كان واحدا من أحسن ما أنجبت مدرسة مولودية وهران، ساهم في رفعة شأنها ما وسعته قدماه، غير أن تبدل حال مسيريها دفعه إلى تركها مكرها، قبل أن يهجر الكرة كليا، بسبب ما قال عنه "تعفن المحيط". لكنه هجر للتدريب، ونقل خبراته ومعارفه لأبناء حيه اليافعين، حي "كارطو" العتيق.. إنه شعيب توفيق الذي التقته "المساء"، فكانت هذه الدردشة القصيرة.

❊ أولا ما هو رأيك في الدورات الكروية الخاصة بالفئات الدنيا التي تنظم هنا وهناك عبر مختلف أحياء ولاية وهران؟

❊❊ أتمنى من المنظمين الإكثار منها، خاصة في العطل المدرسية، بما يسمح للاعبينا اليافعين لعب المباريات، ورسم الفرح فيها، لأنهم محرمون من بطولة ولائية خاصة بهم، فهم يكتفون فقط بالتدريبات. بالنسبة للدورة التي شارك فيها فريقي وداد آمال كارطو بملعب "سوالمية عبد القادر"، فقد مرت في ظروف جيدة.

❊ في رأيك، ما هو سبب عدم برمجة بطولة خاصة بفئة أقل من 9 سنوات، رغم أنها المنطلق الأساسي للتكوين القاعدي؟

❊❊ الله أعلم، لا أعرف سبب ذلك، لكن ما أؤكد عليه وأطالب به، ضرورة استفادة لاعبينا اليافعين من بطولة ولائية خاصة بهم، فهم يتشوقون كثيرا للعب المباريات بين بعضهم البعض، كما كنا نحن في صغرنا، ولا يكتفوا بالتدريبات فقط.

❊ هل أبلغتم الرابطة الولائية لكرة القدم بهذه الرغبة وضرورة تجسيدها على أرض الواقع؟

❊❊ مع من تتكلم، الرابطة هي التي بيدها كل شيء، ثم إن بطولة المبتدئين تشارف على النهاية، باستثناء مقابلات الكأس. فهل سيبقى أبناؤنا دون لعب لمدة أربعة أشهر كاملة؟ هذا أمر غير معقول وغير منطقي، يجب على هؤلاء المسيرين التفكير جيدا في هذه النقطة الهامة.

❊ بغض النظر عن ذلك، كيف تنظر إلى واقع مدارس كرة القدم بولاية وهران؟

❊❊ تفتقد كثيرا للإمكانيات، أما من ناحية المادة الخام، فأقسم بالله العظيم أنها متوفرة بكثرة، يكفي أن تحضر دورة من الدورات المنظمة في ولاية وهران لترى المواهب، وبكم هائل، لكن لا يمكن صقلها، وتتعلم أساسيات اللعبة في نصف ملعب. المال هو الأساس، وعندما تفتقده لا يمكنك، وهذه البراعم، من ملامسة التطور.

❊ ماذا عن فريقك الجديد وداد آمال كارطو؟

❊❊ ما قلته يحسب أيضا على الفريق الذي أدربه، لقد صرفنا أموالا كبيرة من جيوبنا.. رغم ذلك، قام فريقنا بمبادرات، وهو في حداثة عهده أفضل من أندية قديمة التأسيس.

❊ البعض يقول بأن تأسيس وداد آمال كارطو جاء لتعويض فتح وهران المندثر والذي يعد ـ حسبهم ـ روح حي كارطو؟

❊❊ نعم، وأريد أن أشير إلى أنّ فتح وهران راح ضحية أبناء الحي وبسبب نقص الإمكانيات، أنا لو باستطاعتي لاستحدثت فئة للأصاغر، وأخرى للأشبال في فريق الوداد.

❊ نعود إليك، متى اعتزلت لعبة كرة القدم؟

❊❊ في سن الثلاثين، وكان فريق أمل مغنية آخر فريق لي وقبله أولمبي أرزيو.

❊ ما هي أسباب اعتزالك اللعب في هذا الوقت المبكر شيئا ما؟

❊❊ لم أقدر على التكيف مع المحيط الحالي لكرة القدم الجزائرية، لقد تعفن وضع الكرة حتى أضحى بعض الصحفيين هم من يتكفلون بالتوقيع للاعبين من عدمه، وهذا الأمر وقع لي مرتين في أولمبي أرزيو لما تلقى مسؤلوه مكالمة هاتفية لصرف النظر عن خدماتي، نفس الشيء وقع لي مع شباب باتنة، المحيط تعفن كثيرا، وأريد إضافة شيئا آخر ...

❊ تفضل

❊❊ أنا لم يكن لي الحظ في مدينة وهران، ماعدا مع الرئيس المرحوم قاسم بليمام، أما الأخرون فلا شيء، وأكشف لك عن أنه لم تطأ قدماي ملعب أحمد زبانة منذ موسم 2009 /2010، حتى مباريات مولودية وهران لا أشاهدها ...

❊ هل هو كره لفريقك السابق مولودية وهران، الذي يؤدي موسما جيدا مقارنة بالمواسم السابقة وباعتراف الجميع؟

❊❊ عندما يتبقى أربع جولات عن نهاية البطولة الوطنية، يمكنني الحديث عنها، لأن  مصير البطولة يلعب في جولاتها الأخيرة، وهي الأصعب بالنسبة لمولودية وهران، لكن هذا لا يمنعني من القول بأن مشوار المولودية هذا الموسم أفضل من سابقيه، والدليل أن فوزا واحدا حققته خارج ديارها، كان كفيلا بعودة جماهيرها الغفيرة.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ أتمنى أن يمتد نبض وداد آمال كارطو إلى صنف الأكابر في المستقبل، إن شاء الله.

❊حاوره: م.سعيد