من الماضي

زبير باشي... الطبيب وصاحب 8 ألقاب

زبير باشي... الطبيب وصاحب 8 ألقاب
اللاعب القديم زبير باشي
  • القراءات: 978
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

حظي اللاعب القديم زبير باشي، دائما، بمكانة خاصة لدى الأوساط الرياضية الجزائرية عامة، وبالأبيار خاصة، ليس فقط لكونه ابن هذا الحي، وإنما أيضا لأخلاقه العالية، وكونه أحد اللاعبين الذين تخرجوا من مدرسة النادي المحلي شبيبة اتحاد الأبيار، فضلا عن أنه حقق مشوارا رياضيا لم يصل إلى تحقيقه أي لاعب في كرة القدم من أبناء الأبيار .

يعتقد جانب كبير من الأوساط الرياضية أن باشي انسحب من شبيبة اتحاد الأبيار عندما كان في أوج عطائه بعدما شعر أن النادي الذي ترعرع فيه لا يملك الإمكانيات التي تسمح له بشق طريقه نحو النجومية، فضلا عن تواجده في مستوى متواضع من المنافسة؛ إذ إن فريق الأبيار لم يتعد طول مشواره الرياضي درجة القسم الثاني، لذا قرر باشي الرحيل لمجرد تلقّيه اتصالا من مسيري مولودية الجزائر، ولم يكن اللاعب الوحيد الذي غادر الأبيار، بل إن لاعبين آخرين سلكوا طريقه، مثل بويش ناصر، الذي التحق به في فريق العميد، ونور الدين نقازي وجمال مناد، اللذين اختارا التعاقد مع شباب بلوزداد، وسبقهما في ذلك المرحوم المدافع موحة، وعبدوش الذي انتقل إلى اتحاد الجزائر، وغيرهم من اللاعبين الذين حملوا ألوان نادي الأبيار، وهذا يعني أن هذا الفريق تخرج منه لاعبون بارعون، صنعوا أمجاد نواد جزائرية على المستوى العربي والإفريقي.

زبير باشي بقي متمسكا بخصاله الحميدة التي جلبت له احترام الكبير والصغير في كل ميادين كرة القدم وخارجها؛ لكونه متشبعا بالأخلاق النبيلة الملازمة لاحترام الروح الرياضية، التي كثيرا ما تحلى بها تجاه منافسيه لما كان يلعب ضمن تشكيلة فريقي الأبيار ومولودية الجزائر.

وفي هذا الشأن سرد لنا اللاعب السابق لاتحاد الحراش وشباب بلوزداد عمار مجرب، حادثة وقعت له لما كان ضمن صفوف هذا الأخير، وخص بالذكر زبير باشي: "التحقت بشباب بلوزداد - قال عمار - لما كان أحسن لالماس لاعبا ومدربا لهذا الفريق في إحدى المباريات التي جمعتنا بمولودية الجزائر. وقبل انطلاق اللعب، طلب مني أن أقوم بحراسة زبير باشي، لكنه في نفس الوقت حذرني بشدة، من استعمال اللعب الخشن معه أو الإساءة إليه بالكلام الفاحش، حينها أدركت بسرعة الاحترام الكبير الذي يكنّه لالماس للاعب مولودية الجزائر زبير باشي، فضلا عن أنني كنت أعرف من قبل، أن هذا الأخير يمتاز بروح رياضية خارقة للعادة فوق أرضية الميدان".

باشي لم يُخف أبدا حبه لناديه الأول في مشواره الرياضي شبيبة اتحاد الأبيار، الذي مر على كل فئاته الشبابية قبل الانتقال إلى فريق مولودية الجزائر. ومع هذا الأخير أبان باشي عن حنكته الكبيرة في اللعب؛ حيث قاد زملاءه إلى التتويج بكثير من الألقاب الوطنية والقارية والعربية، وذلك على مر السنوات التي لعب خلالها ضمن هذا النادي العريق، الذي صنع فيه شهرته كلاعب موهوب وتعلقت به جماهيره الرياضية بصفته صانع ألعاب فريقها؛ إذ لايزال الجميع يتذكرون الدور الكبير الذي لعبه باشي في تتويج العميد بلقب كأس إفريقيا للأندية البطلة، في نهائي هذه المنافسة التي احتضنها ملعب 5 جويلية، وذلك أمام النادي الغيني الشهير، حافيا كوناكري. وفي البطولة الوطنية، نال باشي خمسة ألقاب مع العميد في سنوات 72 و75 و76 و78 و79، وثلاث مرات كأس الجمهورية (71 و73 و76).

وبعد انتهاء مشواره الرياضي مع مولودية الجزائر، عاد زبير باشي إلى فريقه الأول اتحاد الأبيار، خلال الثمانينات، ثم انتقل إلى فريق اتحاد الصحة، الذي شكّل آخر محطة له في المنافسة الرسمية. وعلى المستوى الدولي، تقمّص زبير باشي الألوان الوطنية مع منتخب الأكابر والأواسط والمنتخب الجامعي في 1968، وتُوج مع هذا الأخير بلقب دورة مدينة "أكسير" الفرنسية، وبلقب الدورة الدولية الجامعية في السنة الموالية بالجزائر العاصمة. ومعروف عن زبير باشي أنه يُعد من بين اللاعبين الجزائريين القلائل الذين تمكنوا من التوفيق بين الدراسة والرياضة؛ حيث إن باشي مختص في الطب العام.