حسين بطير الثاني عالميا في رياضة الحمل بالقوة للمعاقين لـ ”المساء”:

سأتحدى الصعاب وأجلس على العرش العالمي مستقبلا

سأتحدى الصعاب وأجلس على العرش العالمي مستقبلا
حسين بطير
  • القراءات: 835
حاوره: م. سعيد حاوره: م. سعيد

يعدّ واحدا من الأسماء البارزة في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة، يقتفي أثر من سبقوه ورصعوا ولا يزالون صدر الرياضة الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة بالألقاب والتتويجات كالبطلين العالمين في رياضة ألعاب القوى بحلاز الهواري، وكرجنة، ولا يبدو أنّه سيتوقّف عن الطموح إلى غاية التربّع على عرش رياضة الحمل بالقوة التي يهواها عالميا، متحديا الإعاقة ونقص مستلزمات العمل والنجاح، إنه ابن مدينة تيغنيف، وصاحب الرتبة الثانية عالميا الرباع حسين بطير.

س: حقّقت مؤخرا رقما قياسيا قفز بك إلى الصف الثاني عالميا بمنافسة كأس الجزائر للحمل بالقوّة بقاعة عين الترك، فهل كان ذلك ضمن مخططاتك؟

ج: أولا، أنا سعيد بهذه النتيجة الايجابية التي أعطتني دفعا معنويا وكذلك وقفزة في الترتيب العالمي، حيث أصبحت الثاني على المستوى العالم بحمولة 203 كلغ، بعد الأوّل النيجيري بول كينيدي برقم 210 كلغ، مع العلم أنّني شاركت شهر فيفري الماضي، في منافسة كأس العالم بدبي الإماراتية ورفعت حمولة 190كلغ.

س: إلى ماذا يعود هذا التطوّر المضطرد في نتائجك الفنية؟

ج: للعمل الجدي المتواصل مع الطاقم الفنّي للنادي الذي أنتمي إليه الأمير عبد القادر بتغنيف، وبعد ذلك المنتخب الوطني، فالتكوين مهم في النادي، لأنّ الفريق الوطني يوفر لك الظروف للمشاركات في مختلف المنافسات الدولية وتفجير إمكانياتك فيها.

س: هل تستفيد وزملاءك من هذه الظروف الرياضية المتاحة؟ وهل يوفر لك فريقك تغنيف مثلها من إمكانيات العمل الضرورية؟

ج: الحمد لله، المسيرون على مستوى الاتحادية الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة يضعون الرياضيين في أحسن الأجواء قبل خوض أي منافسة دولية من برمجة التربصات، وتوفير مستلزمات العمل ووسائل الاسترجاع، بصفة عامة يأخذون كل شيء على عاتقهم. 

أما بالنسبة لفريقي الأمير عبد القادر لتغنيف، فيوفّر لنا ما يستطيع من الإمكانيات الرياضية في قاعة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، والنتيجة ماثلة أمام الجميع، حصاد رياضي جيد ومقنع كل عام، لكن نعاني مع فريقنا كثيرا من نقص الدعم من الجانب المالي وإهمالا من قبل السلطات المحلية رغم نتائجنا الكبيرة التي يشهد بها الكل.

س: أذكر لنا أهم إنجازاتك؟

ج: سجلي يحوي إلى حدّ الآن 16 تتويجا دوليا دون ذكر عدد الألقاب الوطنية التي لا تعد ولا تحصى، وبداية هذه التتويجات كانت سنة 2005 في بطولة إفريقيا التي نلت بها الرتبة الثانية وسنّي كان لا يتجاوز 15 سنة بعدما اكتشفني المدرب محمد الصالح بن عطاء، كانت سنة 2009 شاهدة على بداية تتويجي دوليا بعد إحرازي الميدالية الذهبية في البطولة المغاربية المفتوحة، وفي 2010 تحصلت على ثلاث ميداليات ذهبية بليبيا، وتأهلت لبطولة العالم بماليزيا لأول مرة في مشواري، وأنهيت مشاركتي فيها بميدالية برونزية بحمولة قدرها 147 كلغ، بعد ذلك توقفت لسنوات لأسباب خاصة، ورجعت سنة 2013 ولم أفقد وصالي مع الألقاب، وشاركت في أولمبياد ريودي جانيرو بالبرازيل سنة 2016، غير أنّ إصابتي بقطع أوتار الكتفين حرمتني من الصعود فوق المنصة، إذ شاركت رغم ذلك ورفعت ثقلا بـ191 كلغ أمام تعجب الحاضرين بالقاعة، ابتعدت عن المنافسة الرسمية لمدة سنة كاملة أداوي فيها هذه الإصابة، لأعود بقوة وبميدالية برونزية في اليد وهذا في بطولة العالم بالمكسيك، وراء البطل العالمي النيجيري بول كنيدي، الذي يصعب هزمه لأنه يتوفر على إمكانيات كبيرة جدا مقارنة برياضيي ذوي الاحتياجات الخاصة في بلادنا، لكن رغم ذلك، ومهما كانت الظروف سنظل نشرّف بلدنا الجزائر شاء المسؤلون أم أبوا، ولا ننتظر من أيّ واحد منهم أن يعلّمنا الروح الوطنية وحب بلادنا.

