الطب الرياضي في الجزائر

ضرورة تهملها الاتحاديات والأندية

ضرورة تهملها الاتحاديات والأندية
  • القراءات: 823
❊   ط.ب ❊ ط.ب

تحاول الهيئات الرياضية، ومنها اللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية، أن تعطي اهتماما أكثر للطب الرياضي على مستوى الاتحاديات، ومنه الأندية، بعد أن اتضح بأن العديد منها، تهمل هذا الجانب الهام والمهم، بالنسبة للحفاظ وحماية الرياضي، ومنه تفادي الحوادث التي أدت إلى وفاة بعض الرياضيين في الملاعب.

نظمت اللجنة الأولمبية بداية من هذا الأسبوع، اليوم الدراسي السادس بهدف  التحسيس والتوعية، وتقديم الشروط العلمية التي يجب اتباعها من أجل الحفاظ على الصحة، وحماية الرياضي من الأخطار، غير أن هذا اليوم الدراسي لم يكن يهم الكثير من الفاعلين في الحقل الرياضي من المعنيين المباشرين بالأمر.

فقد غاب عن هذا اليوم الدراسي من يهمهم الأمر مباشرة، وحضر من ينوبون عنهم، ليستخلص من ذلك، أن ما يسمى بالطب الرياضي لا يدخل في اهتمام الكثير من الاتحاديات، خاصة النوادي، لأن ثمة أولويات أخرى تفوق اهتمامهم بصحة الرياضي، تتمثل في النتائج الفورية.

 غياب الوعي والإهمال تسبب في الموت المفاجئ

تأسفت رئيسة اللجنة الطبية التابعة للجنة الأولمبية، فريال شويطر، عن غياب رؤساء بعض الاتحاديات والأندية عن اليوم الدراسي، حيث قالت لـ«المساء”: لقد أرسلنا لهم دعوات للحضور. كما أكد بعض المختصين، على غرار المحضر البدني أحمد حالم، الذي اشتغل في الكثير من النوادي الكروية، بأن هناك أندية ولا وجود لطبيب في طاقمها الفني، وهو الواقع الذي يضاف للمتاعب الرياضية في الجزائر.

فالمسؤولون عن النوادي لا يفكرون سوى في منطق النتائج الفورية، وهذا ما يبعدهم عن التفكير في تنظيم أنديتهم، ويتطلب الأمر وجود طاقم طبي في كل فريق، يضم على الأقل طبيبا مختصا ومدلكا وممرضا، غير أنه وفي بعض الحالات، فإن عجز بعض النوادي المالي، يجعل الفرق تقلص من هذا الطاقم، والكثير منها يعتمد فقط على مدلك، وهو ما يتسبب في الكثير من الأحيان في كوارث صحية للاعبين، لأنه بعيد كل البعد عن التشخيص الحقيقي للحالة الصحية لأي رياضي، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤدي في بعض الأحيان إلى الموت المفاجئ. هذه الحالات عرفتها بعض الرياضات، ومنها كرة القدم التي شهدت في وقت سابق وفاة احسن شيهوب مدافع مولودية عزابة، خلال مواجهة فريقه لشباب حمادي كرومة، كما تعرض فوزي شاوشي حارس مولودية الجزائر ـ سابقا ـ لأزمة قلبية، ومثل هذه الحالات تتكرر في كل مرة وفي الكثير من الأندية.

هذا الأمر يدفع إلى إعادة طرح نفس السؤال حول محل الطب الرياضي، ولماذا يبقى (الطب الرياضي) لفظا مرادفا لشخص يقتحم الملعب مهرولا وهو يحمل معه دلو ماء وإسفنجة وقارورة، ليصبح ربط حالات الوفاة داخل الملاعب بالقضاء والقدر، ويطرح السؤال أيضا حول الفائدة من مثل الملتقيات والندوات التي لا يحضرها مثل هؤلاء الرؤساء، وحتى لو حضروها لا يستفيدون منها.

رياضيون يهربون من أنديتهم للعلاج خارجا

رغم أن بعض الاتحاديات تفرض على النوادي تواجد طبيب مختص في طاقمها الفني، ورغم أن الهيئات الدولية الرياضية تؤكد على ذلك، مثلما يحدث في كرة القدم، إلا أنه يُضرب بالأمر عرض الحائط، ففي كرة القدم، على سبيل المثال، التي تعد الأكثر شعبية، كانت الفاف مجبرة على إبرام اتفاقية تعاون مع المركز الوطني للطب الرياضي، من أجل التكفل الطبي والبيولوجي وطب الأسنان وكذا أمراض القلب لجميع اللاعبين الذين ينشطون في مختلف البطولات والمنتخبات الوطنية. جاءت هذه الخطوة بعد الحالات التي عرفتها كرة القدم في مجال تناول المنشطات، حيث سبق للاعب الموقوف خير الدين مرزوقي، أن قال بأنه كان يتناول الفيتامين المحظور بموافقة طبيب نادي مولودية الجزائر، وفي وقت سابق، كانت الفاف ترسل لاعبيها للتداوي في مصحة أسبيطار في قطر.

حالة الإهمال للطب الرياضي الذي بلغتها بعض النوادي وحتى الاتحاديات، جعل بعض اللاعبين يتكفلون بأنفسهم، بسبب عدم الثقة في الطاقم الطبي لأنديتهم، وعادة ما يكون مدلكا أو طبيبا عاديا، إن لم يكن ممرضا حصل على شهادة تقني سامي في الصحة، لذا أصبح الكثير من اللاعبين يهربون من نواديهم، لزيارة دكاترة في الطب في اختصاصات مختلفة، وهناك حالات كثيرة لرياضيين يتفادون أن يعالجوا في أنديتهم، رغم أن البعض منها يتوفر على الإمكانيات، فكما قالت الدكتورة شويطر لابد أن تكون هناك ثقة بين الرياضي وطبيب الفريق إن وجد.