لا زال التوتر في اتحاد الحراش متواصلا بين إدارة النادي والمدرب بوعلام شارف، وقد يؤدي لا محالة إلى انسحاب هذا الأخير من العارضة الفنية قبل انتهاء البطولة. هذا في وقت أصبح الفريق مهددا فعلا بالسقوط بعد خسارته الأخيرة في وهران أمام المولودية المحلية التي انتصرت عليه بنتيجة 2-0، وهو ما يِؤكد فعلا التسيب الذي يتواجد فيه الفريق ولاعبوه الذين لم يقبضوا إلى حد الآن جزءا كبيرا من مستحقاتهم المالية. وقد كشف المدرب المساعد محمد حنيشات عن أن زملاء القائد سفيان يونس يمرون بأوضاع بسيكولوجية صعبة جراء تراجع نتائج الفريق في البطولة، بسبب شعورهم بوجود لا مبالاة حقيقية تجاههم من قبل مسيري النادي أيضا،  لاسيما فيما يتعلق بتسوية رواتبهم المالية. ودعا حنيشات الجميع إلى التجند وراء الفريق لتفادي السقوط إلى الرابطة الثانية. 

من جهته، تأسف رئيس النادي عبد القادر مانع عن التصرف الذي يقوم به مدرب فريق الأكابر بوعلام شارف تجاه إدارة النادي، حيث أوضح مانع في تصريح لـ"المساء"؛ "شارف أصبح يفعل ما يريد في فريق إتحاد الحراش، لقد غاب عن قيادة الحصص التدريبية، بل رفض حتى التنقل مع تشكيلته إلى وهران في الجولة الفارطة. هل يعقل أن يتصرف مدرب محترف بهذا الشكل دون أن يعلم إدارة النادي؟ لقد حاولنا في كل مرة التصرف بطريقة مهذبة مع هذا التقني، لكن يبدو لي أن شارف لا يسعى سوى إلى فرض المنطق الذي يريد من خلاله تحقيق مصالحه،  وهذا الموقف لن نقبل به أبدا مهما سيحصل للنادي من مشاكل. لقد رفضنا اتخاذ إجراءات تأديبية ضد بوعلام شارف، ظنا منا أن مثل هذا الإجراء لا يليق بسمعة مدرب يعرف جيدا علاقات العمل التي تربطه بالنادي. لقد انتظرناه مطولا ليقدم لنا تفسيرات واضحة ومقنعة عن سبب هذا الغياب الطويل، لكنه لم يأبى حتى الاتصال بنا عبر الهاتف". 

وترك الرئيس عبد القادر مانع الانطباع من خلال حديثنا معه بأنه يتمنى أن لا يكون السبب في انسحاب بوعلام شارف من العارضة الفنية، بل يريد أن يذهب هذا الأخير بمحض إرادته. شارف لا يوجد في خلاف فقط مع الرئيس مانع، بل أيضا مع المدير العام للنادي فيصل بن سمرة الذي انتقد الطريقة التي يسير بها شارف الفريق في البطولة، وهو ما يفسر الانقطاع الحاصل بين الرجلين منذ حوالي شهر، في الوقت الذي تتحدث الأوساط الرياضية في إتحاد الحراش عن إمكانية قيام المدرب شارف بتقديم استقالته، مؤكدة أن هذا الأخير جاءته اقتراحات من بعض الفرق وهو الآن بصدد دراستها.

إلا أن المشاكل التي يعيشها النادي والصعوبات التي تواجه الفريق في البطولة ليست مرتبطة بالمسائل التقنية فقط، بل لها علاقة بما يجري من سوء تفاهم كبير بين أعضاء مجلس الإدارة حول طريقة تسيير النادي، ومعلوم أن أعضاء من مجلس الإدارة يرفضون استمرار عبد القادر مانع على رأس النادي ووصلوا إلى حد مطالبته بالاستقالة، وهم يفضلون الآن عودة الرئيس السابق للنادي محمد العايب الذي يعد في نظرهم الوحيد الذي بإمكانه قيادة إتحاد الحراش وإبعاده من شبح الأزمات المالية التي أصبحت مصدر مشاكله. وحسب العارفين بشؤون النادي دائما، فإن عقد جمعية استثنائية في نهاية الموسم يعد الحل الوحيد الذي سيسمح بإيجاد مخرج للأزمة العميقة التي يعيشها إتحاد الحراش مند بعض السنوات، والجدير بالإشارة أن فريق إتحاد الحراش يحتل المركز الثاني عشر في البطولة، مما يجعله مهددا بالسقوط في حالة ما إذا لم يسجل استفاقة حقيقية في الجولات القادمة.