وفاق سطيف

عين الفوارة في انتظار الكأس التاسعة

عين الفوارة في انتظار الكأس التاسعة
  • القراءات: 1694
منصور.ح منصور.ح

منذ أن تخطى أشبال المدرب خير الدين ماضوي عقبة مولودية الجزائر في الدور نصف نهائي كأس الجمهورية، بقيت سطيف والمدن المجاورة لها تعيش على وقع الأفراح بهذا الإنجاز الذي حققته نسور عين الفوارة، فالزائر هذه الأيام لمدينة سطيف يخيل إليه أن هذه المدينة تنهض وتنام على وفاق سطيف.

فريق أصبح على لسان كل سكانها دون استثناء، شيوخ وعجائز ونساء وأطفال، كأن سكان سطيف يتنفسون الكحلة، وغير معنيين بأي شيء، أو أي أمر يشغل بال المجتمع الجزائري، فحديث الساعة بسطيف لا يخرج عن نهائي السيدة كأس الجمهورية، التي لها قصة طويلة وعلاقة حب وطيدة مع مدينة سطيف عمرها 54 سنة، بالضبط منذ تاريخ 12ماي 1963، أول كأس للجمهورية كانت من نصيب أبناء سطيف بعد فوزهم في اللقاء النهائي على فريق ترجي مستغانم.

بمجرد دخولك إقليم ولاية سطيف، على مدينة المهدية غربا، إلى مدينة تاجنانت بالشرق الجزائري، ومن تيزي نبشار شمالا، إلى أقصى نقطة برأس إيسلي على الحدود الجنوبية مع ولاية المسيلة، لا حديث سوى عن «لونطونت»، مصطلح على لسان الجميع يصنع حديث العام والخاص، كبارا وصغارا، وحتى العنصر النسوي من العمريات اللواتي يعشقن ألوان النسر، أصيبوا بفيروس «الكحلة»، هن أيضا أردن مشاركة فرحة الوفاق ببلوغ الدور النهائي التاسع ولو بزغرودة وذلك أضعف الإيمان، سيارات بمختلف أنواعها مزينة بألوان الوفاق تجوب شوارع المدينة يوميا، جميع واجهات العمارات وسطوح المنازل التي اكتست حلتها باللونين الأبيض والأسود..

وإذا كان لأصحاب السيارات طريقتهم الخاصة في الاحتفالات، تجدهم يجوبون الشوارع برايات لوني الوفاق والمنبهات، فإن الأغلبية الأخرى فضلت تحويل ليالي سطيف إلى نهار، من خلال (الديسك جوكي) والأغاني التي تتغنى بتاريخ الوفاق في مختلف المحافل الكروية، فجميع الأحياء بمدينة سطيف تعيش يوميا سهرات تتواصل إلى ساعات مبكرة، احتفالا بتأهل أبنائها لثامن مرة في تاريخ النادي إلى الدور النهائي من كأس الجمهورية..

احتفالات باختلاف تنوعها، الكل أراد أن يحضر لها بطريقته وحسب قدراته، لكن الأمل والأمنية واحدة، أن تزور الكأس مدينة عين الفوارة، وتتوج النسور بالكأس التاسعة.. 

كيف تأهل الوفاق إلى نهائي؟؟

  تأهل وفاق سطيف إلى الدور النهائي من كأس الجمهورية للموسم الحالي، بعد إقصائه في الدور 32 فريق مديوني وهران بملعب الثامن ماي 45، ليواجه في الدور السادس عشر فريق جمعية اسطاوالي بملعب بولوغين، حيث تمكن اللاعبون من الفوز عليهم بخماسية دون رد، أما في الدور ثمن النهائي فواجه أشبال خير الدين ماضوي شباب الساورة بملعب سطيف في لقاء انتهى بالتعادل الإيجابي؛ هدفين في كل شبكة، ليبتسم الحظ في الضربات الترجيحية لرفقاء القائد عبد المومن جابو، وفي الدور الربع نهائي، استقبل عناصر الوفاق فريق اتحاد تبسة وفازوا عليهم بنتيجة أربعة أهداف دون رد، قبل أن يزيح في الدور نصف النهائي فريق مولودية العاصمة بملعب بولوغين بفوزه بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين. وسيواجه زوال غد في الدور النهائي شباب بلوزداد. 

