تعيش الأوساط الرياضية بولاية المدية أجواء فرحة كبيرة لم تعرفها من قبل بعدما تمكن الأولمبي المحلي من تحقيق صعود تاريخي إلی الرابطة الأولى تحت قيادة مدربه محمد سليماني الذي سألته "المساء" عن مسار فريقه في بطولة الرابطة الثانية وعن مستقبله مع الفريق.

❊ أنتم الآن متأكدون من صعود فريقكم إلى الرابطة الأولى قبل إسدال االستار على البطولة، لكن كيف توصلتم إلى تحقيق هذا الإنجاز؟

❊❊ تحضيراتنا الجدية للبطولة هي التي سهلت مهمتنا لتحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى. أظن أن أولمبي المدية كان مواضبا على تحقيق النتائج الإيجابية أكثر من الفرق الأخرى المتواجدة معه في المجموعة. فقد أنهينا مرحلة الذهاب في المركز الأول، ونريد أن ننهي المنافسة أبطالا للمجموعة لكي يكون الإنجاز كاملا.

❊ أنت المدرب الوحيد الذي حقق مثل هذا الصعود مع أولمبي المدية، كيف تعيش هذا الحدث؟

❊❊ صعودي مع الفريق ليس الوحيد في مشواري كمدرب، فقد حققت الصعود من قبل مع فريق التيطوان المغربي في موسم 2001 / 2002، ثم مع أولمي الشلف في موسم 1994 / 1995. بطبيعة الحال أشعر بفرحة كبيرة تغمرني، وسيبقى هذا الإنجاز في وجداني لكوني حققت أحلام ولاية كاملة ومحبي هذا النادي المتواجدين في كل القطر الجزائري.

❊ هل كنت متأكدا من تحقيق الصعود قبل انطلاق البطولة؟ 

❊❊ طبعا، وافقت على تدريب أولمبي المدية من أجل الوصول إلى هذا الهدف الذي شكل إستراتيجية النادي. لقد تم إعداد الفريق حسب الشرورط التي طلبتها من المسيرين، حيث أعيد تجديد تعداده بنسبة تسعين في المائة. ولا أخفي عليكم أننا خضنا البطولة في مرحلة لم يكن فيها النادي يتوفر على وسائل عمل كبيرة، بل كانت وسائل العمل متواضعة.

❊ من ساعد النادي في الجانب المالي؟

❊❊ مررنا بمراحل صعبة في هذا الجانب، حيث تأخر وصول المساعدات من السلطات المحلية للولاية، لكن هذه الأخيرة أدركت فيما بعد أن النادي يتواجد بين أياد آمنة وقررت الوقوف إلى جانبه، حيث مكنت المسيرين من دفع مستحقات اللاعبين والطاقم الفني ومدربي كل الفئات العمرية للنادي، مما زاد في انشراح الوضع داخل صفوف فريق الأكابر الذين اجتهدوا وضحوا كثيرا من أجل التتويج بالصعود.

❊ وماذا تقولون عن أنصاركم؟

❊❊ أنصار أولمبي المدية لعبوا دورا حاسما في تحقيق هذا الصعود بفضل مساندتهم المطلقة للفريق. لقد انبهرت فعلا لتشجيعاتهم المتواصلة للفريق، وذكروني بالمساندة القوية التي يقدمها أنصار السنافير والحمراوة.

❊ كيف كان تعاملكم مع مسيري النادي طيلة البطولة؟ 

❊❊ أنا والمسيرون واللاعبون شكلنا عائلة واحدة، كان التفاهم يسود علاقاتنا وكنا متضامنين فيما بيننا حتى في الأوقات الحرجة، وبمعنى آخر لم يحدث أي سوء تفاهم فيما بيننا، وهذا ما سهل من مهمتي في قيادة الفريق نحو النجاح الذي يعرفه اليوم. تعرفون أن أولمبي المدية أخفق في السابق مرتين في محاولاته لتحقيق الصعود، وقد سمحت هاتين التجربتين لمسيريه بمعرفة كيفية تفادي الأخطاء التي حالت دون صعود الفريق من قبل. 

❊ حدثنا الآن عن مستقبلك مع الفريق. هل ستبقى معه أم سترحل؟

❊❊ لقد جئت إلى أولمبي المدية من أجل تحقيق هدف الصعود والحمد لله الذي وفقني في هذا الأمر. لقد وجدت ترحابا كبيرا من مسيري المدية وأنصاره طيلة هذه البطولة ولا زلت أحظى باحترام كبير في هذه الولاية، ولذلك لم أتردد ولو للحظة في قبول عرض المسيرين لكي أستمر في العارضة الفنية للفريق، بل انطلقت في إعداد استرتيجية العمل مع الفريق في الرابطة الأولى.