بلوزداد يحضّر لموعده الحاسم

دوما يأمل استرجاع جميع المصابين

دوما يأمل استرجاع جميع المصابين
  • القراءات: 407
❊ع. إسماعيل ❊ع. إسماعيل

هل يمر شباب بلوزداد بفترة فراغ أم أن طريقة اللعب التي يطبقها مدربه الجديد فرانك دوما، لا تناسب لاعبيه؟ فالخوف بدأ ينتاب أنصاره الذين لم يدفنوا أحزانهم على تعثر تشكيلتهم في تصفيات كأس الجمهورية، حتى تلا ذلك بأيام قليلة انهزامها في البطولة، وهو الثاني، على التوالي، ضد نفس الفريق اتحاد بسكرة، ضربتان قاسيتان وقعتا كالفأس على الرأس.

استفاق فريق لعقيبة ليرى فريق شبيبة القبائل، وهو أحد ملاحقيه المباشرين، الذي تمكن من تقليص الفارق إلى نقطتين عقب انتصاره العريض على جمعية الشلف. وما يحز أكثر في نفوس مناصري بلوزداد أن فريقهم فقد كثيرا من بريقه بعد تراجع مردوده؛ فالانهزام المزدوج المسجل أمام بسكرة أثار مخاوف أوساطه الرياضية، التي أصبحت تتساءل عن قدرة فريقها على الصمود في ريادة الترتيب. جزء كبير من هذه الأوساط كان غير مقتنع بمردود الفريق في اللقاء السابق للبطولة ضد نصر حسين داي، وهو ما جعلها تترقب تلقّيه صعوبات كبيرة في اللقاء الثاني ضد اتحاد بسكرة، الذي رغم وضعيته الصعبة في ترتيب بطولة الرابطة الاحترافية الأولى، كشف عن الضعف الذي يعاني منه شباب بلوزداد في كثير من الجوانب.

الطاقم الفني الذي يقوده المدرب فرانك دوما لم يتوصل بعد إلى فرض استراتيجية جديدة في اللعب. ويبدو أن محاولاته الاعتماد على تشكيلة أساسية واضحة المعالم، عرفت إلى حد الآن، فشلا ذريعا بسبب استمرار التقني الفرنسي في تغيير مناصب اللاعبين، على غرار ما فعله في اللقاء ضد بسكرة مع بوسليو، الذي تم إقحامه في بداية المباراة، لكنه وجد نفسه في منصب لم يتعود عليه، مما استحال عليه تأكيد المردود الإيجابي الذي ميزه في اللقاء السابق ضد نصر حسين داي. ونفس الكلام يقال عن اللاعب نساخ، الذي وجد نفسه مضطرا للعب في وسط الدفاع، ولم يرفض قرار مدربه، لكنه قدّم مردودا ضعيفا.

وليس فقط التغيير في المناصب ما يحدث داخل الفريق منذ مجيء التقني الفرنسي، بل إنه لا يمنح حرية كبيرة للاعبين كي يعتمدوا من حين لآخر على اللعب الفردي، الذي عادة ما يأتي بنتائج إيجابية؛ أي أن زملاء أمير سعيود وجدوا أنفسهم مقيَّدين بتطبيق تعليمات مدربهم فوق أرضية الميدان، لكن هل تأخر المدرب في تحديد معالم التشكيلة الأساسية سبب ما يحدث للفريق؟ تساؤل قسم آراء محبي الفريق؛ فمنهم من يعتقد أن فرانك دوما لم يكتشف بعد إمكانيات جميع لاعبيه، وأن تجريبه عددا منهم في بعض المناصب مرده إلى رغبته في البحث عن تحسين المردود الجماعي للفريق، لكن هناك من يردّ على هذا الطرح بالقول إن المرحلة الحالية تُعد حاسمة لشباب بلوزداد، وهو في حاجة إلى خوض مبارياته القادمة بتشكيلة منسجمة لا يمكن تغيير ملامحها من مباراة إلى أخرى؛ خوفا من وقوع المدرب فرانك دوما في فخ البريكولاج. غير أن بعض الأطراف المعروفة بقربها من الفريق رفضت تحميل التقني الفرنسي مسؤولية التعثرين الأخيرين للفريق، مؤكدة أن فرانك دوما مجبَر على أخذ بعض الوقت لاختيار التشكيلة الأساسية المناسبة لفريقه؛ كي يتمكن من خوض ما تبقّى من عمر البطولة بنفَس جديد وبعزيمة فولاذية، ذلك أن شباب بلوزداد لايزال يعاني من عدة نقائص، يتعين على مدربه إزالتها في أسرع وقت، غير أن كل تحاليل ومواقف الأنصار حول التعثرين الأخيرين للفريق أمام اتحاد بسكرة، لا يمكنها أن تزيل الضغط الكبير الذي يشعر به الطاقم الفني ولاعبوه.

ويُنتظر أن يزداد هذا الضغط مع اقتراب الجولة القادمة من البطولة، التي يستقبل فيها شباب بلوزداد ملاحقه المباشر فريق شبيبة القبائل في موعد حاسم لكلا الفريقين.

شباب بلوزداد مطالَب بتحقيق الانتصار من أجل تدعيم مركزه في مقدمة الترتيب، وإبعاد منافسه بصفة مؤقتة، من طريقه. وأهم شيء يتمناه اللاعبون البلوزداديون هو أن يعودوا بسرعة إلى أجواء الانتصار؛ لأن ذلك سيرفع من معنوياتهم، ويشجعهم على مواصلة مسار البطولة بعزيمة كبيرة.

واستأنف فريق بلوزداد التدريبات أول أمس تحت قيادة مدربه فرانك دوما، الذي لا يريد ترك اليأس يسكن عقول لاعبيه؛ حيث برمج القيام بعمل بسيكولوجي؛ من خلال التحدث فرديا مع اللاعبين لشحن بطاريات الفريق، وعدم ترك أي واحد منهم ينال منه اليأس أو الضغط الذي يشعرون به قبل اللقاء ضد شبيبة القبائل يوم السبت القادم، لحساب الجولة العشرين من الرابطة المحترفة الأولى.

وكانت حصة الاستئناف التي أجرتها تشكيلة بلوزداد أول أمس، شهدت غياب بعض اللاعبين الذين يعانون من الإرهاق والإصابات. ويأمل الطاقم الفني أن يسترجعوا عافيتهم قبل موعد السبت. وسيكون اهتمامه مركزا في هذا الشأن، على المهاجم بلحول، الذي غاب عن المبارتين ضد بسكرة بسبب تعرضه لزكام حاد ألزمه الفراش، لكن اللاعب يتعافى تدريجيا، وشارك في التدريبات الأخيرة.