المنتخب الوطني لكرة القدم

تنافس شديد على المناصب

تنافس شديد على المناصب
  • القراءات: 379
ع . إسماعيل ع . إسماعيل

أفرز اللقاء الودي الذي أجراه المنتخب الوطني ضد نظيره الإيراني على ملعب جاسم بن حمد بالدوحة والذي فاز فيه بنتيجة 2 - 1، عن كثير من الأشياء الإيجابية التي تصب كلها في الآفاق الجديدة، التي سيكون عليها تعداد "الخضر" في المستقبل القريب. إذا كان الانتصار له طعم خاص وأهمية كبيرة في الجانب المعنوي، فإنه يبدو لنا من الضروري التركيز في حديثنا، على أهمية التغييرات العديدة التي وقعت في تعداد "المحاربين" تحسبا لذلك الموعد، والحلة الجديدة التي ظهر بها الفريق الوطني بعد اكتشاف العناصر اللامعة.

فهناك من قال "رُب ضارة نافعة"؛ في إشارة إلى إقصائنا من المشاركة في مونديال 2022، واكتشاف التألق الكبير الذي ظهرت به العناصر الجديدة المستدعاة، مؤخرا، من طرف الناخب الوطني جمال بلماضي لأول مرة، وهي مستعدة لإعطاء نفَس جديد للفريق الوطني، والرفع من قيمته على المستوى الدولي أكثر مما كان عليه في السابق. ويبقى مبتغى بلماضي عبر استدعاء لاعبين جدد، تدعيم التعداد، وتجديده كلما كانت الحاجة إلى ذلك، مما سيخلق تنافسا كبيرا على المناصب بين اللاعبين، لا سيما أن الناخب الوطني تحدّث، مؤخرا، عن وجود قائمة موسعة للاعبين الذين يريد الاستفادة من خدماتهم، حيث تتحدث بعض المصادر المتابعة للفريق الوطني، عن اقتراب استدعاء لاعبين ثلاثة ينشطون في البطولة الفرنسية والبلجيكية، وهم نوري وآيت عدلي وغويري، بل إن بلماضي لم يغلق الباب أمام احتمال عودة بعض الركائز الاساسية التي غابت عن المباريات الفارطة للفريق الوطني، مثل بلعمري ومحرز وفيغولي وبن رحمة.

بلماضي سيكون أمامه متسع من الوقت لحلحلة تعداد الفريق الوطني؛ لكون المباريات الرسمية الخاصة بتصفيات كأس أمم إفريقيا، لاتزال بعيدة، لأن ما يهم الناخب الوطني بالدرجة الأولى، هو خلق تنافس كبير بين اللاعبين على المناصب، وقد ظهر ذلك بشكل واضح خلال اللقاء الودي امام منتخب إيران، لما قام بلماضي بإدخال تغييرات كثيرة على مختلف المناصب وبدون أن يفقد الفريق الوطني توازنه في خطوطه الثلاثة، بل حافظ عليه طيلة المباراة.

الجدد في مستوى الثقة التي وُضعت فيهم

ومثل ما كان منتظرا، أقحم المدرب جمال بلماضي أغلب اللاعبين الجدد الذين استدعاهم لأول مرة، في المنتخب الوطني ما عدا احتفاظه بأربعة عناصر شاركت في اللقاء الأخير ضد تنزانيا لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا، وهم زرقان وتوبة وبدران وغزال وبناصر. الموعد شكّل بالنسبة لجمال بلماضي، فرصة من أجل الوقوف على قدرات العناصر الجديدة، والنظر في ما إذا سيكون بوسعها تقديم الإضافة التي ينتظرها منهم. بلماضي سعى، بالدرجة الأولى، إلى وضع كل عنصر في المنصب الذي تعوّد اللعب فيه، مع ترك لكل واحد منهم حرية المبادرة في اللعب، مما يفسر الأداء السريع الذي ميّز مردود المنتخب الوطني في الشوط الأول بشكل خاص.

وقد برز في هذا الجانب العناصر الأربعة غزال وبن عياد وقادري وابراهيمي، حيث شكلوا خطورة دائمة على الدفاع الإيراني بفضل تحركاتهم وتوغلاتهم السريعة داخل منطقة العمليات، وأثمرت توصل بن عياد إلى فتح باب التسجيل بفضل السرعة التي استعملها في استغلال هفوة ارتكبها أحد المدافعين الإيرانيين، حيث انفرد بالكرة، ووضعها في الشباك بالرغم من محاولة الحارس الإيراني التصدي لها. كما اكتشف الجمهور الجزائري بكثير من الإعجاب والارتياح، قدرات اللاعبين الآخرين، على غرار المدافع الأيمن زدادكة، الذي أبان عن قدرات كبيرة في الدفاع عن منطقته، سواء بتموقعه الجيد في الخط الخلفي أو في محاولاته العديدة لمساعدة زملائه في الهجوم. زدادكة أعطى علامات قوية في جانب التنسيق والجودة في اللعب، وأن بقاءه فوق أرضية الميدان إلى غاية نهاية المباراة، يؤكد ارتياح بلماضي لمردوده، ورغبته في جعله أحد الركائز الأساسية التي سيعتمد عليها الناخب الوطني في المباريات القادمة، شأنه شأن كثير من اللاعبين الذين أقحمهم في الشوط الثاني.

وقال بلماضي خلال تصريحاته الأخيرة في هذا الشأن :" لقد تمكنت خلال اللقاء ضد إيران، من التمعن والتدقيق في مستوى وقدرات كل لاعب. عند وصول العناصر الجديدة لاحظت عليها نوعا من الحشمة، لكن سرعان ما تعوّدوا على الجو السائد في الفريق الوطني، وأبانوا بسرعة عن رغبة كبيرة في فرض أنفسهم داخل التشكيلة الوطنية. اليوم، لم يبق سوى كيفية تأطير هؤلاء اللاعبين، وجعلهم مستعدين لمنح كل ما لديهم من طاقة للفريق الوطني".

عدة عناصر مطالَبة بالفصل في مستقبلها قبل تربص سبتمبر

وكشف بلماضي أنه طلب من جميع اللاعبين الذين ينشطون خارج الوطن، تسوية وضعيتهم الرياضية في ما يتعلق ببقائهم مع أنديهم الحالية أو اختيارهم لناد آخر، حتى يكونوا على أهبة الاستعداد للعودة إلى الفريق الوطني في شهر سبتمبر القادم، الذي سيشهد استئناف مشاركة الخضر في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022. ويظهر بشكل واضح، أن الوقت أصبح كافيا أمام جمال بلماضي لتصحيح بعض الأوضاع التي كانت سببا مباشرا في إقصاء الفريق الوطني خلال تصفيات كأس العالم، لا سيما أن كثيرا من مناصري الخضر لايزالون يحمّلونه جزءا من المسؤولية في ما حصل للتشكيلة الوطنية في مباراة العودة ضد الكاميرون.