شبيبة تيارت

عودة إلى الرابطة الثانية بعد 13 سنة من الغياب

عودة إلى الرابطة الثانية بعد 13 سنة من الغياب
شبيبة تيارت
  • القراءات: 571

عادت شبيبة تيارت من بعيد خلال الموسم المنقضي، وتمكنت من الارتقاء إلى القسم الثاني لكرة القدم بعد 13 سنة من الغياب، عرف النادي خلالها فترات عصيبة.

فالشبيبة التي أنجبت في الماضي عدة لاعبين بارزين كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية وفي مقدمتهم الفقيد طاهر بن فرحات، تهاوت أسهمها منذ أكثر من عشرية كاملة، فوصل بها الأمر إلى غاية السقوط إلى القسم الرابع. ولم يظهر بصيص الأمل إلا في موسم 2017 -2018، عندما بدأ النادي يستعيد قليلا بريقه؛ ما سمح له بالصعود إلى القسم الوطني للهواة بعدما سيطر كليا على بطولته في قسم ما بين الجهات. وساهم آنذاك تدخّل السلطات الولائية في بداية انفراج أزمة الشبيبة، عندما قامت بتسديد جزء معتبر من ديون النادي، التي بلغت في وقت من الأوقات 70 مليون دج، وهي الديون التي غالبا ما تسببت في تجميد الرصيد البنكي للزرقاء، وما انجر عن ذلك من مشاكل مالية كانت تعرقل الفريق في كل مرة يرغب في الاستفاقة من سباته. وتزامن ذلك مع اعتلاء إدارة جديدة سدة الحكم في النادي برئاسة أحمد فغولي، الذي كان له هو الآخر نصيب من الفضل في عودة ‘’التيارتية’’ إلى الواجهة، موازاة مع إعادة افتتاح ملعب قايد أحمد بحلة جديدة بعد سنوات طويلة من الإغلاق. وأضحى بذلك كل شيء متاحا من أجل تحقيق انطلاقة جديدة في ظل تجند القاعدة الجماهيرية الكبيرة للشبيبة، التي وضعت نصب عينيها الصعود إلى الرابطة الثانية في الموسم الموالي (2018- 2019)، والذي بدأه فريقها بقوة كبيرة مثلما يدل عليه إنهاؤه الشطر الأول من بطولة الهواة كبطل شتوي، وبفارق مطمئن عن أقرب ملاحقيه. لكن عجلة الشبيبة توقفت عن الدوران بنفس الوتيرة، بعدما طفت على السطح مجددا المشاكل المالية للنادي؛ ما تسبب في تعثر مسيرته، مانحا الفرصة لأولمبي أرزيو كي يخطف منه الصدارة، ومن ثمة التذكرة الوحيدة المؤهلة إلى الرابطة الثانية.

وتواصلت أزمة الشبيبة طيلة الصائفة المنصرمة، لتزيدها استفحالا استقالة الرئيس فغولي، الذي خلفه مكتب مسير مؤقت بقيادة قريبه بومدين سفيان، الذي انتظر فترة توقف البطولة خلال فترة الراحة الشتوية، ليستنجد بالمدرب الخبير عبد الله مشري. هذا الأخير الذي وافق على الإشراف على العارضة الفنية للتشكيلة التيارتية، أتى مدعما بلاعبين جدد، تمكن بفضلهم من إعادة الروح إلى الفريق الذي كان يتخبط في ذيل الترتيب.

وسمحت الوثبة البسيكولوجية لأشبال مشري بصعودهم في سلّم الترتيب إلى غاية المركز السادس وفي الوقت المناسب؛ باعتبار أن ذلك تبعه توقف للمنافسة جراء تفشي فيروس كورونا في مارس المنصرم، فكانت الشبيبة محظوظة جدا بانضمامها إلى قائمة الصاعدين إلى الرابطة الثانية، مستفيدة من تغيير النظام الهرمي للمنافسة في الجزائر، والذي كانت أقرته الجمعية العامة للاتحاد الجزائري للعبة في سبتمبر المنصرم. وبعد تحقق الهدف الذي سطره النادي لنفسه منذ موسمين، يعتقد الجميع في محيط النادي، أن فرحة الصعود لا يجب أن تنسي عائلة ‘’الزرقاء’’ المهمة الرئيسة التي يتوجب عليها القيام بها، وهي إعادة ترتيب البيت الداخلي، مثلما يصر عليه المقربون من الفريق، حيث يحبس الجميع أنفاسهم بعدما وصلت مهمة المكتب المسير المؤقت إلى نهايتها.