زايد رومان رئيس الجمعية الوطنية للحكام، لـ "المساء":

علَى زطشي أن يحرّر الحكام من مبدأ التحفّظ

علَى زطشي أن يحرّر الحكام من مبدأ التحفّظ
زايد رومان رئيس الجمعية الوطنية للحكام ع. إسماعيل
  • القراءات: 390
❊حاوره: ع. إسماعيل ❊حاوره: ع. إسماعيل

مع اقتراب موعد انطلاق المرحلة الثانية من البطولات بمختلف مستوياتها، تزداد مخاوف أندية كرة القدم من وقوع فرقها ضحية ممارسات غير رياضية. ويبدو سلك التحكيم بالنسبة لهم أهم مصدر لهذه الممارسات، ويعتبرونه جهازا رياضيا غير قادر على حماية نفسه من شتى الممارسات التي ليس لها صلة بالرياضة. ولم يتوقّف رؤساء الأندية عن توجيه اللوم للتحكيم، الذي يعتبرونه مصدر النتائج السلبية لفرقهم في المنافسة، ووصل بهم الأمر إلى حدّ اتهامه بالتحيّز في إدارة المباريات، فيما يقف ضد كل هذه الاتهامات رئيس الجمعية الوطنية للتحكيم زايد رومان، الذي التمست منه "المساء" تقديم توضيحات عن الأسباب التي تدفع كثيرا من الأطراف التي لها علاقة بالبطولة لا سيما الاحترافية منها، إلى إلقاء اللوم على الحكام من جولة إلى أخرى.

كيف تفسّرون التهجمات الأخيرة ضد التحكيم، هل هي منطقية أم تنمّ عن مواقف غير واضحة؟

❊❊ لسنا ضدّ الانتقاد النزيه والمنطقي الموجّه ضد الحكام، خاصة إذا كان مبنيا على أسس أو أدلة لا تقبل الشك، لكن، للأسف الشديد، سلك التحكيم الذي تمثّله جمعيتنا يعيش منذ انطلاق الموسم الرياضي، هجوما شرسا من مسيّرين يبحثون عن تحقيق مآربهم الشخصية ومصالح أنديتهم بدون مراعاة النزاهة التي يتميّز بها حكامنا.

لكن هناك أخطاء فادحة ارتكبها حكام في كثير من مباريات البطولة بمختلف مستوياتها، فهل يجب التستر عليها؟

❊❊ الحكام بشر، يمكن أن يصيبوا وأن يخطئوا، لكن لا نقبل التهجمات بالمجان التي يراد منها تغطية ضعف تسيير الأندية، لأنّ هناك مجموعة من المسيرين يحاولون تضليل أنصار فرقهم، عندما يشعرون بأنهم غير قادرين على تسيير أنديتهم، فيتهجّمون على الحكام أو على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ويقولون إنهم هم سبب فشل فريقهم في البطولة. مثل هذه المواقف يعرفها العام والخاص، ولا يمكن لها أن تؤثر على نزاهة حكامنا في إدارة المباريات.

من هم المسيّرون الذين تقصدهم بكلامك؟

❊❊ تصريحات المسيّرين تختلف من جولة إلى أخرى، وتأتي حسب نتائج الفرق المسجلة في مباريات البطولة، هذا للقول  لا أقصد في كلامي مسيّرا أو مسيّرين معنيين، لكن هناك من تمادي في انتقاد الحكام باتهامات لا أساس لها من الصحة، مثل رئيس شبيبة القبائل شريف ملال، ورئيس مولودية وهران ومناجيره العام واسطي، فقد انتقدوا بشدة الحكام لكون فرقهم سجلت نتائج سلبية لم يتوقعوها.

تقول إن لهؤلاء المسيّرين قصدا آخر من وراء انتقاداتهم الحكام...

