المعمورة.

 

إنجاز بوعلام وخليف لم يكن بالأمر الهين في تخصص رياضي طالما كان حكرا على الرجال ولو أن الملاكمة تسمى بالفن النبيل؛ فاكتساب الملاكمتين تأشيرة المشاركة في الموعد الأولمبي يُعد أبرز محطة في مشوارهما الرياضي.

رميساء بوعلام.. تألق بعد رفض

صنعت رميساء بوعلام التي استهلت مشوارها سنة 2013، المفاجأة بنيل بطاقة الصعود إلى الألعاب الأولمبية-2020، أثناء الدورة التأهيلية بداكار، لتعانق حلم كل رياضي من المستوى العالي، وهي التي تُوجت بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية 2019 بالرباط.

وفي تصريح لوأج، قالت ملاكمة اتحاد الشفة (البليدة): حجز مقعد للمشاركة في الحدث الأولمبي أمر مبهر، سيما أنها سابقة في تاريخ الملاكمة النسوية الجزائرية، التي لم يسبق لها الحضور في هذا الموعد الكبير، الذي يبقى حلم كل رياضي من المستوى العالي.

وتجاوزت بوعلام العقبات والصعاب التي واجهت مشوارها الرياضي الفتي، بداية برفض والديها ممارستها الملاكمة التي تصنَّف دوما كتخصص رجالي بامتياز، يتميز بالعنف والضربات الموجعة التي تصيب الوجه الحسن لـ الجنس اللطيف، غير أن المعطيات سريعا ما تغيرت، ليصبح الأب والأم أول المشجعين. وأضافت صاحبة 25 ربيعا: مارست الجيدو والكاراتي منذ سن الخامسة، ولم أكن أتوقع أبدا أن ألج عالم الملاكمة خاصة بالنسبة لفتاة لم تعتد على تلقي الضربات القاسية على الوجه. أبي وأمي رفضا تماما ولوجي هذه الرياضة خوفا من الإصابات، لكن مع مرور الوقت غيّرا رأيهما، وساهما بقدر كبير في بلوغي هذا المستوى.

وشهدت سنة 2014 الانطلاقة الحقيقية لمشوار رميساء بوعلام، حينما شاركت في بطولة العالم بكوريا الجنوبية وكأس إفريقيا بجنوب إفريقيا، لكن لا أحد كان يراهن آنذاك على هذه الفتاة الصغيرة، التي أضحت بمرور الزمن، الرقم واحد في وزن 51 كلغ على الساحة القارية.

وأوضحت بوعلام التي تحلم بارتقاء منصة التتويج بأولمبياد طوكيو-2020، في وقت ليس ببعيد، كانت تهمش النساء اللائي يمارسن الملاكمة، لكن الوضعية تغيرت. الأمور لم تكن سهلة للملاكمات لولا العمل الشاق والتضحيات. وبمناسبة هذا التأهل التاريخي آن الأوان لأن نوجه رسالة للمجتمع، مفادها أن المرأة ليست رياضية من الدرجة الثانية، ولها الحق في أن تستفيد من منح قيّمة حتى تُفتح لها أبواب النجاح والتألق.

«أحرزت على الميدالية الفضية في بطولة إفريقيا بياوندي (2013) والكونغو (2017)، إلا أن المركز التاسع الذي تحصلت عليه ببطولة العالم-2018 بالهند، شجعني على المضي قدما والنظر إلى مستويات أسمى. ففي سنة 2019 حققت ذهبية الألعاب الإفريقية بالمغرب، واليوم أنا متأهلة إلى موعد طوكيو.. هذا أمر رائع ومشجع، ختمت ملاكمة الفريق الوطني حديثها.

إيمان خليف.. قصة نجاح ملاكمة و«إطفائية

وسارت إيمان خليف المتأهلة الثانية إلى الألعاب الأولمبية-2020، على نفس المنحى التصاعدي بفضل نيلها ذهبية الدورة المؤهلة للأولمبياد التي جرت بين 20 و29 فبراير بالعاصمة السنغالية داكار.

وتحدت ابنة مدينة تيارت (20 سنة) جميع الترشيحات والتكهنات حينما تُوجت بلقب بطولة الجزائر عام 2018، ليتم بعدها استدعاؤها للمنتخب الوطني، والمشاركة في بطولتين عالميتين.

وأثناء محاورتها قالت خلي: مشواري انطلق سنة 2016، كنت أحلم بخوض دورة أولمبية، كنت أشاهد الملاكمين الجزائريين على شاشة التلفزيون خلال ألعاب ريو-2016 متمنية أن أسير على نهجهم في يوم من الأيام.. اليوم حققت حلمي.

وتطمح ملاكمة فريق جمعية الحماية المدنية إلى مواصلة مشوارها ضمن هذه المؤسسة العريقة التي قدمت الكثير للقفاز الجزائري؛ بتكوين العديد من الملاكمين المتميزين للمنتخب الجزائري. وأضافت خليف التي تعتبر أن الملاكمة النسوية الجزائرية في مرحلة تطور جيدة: خلال الألعاب الإفريقية-2019 اكتفيت بالصف الخامس، لكنني واصلت العمل بجدية من أجل التطور. وتحسرت قائلة: الملاكمة النسوية لم تتساو مع الرجال بعد في ما يخص المنح الرياضية وحتى في القوانين. نستطيع أن نقوم بنفس الأمور مع الرجال. تنتظرنا طريق طويلة وشاقة لبلوغ بالملاكمة النسوية أحسن المراتب.. لكن صراحة، نتواجد في وضعية أحسن بكثير من الفتيات اللائي سبقونا في هذا التخصص.