نصر حسين داي

قطيعة بين مسيّري النادي ولاعبيه

قطيعة بين مسيّري النادي ولاعبيه
نصر حسين داي
  • القراءات: 482
❊ع .إسماعيل  ❊ع .إسماعيل

هل يدرك مسيّرو النادي الوضعية الكارثية التي يتواجد فيها الفريق؟ ماذا ينتظرون لينقذوا الوضع الذي ما انفك يتدهور من يوم إلى آخر؟ الفاف لم تلغ البطولة، فلماذا يتغيب المسيرون عن مقر النادي ولا يجيبون عن نداءات اللاعبين؟ تلك هي الأسئلة التي أصبح يطرحها أنصار نصر حسين، وما أكثرها! لكن بدون أن يجدوا لها أجوبة صريحة ما عدا تواتر بعض الأخبار التي تصل من هنا وهناك، تتحدث عن دخول النادي المحترف لنصر حسين داي في فترة شبيهة بتلك التي تسبق عادة الاستعدادات الصيفية. الأوساط الرياضية للنصرية أكدت أن مسيري النادي تناسوا مسؤولياتهم المنصوص عليها في قانون الاحتراف، ودخلوا تحت طائل ترك الفريق لوحده في حالة تسيّب.

الأوساط الرياضية للنصرية تقف الآن على وضع لم يشهده النادي ولو مرة واحدة في تاريخه الرياضي؛ لأن الاتصالات بين إدارة النادي ولاعبي الفريق قليلة وضعيفة إن لم نقل غير موجودة تماما؛ فالمسيرون اختفوا عن الأنظار لعجزهم عن إيجاد حلول سريعة للمستحقات المالية للاعبين والمتأخرة بشهور.

الصعوبة التي يواجهها المسيرون في محاولاتهم للتخلص من العبء المالي الثقيل الموجود على عاتقهم، أرغمتهم على الاختفاء عن الأنظار ما عدا تصريح إعلامي واحد لرئيس النادي ولد زميرلي، الذي قال إنه مستعد للتخفيف من حدة الوضع المالي للفريق، لكن كلامه كان فيه كثير من الغموض، لما قال إنه سيدرس أوضاع اللاعبين في الجانب المالي حالة بحالة. وذهب إلى حد القول إنه سيعطي الأولوية في عملية تسليم المستحقات، للعناصر التي واظبت على المشاركة في مباريات البطولة. تصريح أربك تقريبا كل لاعبي الفريق المحترف، الذين فضلوا التريث قليلا قبل اتخاذ مواقف صريحة من إدارة النادي. ويكفي أن لهم الحق في اللجوء إلى لجنة القانون والنزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة لاسترجاع حقوقهم المالية؛ فقد أعطوا الأولوية للتفاوض مع مسيّريهم قبل اتخاذ أي خطوة، وفي اعتقادهم أن إدارة النادي ستعود إلى جادة الصواب وتجمع من جديد شتات الفريق؛ تحسبا لعودته إلى المنافسة الرسمية التي تركتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مفتوحة على مصراعيها.

ولا شك أن القرار الأخير للفاف القاضي بعدم إلغاء ما تبقّى من عمر البطولة، وضع مسيري النصرية أمام مسؤولياتهم؛ إذ يتعين عليهم الاجتماع باللاعبين، وحثهم على مواصلة التدريبات والاستعدادات الفردية تحسبا لعودتهم المحتملة إلى البطولة. وأكثر ما يدفع مسيري النادي إلى اتخاذ هذه الخطوة هو وجود فريقهم من بين التشكيلات المهددة بالسقوط، علما أن نصر حسين داي يحتل المركز ما قبل الأخير في ترتيب الرابطة المحترفة الأولى. ولا شك أن الأيام القليلة القادمة ستبين مدى استعداد مسيّري النصرية لإعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية في النادي، وتخليص لاعبيهم من كابوس الاستحقاقات المالية التي ينتظرون تسلّمها على أحر من الجمر، والتي تقيهم من الدخول في بطالة غير مسبوقة.

وليس فقط فريق الأكابر من يعاني بمفرده من هذه الوضعية الغامضة التي يمر بها النادي، بل كذلك الفئات الصغرى، التي بدأت عناصرها تحتار من وضعها الحالي بعدما اعتاد النادي في مثل هذه الفترة، القيام بعمليات تطهير الأوضاع في هذه الفئات، التي وجدت نفسها اليوم في آخر اهتمامات مسيري النادي، الذي أصبح أكثر من أي وقت مضى، مهددا بتضييع عدد كبير من لاعبيه الراغبين في تغيير الأجواء.

ومن جهتهم، الأنصار لم يبقوا مكتوفي الأيدي؛ فهم يحاولون منذ عدة أيام، الاتصال بمسيري النادي لإرغامهم على تحمل مسؤولياتهم في الوضع الصعب الذي يمر به الفريق.

وخشية تدهور أوضاع الفريق المحترف، اتصل الأنصار بمسيري النادي الهاوي؛ لعلهم يجدون لدى مسيري هذا الأخير أذنا صاغية، تقي فريقهم من الضياع، علما أن النادي الهاوي يوجد الآن تحت تسيير اللاعب السابق لفريق الكرة الطائرة حسان علواش، الذي انتُخب على رأسه في الأيام القليلة الأخيرة.

علواش بصفته عضوا ضمن مجلس إدارة النادي المحترف، قد يضطر تحت ضغط الأنصار، لاتخاذ إجراءات استعجالية في حال استفحل الوضع وسط الفريق المحترف.