❊❊ نحن نفهم المقصود من سياق نوع الانتقادات التي يبقى هدفها هو التأثير على الحكام، ودفعهم إلى خدمة فرقهم في المباريات القادمة. البعض من هؤلاء المسيرين لا يفقهون شيئا في قوانين التحكيم، وليس باستطاعتهم تقديم أدلة حتى فيما يتعلق بالأخطاء التقنية التي يرتكبها اللاعبون أثناء المباريات. هل يجب إذن تقبّل الانتقاد من أجل الانتقاد؟ أين هي ضمائر هؤلاء المسيّرين عندما يوجّهون للحكام انتقادات واهية لا تخدم مصلحة كرة القدم الجزائرية بل تهدمها؟ لأنّنا عادة ما نسمع كلاما خطيرا يصدر من أفواه هؤلاء المسيّرين.

  رئيس "الفاف" طلب مؤخرا من الحكام القدامى عدم التدخل في شؤون التحكيم الخاص بالبطولة، كيف تفسرون هذا الموقف؟

ذلك شأنه مع هؤلاء الحكام الذين ابتعدوا عن ممارسة مهنة التحكيم، لكن ما أعيبه على خير الدين زطشي هو تقاعسه في الدفاع عن حكام مباريات البطولة، وهم يتعرضون لشتى أنواع الانتقادات والضغوط. وسنطلب منه، عن قريب، تحرير الحكام من مبدأ التحفظ للرد على منتقديهم. 

  لكن الاتحادية لم تقم بتسليط عقوبات قاسية على من انتقد الحكام على غرار ملال وواسطي؟

❊❊ نحن الآن في انتظار رد فعل الهيئة الفيدرالية في المستقبل القريب، على الذين يتهمون الحكام بالرشوة والتحيّز في المباريات. وإذا لم تُتخذ أيّ قرارات ردعية ضدهم سنلجأ إلى العدالة، لأنّ هذه الاتهامات الباطلة تهين الحكام في شرفهم، وتمسّ بشرف عائلاتهم، وهذا ما لن نقبله بتاتا في المستقبل. نحن متأسفون جدا لموقف الفاف، بل حتى لموقف رئيس الرابطة الوطنية الاحترافية التي يرأسها عبد الكريم مدور، الذي أدلى بتصريح يثير الغرابة والدهشة، عندما قال إنّ فريق جمعية الشلف هو أيضا ضحية سوء التحكيم. نتساءل: هل أدلى مدوار بهذا التصريح بصفته رئيسا للرابطة الاحترافية أم كرئيس لجمعية الشلف؟ لأنّنا نعتبر هذا التصريح بمثابة محاولة للتأثير على الحكام؛ كي لا يعرّضوا فريق الشلف للخسارة.

لكن يتردّد أن الجمعية الوطنية للحكام تؤثر هي الأخرى على قرارات حكام مباريات البطولة الوطنية، بل يقال إن بعض التعيينات الخاصة بإدارة هذه المباريات تجري خارج الإطار الرسمي، وبعض أعضاء جمعيتكم طرف فيها.

❊❊ مثل هذا الكلام أو الاتهامات لا أساس له من الصحة. جمعيتنا لم تتدخل في مهام لجنة الحكام التابعة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بل نحن الطرف الوحيد الذي يدافع عن نزاهة الحكام؛ فكيف تريدون أن ننتقد هذه اللجنة؟

الآن كل الأوساط الكروية متخوفة من المرحلة الثانية للبطولة، لا سيما الاحترافية منها. البعض يتخوف من ترتيب المباريات، والبعض الآخر من تعرُّض الحكام للضغوط؛ بمَ تفسرون مثل هذه المخاوف؟

❊❊ لا أعلّق على هذا الكلام، بل أفضّل توجيه نداء إلى جميع الحكام كي يتحلوا باليقظة في ما تبقّى من عمر البطولة. لا يجب أن يرضخوا للضغوط أو يكونوا محل مساومات.