الألعاب الإفريقية المدرسية
عنابة تفتتح العرس بروح الوحدة والانتماء

- 154

اهتز ملعب" 19 ماي 1956" بعنابة، مساء السبت، على إيقاع الأناشيد والموسيقى والأضواء، إيذانًا بانطلاق العرس الإفريقي المدرسي في نسخته الأولى، وسط أجواء احتفالية مبهرة، رسمت لوحة قارية لا تُنسى. أكثر من ساعتين قبل انطلاق العروض، امتلأت مدرجات الملعب بالجمهور العنابي، الذي توافد من مختلف أحياء المدينة، من عائلات وأطفال وشباب متوشحين بالأعلام، يترقبون لحظة الافتتاح التاريخية.
على أنغام النشيد الوطني الجزائري "قسما"، انطلقت التظاهرة الرسمية، وبدأت الوفود تتقدم بثبات وحيوية إلى قلب الملعب، وهي تلوح بأعلام بلدانها، في استعراض مهيب، عبرت فيه إفريقيا عن تنوعها ووحدتها في آنٍ واحد، وقد خُصص لوفد المنتخب الوطني الجزائري استقبال خاص، امتزج فيه التصفيق بالهتاف، ما يعكس فخر الجماهير بأبنائها واعتزازها براية الوطن، وسط أجواء زادتها الألعاب الضوئية بهجة ووهجا.
حفل الافتتاح، جاء بتوقيع "نبض إفريقيا"، عرض فني واستعراضي من إعداد الديوان الوطني للثقافة والإعلام، الذي جند إمكانياته البشرية والفنية والتقنية لإنجاح الموعد، وقد حمل العرض بصمة المخرج أحسن قاسي عيسى، بالتعاون مع الكوريغرافيين فريد حوش، فاطمة ولد عيسى ومحمد جرمان، بتوزيع موسيقي لحكيم لعجال، وسينوغرافيا محمد بوطمينة، بمشاركة نخبة من الفنانين الجزائريين الذين أضفوا على السهرة بُعدا فنيًا، يحتفي بالهوية الجزائرية في قلب إفريقيا.
المنصة الشرفية، ضمت وفودا رسمية رفيعة، يتقدمها السادة وزراء الرياضة، التربية الوطنية والشباب، إلى جانب السيد عبد القادر جلاوي، والي عنابة، وسفراء وممثلي 47 دولة إفريقية مشاركة، بالإضافة إلى ولاة الولايات المحتضنة للتظاهرة وولايات مجاورة، ما منح الحفل بعدا دبلوماسيا وثقافيا يليق بمقام الحدث القاري.
الجماهير تهتف للوطن والراية
وسط تصفيقٍ مدوٍّ وهتافاتٍ ارتفعت من كل زاوية في ملعب "19 ماي 1956"، خطا الوفد الجزائري إلى ساحة العرض مرتديًا ألوان العلم الوطني، فاهتزت المدرجات على وقع الأناشيد والزغاريد، في لحظة اختلطت الوطنية بالاعتزاز والانتماء. الجماهير العنابية، التي غصت بها المدارج قبل أكثر من ساعتين من انطلاق الحفل، وقفت لتحيي أبطال الوطن، وتهتف بأسمائهم، في مشهد جسد الرابط العاطفي بين الشعب وشبابه الرياضي.
وقبل ذلك، مرت الوفود الإفريقية المشاركة تباعًا، تحمل أعلام دولها وتلوح للجمهور، في استعراض مهيب، يعكس ثراء القارة وتنوعها الثقافي، حيث استُقبل الجميع بحرارة، لكن للوفد الجزائري نكهة خاصة، إذ كان دخوله لحظة انفجار عاطفي صادق، تألق فيها الحضور والتاريخ والمستقبل في آنٍ واحد.