الوفاق أصغر الأندية المحلية سنا وأكثرها تتويجا 

مخطئ من يعتقد أن وفاق سطيف هو أقدم ناد في ولاية سطيف، فلمن لا يعرف هذا النادي فإن الوفاق هو الفريق الثالث من حيث النشأة بعاصمة الهضاب العليا، يأتي بعد عميد الأندية السطايفية اتحاد مدينة سطيف، والملعب الإفريقي السطايفي «الصاص»، ورغم أنه أحدث الأندية الجزائرية، إلا أن سجله الثري يجعله أغنى الأندية الوطنية من حيث التتويج بمختلف الألقاب سواء محلية، وطنية أو قارية.

يعود تاريخ تأسيس نادي وفاق سطيف إلى السنوات الأخيرة من حرب التحرير المباركة، وبالضبط إلى سنة 1958. ولد النسر الأسود على أيدي مجموعة شباب من أبطال المدينة، من بينهم بن محمود، كميشة، الإخوة ماتام، عيسى قزوط، عزوز جنان، لخضر قطاف، أحمد نقاش، عبد الحميد عزة وغيرهم..

خلال إضراب الثامن ماي 1957، اغتنم المرحوم علي بن عودة الملقب بـ(لاياص)، بمعية لخضر العايب المدعو (لقرو)، وإبراهيم دكومي، ولحسن زوبار، الفرصة لتجميع اللاعبين بعد منع الفرق الإسلامية من النشاط كاتحاد سطيف والملعب الإفريقي السطايفي سنة 1955، وبأمر من جبهة التحرير الوطني، ظهر الوفاق في حضن السنوات الأربعة الأخيرة من عمر حرب الجزائر، ترعرع بملعب (أوجار جيرود)، الشهيد محمد قصاب حاليا.. 

منذ تأسيسه سنة 1958، تمكن الوفاق من حصد العديد من الألقاب، بحيث يضم في سجله أربعة ألقاب بطولة وطنية، و7 كؤوس جزائرية، وكأس إفريقيا للأندية البطلة، وكأس أفرو آسيوية، وبطولتين عربيتين، بالإضافة إلى بطولة مغاربية، وكأسين لشمال إفريقيا، كأس ممتازة لشمال إفريقيا، كل هذه الألقاب جعلت من الوفاق فريقا متميزا، لا يلهب أبناء سطيف فحسب، بل يزاحمهم آلاف المناصرين عبر التراب الوطني، وحتى من خارج الوطن.

تاريخ الوفاق مع السيدة كأس الجمهورية

تعود قصة وفاق سطيف مع السيدة كأس الجمهورية إلى بداية الستينات، تحديدا مع أول كأس للجمهورية في تاريخ الكرة الجزائرية تحت راية الاستقلال، حيث كان الوفاق آنذاك مسيطرا على المنافسات الكروية بفضل جيل من اللاعبين ممن صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية والسطايفية على وجه الخصوص، بداية من الأب الروحي للكرة السطايفية مختار عريبي وشيخ المدربين عبد الحميد كرمالي، الإخوة ماتام، كوسيم، كميشة، مرورا بجيل نصير عجيسة وعبد الحكيم سرار وعصماني، إلى جيل إسعد بورحلي وحاج عيسى.

  12 ماي 1963 (وفاق سطيف 2 ترجي مستغانم 0)

أول يوم للتاريخ في ذاكرة الكرة السطايفية، حينها تم إعادة أول نهائي لكأس الجمهورية بين وفاق سطيف وترجي مستغانم، بعد أن انتهى اللقاء الأول بينهما بالتعادل (1 ــ 1) يوم 28 أفريل 1963، ولم يكن وقتها معمولا بركلات الترجيح، وقد سجل للوفاق في أول تتويج بكأس الجمهورية كميشة ـ رحمه الله ـ في د33 ولونيس ماتام في د78.