س: ما هي أهدافك المستقبلية؟

ج: بالنتيجة التي حقّقتها في قاعة تروفيل بعين الترك تأهّلت مباشرة للألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة بطوكيو سنة 2020، لأنّ التأهل إليها مسموح للثمانية الأوائل عالميا،وأنا ترتيبي الثاني، وإن شاء الله سأؤكد على هذه النتائج الايجابية في طوكيو، وقبلها بطولة العالم التي ستجري بكازاخستان شهر جويلية القادم.

س: كيف ترى مستوى هذه الرياضة في الجزائر؟

ج: أولا هذه الرياضة لا تحتم عليك ممارستها في سن محدّدة، بدليل أنّ ممارسيها قادرون على الحصول على انجازات وألقاب عالمية في سن الـ40، فهي رياضة مختلفة عن الرياضات الأخرى، فمثلا كل ممثلي المنتخب المصري هم تقريبا من مواليد 1972 إلى 1975 ونفس الشيء بالنسبة للصينيين.

س: وما هي النصائح التي توجّهها للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يرغبون ولوج عالم هذه اللعبة؟

ج: أقول لهم لا تنتظروا التحفيز من أي أحد، بل الاتكال على الله عز وجل أولا، وبعد ذلك الإرادة التي تعوض السعة في العيش والإمكانيات، فكلّ الأبطال والنجوم خرجوا من رحم المعاناة والصعاب والفقر خاصة في المجال الرياضي، بما في ذلك رياضة كرة القدم. فأنا رغم إعاقتي، متزوج، وأب لطفلة، متحصل على ليسانس في العلوم الاقتصادية من جامعة معسكر، كما أحوز على شهادة مربي في تنشيط  الشباب من ”الكرابس”.

س: وكيف كنت توفّق بين الدراسة وممارسة الرياضة؟

ج: أولا، أنا ضد توقيف الأولياء لأبنائهم عن ممارسة الرياضة بحجة عدم توفيقهم في الدراسة، فلا ينبغي أن نظلم الرياضة خلال التحصيل الدراسي الضعيف، وأنا أسأل هل ممارسة الرياضة لحصة أو حصتين لمدة ساعة ونصف أسبوعيا، سبب ضعف التلميذ في الدراسة؟ فأنا أرى أنّ الرياضة تخفّف من الضغط، وترفع المعنويات بعد الدراسة، وما وصلت إليه هو من توفيق من الله تعالى، وكذلك مساندة الوالدين وتشجيعهما لي.

س: هل لعب إيجابا تواجد مدربك بن عطاء الله إلى جانبك كمدرب وطني بعدما كان مدربك في ناديك تيغنيف؟

ج: نعم، أعطاني دفعا معنويا كبيرا، واعتبرها ميزة انفرد بها عن باقي زملائي، وأحمد الله تعالى على هذه النعمة الغالية. فهو صاحب كفاءة عالية، لذا أدعو إلى التكوين وإنشاء فروع رياضية للحمل بالقوة بالمؤسسات الجامعية والمعاهد الرياضية مثلا ”الكرابس”.

س: وماذا تقول في ختام هذه الدردشة القصيرة؟

ج: أشعر بالارتياح لاهتمام جريدتكم المحترمة بهذه الرياضة التي ينظر لها من عل، وأتمنى أن يلقى ممارسو هذه الرياضة العناية اللازمة، لأنّهم يضحون كثيرا من أجل العلم الوطني، ولا يتوانون في رفعه عاليا في كل محفل دولي وعالمي، وأتمنى حظا موفقا لجميع الرياضيين الجزائريين.