يُجمع المتتبعون لمسيرة شباب بلوزداد في بطولة الرابطة الأولى، على أنّه فوّت على نفسه فرصة الابتعاد نهائيا عن منطقة الخطر قبل انتهاء المنافسة بجولتين، بعد فشله في تحقيق الانتصار على ضيفه فريق شبيبة الساورة، الذي فرض عليه نتيجة التعادل (1 ـ 1) على ملعب 20 أوت في الجولة الثامنة والعشرين من البطولة.

هل التعب الناتج عن الصيام هو الذي جعل لاعبي بلوزداد يخفقون في تلك المباراة، أم أن الإفراط في الثقة بالنفس هو الذي فوّت عليهم فرصة الانتصار وتحرير أنصارهم من الضغط الذي يعانون منه منذ أن أصبحت تشكيلتهم في خانة الفرق المهددة بالسقوط لا سيما أنّ كلّ الظروف كانت مهيأة أمام زملاء نساخ من أجل الاستمرار في تحقيق النتائج الإيجابية، إذ جرت المباراة تحت الأضواء الكاشفة، فضلا عن أنّ شباب بلوزداد لاحت أمامه فرصة قتل المباراة في الشوط الأوّل لصالحه بعدما تمكّن لاعبوه من فتح باب التسجيل مبكرا عن طريق المهاجم تابتي، الذي خادع في الدقيقة الثالثة الحارس البشاري بوكاسم بقذفة قوية شنّها من خارج مربع العمليات؟

ولقي البلوزداديون مساندة قوية من مشجعيهم فور انطلاق المباراة، وظنّ كلّ من كان يتابع المباراة أنّ المحليين سائرون نحو افتكاك انتصار كبير، لكنهم لم يتمكّنوا من استغلال كلّ هذه العوامل التي كانت لصالحهم، وكانت الحيرة في نهاية المباراة بادية على وجوه أنصار بلوزداد واللاعبين وأعضاء الطاقم الفني؛ لكون فريقهم ضيّع نقطتين هامتين سيكون لهما وزنهما عندما تحين نهاية البطولة، لا سيما أنّ الفريق البلوزدادي ينتظره في الجولة القادمة تنقّل صعب يقوده إلى بجاية لمواجهة المولودية المحلية، التي تكافح هي الأخرى من أجل تفادي السقوط إلى الرابطة الثانية، حيث افتكت تعادلا ثمينا على ملعب 5 جويلية أمام مولودية الجزائر؛ ما رفع من معنويات لاعبيها الذين سيكونون أمام تحد كبير عندما يواجهون شباب بلوزداد؛ في محاولة منهم لإنقاذ فريقهم من السقوط، وهو ما سيصعّب من مهمة تشكيلة المدرب عبد القادر عمراني في الجولة القادمة.

وأقرّ المدرب المساعد لشباب بلوزداد لطفي عمروش بفشل فريقه ضد شبيبة الساورة، ورد ذلك إلى سوء الحظ؛ ”صراحة، الفرصة كانت أمامنا من أجل إنهاء متاعب الفريق وإبعاده نهائيا من منطقة الخطر. لم نستغل تقدّمنا المبكر في النتيجة، لا سيما أنّ المنافس البشاري سجّل هدفه بعد خطأ في المراقبة ارتكبه خط  دفاعنا. الحظ لم يكن حليفنا في هذا الموعد. مهمتنا في إنقاذ الفريق من السقوط لازالت معقدة، حيث تنتظرنا مبارتان صعبتان ضد فريقين مهددين بالسقوط، الأولى خارج قواعدنا ضد مولودية بجاية، والثانية بعقر دارنا أمام اتحاد بلعباس. كل هذا يفرض على لاعبينا التجنيد جيدا لهذين الموعدين الهامين والمصيريين في آن واحد”، قال المدرب المساعد لطفي عمروش.