17 ماي 1964 (وفاق سطيف 2 مولودية قسنطينة 1)

وفي نفس الملعب الذي توج فيه السطايفية بأول كأس للجمهورية الجزائرية، ملعب العناصر 20 أوت حاليا، تسلموا الكأس من يد أول رئيس؛ أحمد بن بلة، ثاني نهائي وثاني تتويج لـ«السطايفية» سجل للوفاق بن كاري ـ رحمه الله ـ في د20 قبل أن يعادل بودماغ النتيجة في د27، وينجح بن كاري في إضافة هدف الفوز في د46، ليتوج الوفاق بثاني كأس للجمهورية.

  18 جوان 1967 (وفاق سطيف 1 شبيبة سكيكدة 0)

ثالث نهائي للوفاق بنفس الملعب دائما، كان الوفاق تحت إشراف المدرب عبد الحميد كرمالي، مدرب ولاعب، سجل للوفاق الهدف الوحيد كوسيم في د68 بعد تنفيذ مخالفة من كرمالي.

19 ماي 1968 (وفاق سطيف 3  نصر حسين داي 2)

وسط حضور قياسي لأنصار الوفاق في ملعب 20 أوت، للوفاق كوسيم في د12، قبل أن تسجل النصرية هدفين من سعدي د47 وعوار د60 ، وعدل للوفاق بوياحي ضد مرماه في د84، وفي الوقت الإضافي تمكن عبد الحميد صالحي من تسجيل الهدف الثالث للوفاق ومنح رابع كأس جمهورية للوفاق السطايفي..

  20 جوان 1980 (وفاق سطيف 1 إتحاد الجزائر 0)

بعد 12 سنة من الغياب، كان الموعد مع إجراء الوفاق لخامس نهائي في تاريخه بملعب 5 جويلية، وأمام أزيد من 70 ألف متفرج، بتشكيلة يقودها المرحوم مختار لعريبي، سجل الهدف الوحيد في المباراة العياشي عربات في د68.

05 جويلية 1990 (وفاق سطيف 1 مولودية باتنة 0)

بعد تتويجين إقليميين، كان «السطايفية» على موعد مع نهائي كأس الجمهورية السادسة في تاريخهم، المنافس هذه المرة من الشرق الجزائري اسمه مولودية باتنة، في لقاء داربي بملعب 5 جويلية، عادت فيه الكلمة إلى أبناء مدينة عين الفوارة بنتيجة هدف دون مقابل، حمل توقيع اللاعب مصطفى غريب في الدقيقة 87.

  01 ماي 2010 (وفاق سطيف 3 شباب باتنة 0)

الوفاق يضرب موعدا آخر لأنصاره مع منافسات كأس الجمهورية، بعد 20 سنة من الغياب يعود إلى الواجهة من بوابة فريق شباب أوراس باتنة، بتشكيلة يقودها المدرب نور الدين زكري، وفاز الوفاق بثلاثة أهداف دون رد، اثنان منها للاعب حسين مترف، فيما حمل توقيع الهدف الثالث الكاميروني فرانسيس أمبان.

01 ماي 2012 (وفاق سطيف 2 شباب لوزداد 1)

سنتان بعد ذلك، يعود أبناء مدينة سطيف إلى الواجهة، ليجددوا العهد مع أغلى تاج كروي بالجزائر، المنافس هذه المرة هو نفسه الذي سيواجهه عشية غد شباب بلوزداد، وكانت حينها تشكيلة الوفاق قد توجت بلقب الدوري، كما هو الحال هذا الموسم، بتشكيلة كانت الأحسن على المستوى الوطني، يقودها التقني السويسري ألان عيرغر وخير الدين ماضوي مساعدا له، كان فيها أبناء سطيف السباقون إلى التسجيل عن طريق الظهير الأيمن حشود، قبل أن يعدل أبناء العقيبة النتيجة عن طريق عمار عمور، ليعود الوفاق من بعيد مضيفا هدفا ثانيا عن طريق الظهير بن موسى، مانحا به اللقب الثامن للوفاق.