لم تكن الهزيمة القاسية أمام اتحاد الحراش الجولة الماضية، لتمر مرور الكرام على مولودية وهران بجميع مكوناتها، وفي مقدمتها الإدارة التي توجد في حالة طوارئ، وتلهث في كل الاتجاهات لوضع حد لما وصفتها بحالة الجمود التي يعيشها الفريق من خلال البحث عن الحلول التي تسمح له بالانتعاشة، بعدما ظنّ الجميع أن الفوز على أمل الأربعاء قد أحدث "الدكليك"، الذي سيقلع بعده باتجاه المقاعد الأمامية في جدول الترتيب.
 وتبدو إدارة الرئيس بلحاج أحمد، المدعو "بابا" منقسمة على نفسها، بخصوص الحل الأسهل الذي تريد اللجوء إليه في مثل الحالات، وهي إقالة المدرب شريف الوزاني سي الطاهر، الذي يتحمل من وجهة نظرها المسؤولية كاملة في ما لحق المولودية من هزائم ونكسات.
ففي الوقت الذي يلقي فيه بعض المقربين من "بابا" بكل ثقلهم، ويضغطون عليه لإحداث التغيير على مستوى العارضة الفنية، واقترحوا أسماء من مختلف الجنسيات، قالوا عنها بأنها مناسبة لفريقهم، ينصح آخرون بالحكمة والإبقاء على الطاقم الفني في منصبه علّه ينجح في الاختبارين القادمين أمام كل من شباب قسنطينة ونصر حسين وهذا بملعب أحمد زبانة، حتى المدرب شريف الوزاني، نصح مسيريه بالصبر على فريقهم، ووجه لهم رسالة غير مباشرة عندما قال بأن على المسيرين حماية الفريق والوقوف وراء فريقهم، والبحث عن السكينة له، وأن تحقيق الوثبة البسيكولوجية ليست قضية المدرب وحده، بل هم جميع الحمراوة، وأضاف يقول "إذا كان مشكل المولودية في شخصي، فأنا مستعد للرحيل، لكن على المسيرين طرح السؤال عن عدد المدربين الذين تداولوا على المولودية، وبقيت دائما حبيسة اللعب على هدف البقاء، وإذا ما أردنا الانتصار في المباراتين القادمتين، فعلى الجميع التكاتف ومؤازرة فريقهم".
وتساءل شريف، إن كانت أربع مقابلات الملعوبة لحد الآن، كافية لفريق تجدد بنسبة 70 في المائة لكي يتطور ويحسن من مستواه، وطالب من جديد منح الوقت الكافي للمجموعة التي بين يديه حتى ترتقي بأدائها، ولفت إلى أن هدف الفريق المسطر منذ البداية، هو نيل مرتبة مشرّفة، ويرى بأن تحقيق هذا الهدف ممكن جدا، فقط يجب ترك أشباله يعملون في هدوء حتى يصححوا أخطاءهم التي اعترف بها شريف، وأكد بأنه يجتهد في التدريبات حتى يعالجها معهم كما حصل في الأسبوع الماضي، عندما ركزّ على التغطية الدفاعية التي كلفت الفريق غاليا في اللقاءات السابقة، ومن بينها لقاء الحراش، حيث استغرب الجميع تجمد المدافعين الوهرانيين في لقطة تسجيل الحراشي مازاري، للهدف الأول لفريقه برأسية، وهو وحيد دون رقابة داخل مربع العمليات.
وكشف شريف، في خضم ذلك عن تغييرات أكيدة سيجريها على التشكيلة الأساسية، بعدما اتضح له محدودية بعض العناصر التي دفع بها في اللقاء الأخير ضد الحراش، خاصة وأن الرهان هام له ولفريقه، وقال عن ذلك "سنلعب مباراتين داخل قواعدنا ضد شباب قسنطينة ونصر حسين داي، وإذا ما فزنا بهما سنرتقي في جدول الترتيب، وهذا ما أرغب فيه، وسأحثّ أشبالي على تحقيقه، وسأطالبهم بالتحلي بالروح القتالية التي افتقدوها ضد اتحاد الحراش، وسنجتهد لجلب الانسجام بين الخطوط الثلاثة خاصة بين الدفاع والوسط، لأنه من بين نقائصنا القاتلة وهزائمنا الأخيرة".