حققنا الهــدف واكتسبــنا التجـربـة

حققنا الهــدف واكتسبــنا التجـربـة
  • القراءات: 918
ع. إسماعيل ع. إسماعيل
ليس لدينا ما نتأسف له بعد خروجنا مرفوعي الرأس من دورة كأس العالم 2014، بل يتعين علينا الافتخار لكون الفريق الوطني صنع صفحة جديدة في مجال إنجازات الكرة الجزائرية عبر الزمن، وترك بصماته في دورة البرازيل بفضل أداء راقٍ في اللعب أعجب الجميع، وشرّف من خلاله العرب والمسلمين والأفارقة.
والحقيقة أن الفريق الجزائري لم يكن في حاجة إلى الثناء ليبرهن على جدارته في التأهل إلى دورة البرازيل؛ لأن لاعبيه كانوا عازمين على الرمي بكل قواهم في المباريات التي كانت تنتظرهم، فبعد تعثرهم غير المنتظر أمام منتخب الشياطين، سرعان ما استعادوا ثقتهم التي سمحت لهم بتخطّي عقبة المنتخبين الكوري الجنوبي والروسي والمرور إلى الدور الثاني الذي دشنوه بمواجهة تشكيلة ”المانشفت”، إحدى أقوى الفرق في دورة البرازيل والمرشحة لنيل لقبها. وفعلا لعب زملاء رفيق حليش الند للند مع منافسيهم في جميع النواحي: تكتيكيا، تقنيا وبدنيا بالرغم من الفرق الكبير الموجود في جانب الاستعداد، على اعتبار أن كل عناصر الفريق الألماني يشاركون بانتظام في مباريات أنديتهم على عكس كثير من لاعبي ”الخضر”، الذين حضروا إلى البرازيل منقوصين في الجانب التنافسي، غير أن إرادتهم الفولاذية سمحت لهم بتشريف الألوان الوطنية، ومنحتهم الثقة اللازمة في أصعب مراحل مروا بها منذ دخولهم غمار المونديال.
لم يُكتب لنا أخذ الثأر من ”مباراة العار”، لكن بالمقابل تنافسنا بشرف، وأظهرنا مستوى راقيا في اللعب، بلغ مستوى المنتخبات العالمية الكبيرة، إلى درجة أننا أدخلنا الشك في صفوف الفريق الألماني، الذي أجبرناه على الذهاب إلى الأوقات الإضافية للمباراة التي كانت شاقة على كثير من لاعبي الفريقين، تعرضوا للتشنجات العضلية، وأكملوا ما تبقّى من عمر اللعب بصعوبة كبيرة.
المهم بالنسبة للفريق الوطني أنه حقق الهدف الذي جاء من أجله إلى نهائيات كأس العالم 2014، والمتمثل في الصعود إلى الدور الثاني، وكنا في هذا الجانب أحسن من منتخبات كبيرة خرجت من الدور الأول مكسورة الجناحين مثل منتحب إسبانيا حامل اللقب، وإيطاليا وإنجلترا والبرتغال، وكلها فرق متعودة على بلوغ الأدوار المتقدمة في نهائيات كأس العالم.
كما إن العبرة من مشاركتنا في دورة البرازيل لا يمكن ربطها فقط بتحقيق الصعود إلى الدور الثاني، بل يتعين استخلاص كثير من الدروس، وأهمها أننا اكتسبنا تجربة في أكبر عرس كروي عالمي ستفيدنا في المستقبل بعدما احتككنا بمدارس كروية عريقة، فضلا عن أننا متيقنون الآن بأننا توصلنا إلى اكتساب تشكيلة وطنية لها مستقبل واعد على المستوى الدولي يمكن الاعتماد عليها في كل المواعيد الدولية القادمة التي تنتظر الكرة الجزائرية، وتأتي في مقدمتها نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015.