كان الاحتفال بالذكرى الـ55 لعيدي الاستقلال والشباب فرصة للقفاز الجزائري عامة والوهراني على وجه الخصوص، ليستحضر ذكريات الزمن الجميل للملاكمة الجزائرية، بمناسبة تنظيم المباراة الاعتزالية للملاكم الدولي السابق زاتير مختار، الذي فضل المنظمون أن تقام على الهواء الطلق، وتحديدا بالساحة المركزية لبلدية عين الترك. 

سرّ كثيرا زاتير وهو يعانق بعضا من أترابه الذين استجابوا لدعوته، وكانوا طرفا في سهرة في الفن النبيل، فشكر حضورهم، وقال أيضا عن هذه المبادرة: «شيء جميل أن يلتئم شمل أسرة الملاكمة الجزائرية، خاصة الأسماء البارزة التي صنعت مجدها على مر الأجيال، من أجل الالتقاء وطرد النسيان والإهمال، وهو ما يسعى الوزير الأول الجديد إلى محاربته، وإعادة بعث الحيوية في كل الرياضات، وليس الملاكمة فقط، بداية بالاعتناء بقدامى الرياضيين كما جرى بالنسبة لي، على أن تقام أخرى في مختلف أنحاء الوطن، نلتقي، نلتحم ونعطي صورة ناصعة للجيل الحالي، وقد سعدت كثيرا بحضور أساطير الملاكمة الجزائرية كعبد القادر ولد مخلوفي، والقفاز المتميز محمد بن قاسمية، فالشكر للجميع، لمن نظم وحضر وشاركني فرحتي الكبيرة اليوم».

قال الملاكم الدولي السابق المتميز عبد القادر ولد مخلوفي، إن تنظيم مباريات اعتزالية لفائدة ملاكمين سابقين واجب على الجميع، بالنظر إلى التضحيات التي بذلوها من أجل رفع الألوان الوطنية عاليا، وتابع يقول: «هناك فترة الرياضة، وأخرى ما بعد الرياضة، وهذه الأخيرة هامة جدا، لأنها تتعلق برياضيين خدموا الرياضة الجزائرية لكنهم أهملوا، والمباريات الاعتزالية تعطي نفسا جديدا لهؤلاء الرياضيين المنسيين، لذلك ثمّنت كثيرا مبادرة تنظيم مباراة اعتزالية للأخ زاتير مختار، ولم أتردد في تلبية دعوة حضورها».

ارتأى المنظمون دعوة فرق وهرانية للمشاركة في المباراة الاعتزالية لزاتير، فكانت فرصة ومناسبة لها لكي تقحم ملاكميها المتأهلين لمختلف نهائيات البطولات الوطنية، التي هي على الأبواب، لكسب المزيد من الاستعداد لهم، فأقيمت 7 منازلات شاركت فيها فرق شرطة وهران، الاتحاد الرياضي لبلدية وهران «شرق»، نصر السانية، تيبازة والجزائر العاصمة.

للتذكير، فإن الملاكم السابق زاتير مختار تعلم أبجديات رياضة الملاكمة في سن الثامنة بمدينة معسكر، بعدها التحق بفرق وهرانية، منها مولودية وهران سنتي 1971 /1972، تحصل بعدها على لقبين وطنيين في وزن المتوسط سنتي 73 و1974، التحق بالفريق الوطني سنة 1973، وفي نفس الوقت كان متربصا في المدرسة الوطنية العسكرية للفندقة، ليضع نقطة النهاية لمسيرته في رياضة الملاكمة سنة 1975، ويلج بعدها المجال التجاري، وفي السياحة تحديدا، ولا يزال إلى يومنا الحالي.