لم يعد المدرب بلال دزيري يحدث الانقسام في أوساط اتحاد الجزائر، مثلما كان حاصلا عند تعيينه على رأس العارضة الفنية للفريق. بدايته الموفقة مع تشكيلته في البطولة ونجاحه في رابطة الأبطال، أسكتا كل الأطراف التي شككت في قدراته التدريبية وراهنت على تعرضه إلى فشل مبكر مع تشكيلة "سوسطارة"، التي تسجل أي انهزام في البطولة وفازت بمبارياتها الأربعة في رابطة الأبطال.

يبدو بشكل واضح، أن صانع ألعاب اتحاد الجزائر سابقا، أسكت كل مناوئيه بعد التطور الإيجابي الحاصل داخل الفريق العاصمي، وهو الآن في طريق كسب جزء من الحنكة التي كان يبحث عنها في مجال التدريب، بعدما خاض تجارب مع أمل الأربعاء، وداد بوفاريك، أهلي برج بوعريريج وفريقه الأول نصر حسين داي الذي أنجز معه موسما رائعا في البطولة الفارطة. وسواء إدارة النادي أو الأنصار، فإن الجميع يثني على العمل الذي ينجزه دزيري مع الفريق.

دزيري لم تعد تخيفه المصاعب، بدليل أنه اختار قيادة العارضة الفنية لاتحاد الجزائر في فترة صعبة يمر بها هذا النادي، والناتجة عن الأزمة المالية التي يتخبط فيها في ظل المشاكل التي تعرفها المؤسسة المالكة للنادي، والغموض الكبير الذي يسود مستقبلها مع اتحاد الجزائر. ويكفي دزيري الآن أنه أوصل اتحاد الجزائر إلى دور المجموعات في منافسة الرابطة الإفريقية،  بعد انتصاره ذهابا وإيابا على نادي "غور ماهيا" الكيني. فهو  لا يريد أن تتوقف تشكيلته عند هذا الحد في المنافسة الإفريقية، حيث قال في هذا الشأن، إن فريقه سيكون طموحا جدا لبلوغ دور ربع النهائي في المجموعات، ومن ثمة النظر في ما إذا كان بوسعه الوصول إلى الدور النهائي. العامل الآخر الذي جعل المدرب دزيري يخطو خطوة كبيرة في هذه المنافسة، وفي البطولة الوطنية، يتمثل في حصوله على ثقة لاعبيه الذين أصبحوا مرتاحين تحت قيادته، حتى أن البعض منهم الذين كانوا على وشك مغادرة النادي في الصائفة الفارطة، استمروا في اللعب مع الفريق بعدما عملوا بنصائحه، مما جعله يجتهد بدون هوادة من أجل تحويل تشكيلته إلى مجموعة متماسكة داخل وخارج أرضية الميدان. "التماسك والتضامن بين اللاعبين عاملان ضروريان لكسب النجاح"، قال دزيري الذي يولي أيضا اهتماما كبيرا للعناصر الشابة الموجودة داخل تعداد فريق الأكابر، حيث لم يكف عن تشجيع الرباعي الشاب خمايسية، حمرة، عليلات وبن شاعة، الذين أشركهم في مباريات البطولة والمنافسة الإفريقية، رغم قلة تجربتهم، وهو الآن يتمنى أن يكسب هؤلاء اللاعبين مزيدا من الثقة في النفس وتشجيعات مناصري الفريق.

يتوقع الملاحظون عودة اتحاد الجزائر بقوة في منافسة الرابطة الاحترافية الأولى، بعد أن خرج لاعبوه مدعمين معنويا من جولات الأدوار الأولى للرابطة الإفريقية، علما أن فريق سوسطارة له ثلاث مباريات متأخرة ضد كل من مولودية الجزائر، شبيبة الساورة وبارادو حيدرة. ثلاث مواجهات تبدو صعبة للغاية، يتعين على تشكيلة سوسطارة مواجهتها بحزم كبير، لأن تحيق الانتصار فيها يسمح لاتحاد الجزائر من الانفراد بمقدمة الترتيب، وهو الرهان الكبير الذي يريد بلال دزيري الفوز به رفقة لاعبيه.

في رأي الملاحظين، يكفي لفريق اتحاد الجزائر الاحتفاظ بالديناميكية التي يتميز بها حاليا، لتجاوز اللقاءات الثلاثة بنجاح. وقبل ذلك، يتعين على لاعبي المدرب بلال دزيري تحضير التنقل القادم الذي سيقود فريقه إلى وهران لمواجهة المولودية المحلية، السبت القادم، لحساب الجولة السادسة من الرابطة الأولى. الاتحاد سيواجه فريق وهراني جريح بسبب الانتكاسات التي سجلها في مبارياته الأخيرة، لذلك ينبغي على فريق سوسطارة توخي الحذر من رد فعل الحمراوة الراغبين في كسب ثقة أنصارهم.