حسن مغاري (نائب رئيس الاتحادية الجزائرية لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة) لـ "المساء":

تطوير رياضات المعاقين بإنشاء أقطاب وتكوين مدربين متخصصين

تطوير رياضات المعاقين بإنشاء أقطاب وتكوين مدربين متخصصين
  • القراءات: 1032
سعيد. م سعيد. م

فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وفية لتقاليدها وستشرف الجزائر في البرازيل

يكشف حسن مغاري، نائب رئيس الاتحادية الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة في هذا الحوار، عن الاستراتيجية التي تتبعها اتحاديته لتطوير رياضة الكرة الطائرة جلوس ورياضات المعاقين عموما، متوقعا نتائج إيجابية من قبل رياضيينا المتأهلين إلى الألعاب شبه الأولمبية بريودي جانيرو البرازيلية (7-18 سبتمبر القادم)..

❊بداية، ماهو تقييمك لمستوى دورة اللقب للكرة الطائرة جلوس والتي نصبت نادي محمد بوضياف بطلا للمرة التاسعة على التوالي؟

❊❊ هذه الدورة والبطولة الوطنية ككل، أظهرت مستوى جيدا، وكل سنة نلاحظ تطورا في المستوى الفني والتكتيكي، وكذا في عدد النوادي الممارسة على المستوى الوطني، فمنذ ست سنوات خلت، كانت تنشط 8 فرق فقط واليوم هناك 14 فريقا، وهذا الموسم استضفنا أندية جديدة كنادي باتنة، عين مران (الشلف)، ونادي غرداية الذي عاد إلى حيويته مجددا، بعدما توقف بسبب الأحداث التي شهدتها مدينة غرداية في السنوات الماضية.

❊تتكلم عن تطور المستوى، ونحن نرى أن فريق محمد بوضياف هو الذي يصول ويجول لوحده لسنوات؟

❊❊ سابقا، كان من الصعب على الأندية الأخرى تسجيل حتى أشواط على نادي محمد بوضياف، فما بالك الفوز عليه، أما حاليا، فأضحى الأمر مغايرا، وانهزم هذا الفريق في عدد من الأشواط، وفاز باللقب الوطني هذا الموسم بصعوبة، فأنا أؤكد بأن ثمة عمل ينجز على مستوى الفرق المنخرطة، ولا أعتقد أنها ستتوقف عند هذا الحد.

❊ ما هي الاستراتيجية التي تعتمدها اتحاديتكم في توسيع ممارسة رياضة الكرة الطائرة جلوس ومن تم تطويرها؟

❊❊الاستراتيجية التي تعتمدها الاتحادية الجزائرية لذوي الاحتياجات الخاصة، ترمي إلى إنشاء مدارس وتدعيم المراكز المتخصصة حتى ننشئ بها أقطاب تطوير اللعبة بداخلها كمركز مسرغين مثلا لجلب المزيد من الممارسين. ونسعى لتعميم هذه الخطوة عبر كامل تراب الوطن، وحتى في رياضات أخرى كالسباحة، حيث اتخذنا قرارا يسمح بدخول كل المعاقين مهما كانت درجة ونوعية إعاقتهم إلى المسابح، وأن لا يقتصر ذلك على المنخرطين بالفرق فقط، حتى نتعرف عن قرب على إمكانياتهم، ومن تم توجيههم للرياضة الأنسب لهم، لكن هناك أمر أخشى أن يعيقنا في عملنا، وهو تخوف الأولياء على أبنائهم الرياضيين خلال تنقلاتهم، سواء للتدريب أو خارج مدنهم، فمثلا هناك قاعة رياضية موجودة خارج مدينة وهران، ويتحتم على الرياضيين المعاقين الانتقال لممارسة رياضتهم المفضلة بها كقاعة تروفيل بعين الترك مثلا، وهنا نتساءل هل سيلتحقون بها بأعداد كافية؟ ذلك ما نخشاه، كما أن هناك رياضات أخرى تفتقد لقاعات متخصصة. 

❊ وفي ظل ذلك، هل ننتظر في المستقبل القريب خلفا جيدا كالسلف الذي شرّف نفسه والجزائر؟

❊❊ ذلك ما نسعى إليه، فمثلا في رياضة الكرة الطائرة جلوس، معدل عمر الممارسين بها حاليا في الفرق هو بين 40 و42 سنة، فهذا يدل على أن هذه الفرق بدأت تشيخ، والخلف مفقود لديها.. تخيل في حال توقف هؤلاء اللاعبين، فمعنى ذلك توقف نشاط الرياضة ككل، وربما اندثارها كلية وذلك ما لا نرضاه.

❊وماذا عن المدربين المتخصصين، هل فكرتم في هذه النقطة الهامة؟

❊❊فعلا، هي نقطة هامة، ولم تغب عن بالنا، و قد درسناها مؤخرا بمناسبة  لقاء جرى بمقر وزارة الشباب والرياضة، كما أبدى وزير القطاع استعداده التام لتجسيد هذه الخطوة في جميع الفرع وليس في رياضة الكرة الطائرة جلوس فقط، وحتى المعاهد الرياضية وافقت على مساعدتنا في تكوين مدربين متخصصين، وانطلقنا فعلا في تكوين مدربين متخصصين (درجة أولى وثانية)، والاتحادية أبدت استعدادها أيضا  للتكفل بأجور المدربين الذين ينشطون بالفرق، ويتكفلون بأقطاب تطوير رياضة المعاقين، وأنا واثق من نجاح هذه الاستراتيجية في المستقبل.

❊وماذا عن الفريق الوطني جلوس والالتزامات التي تنتظره؟

❊❊الفريق الوطني للكرة الطائرة جلوس شارك في البطولة الإفريقية الأخيرة التي جرت شهر جويلية 2015 برواندا، وتحصل على الرتبة الثالثة، ولم تكن كافية له لكي يتأهل إلى الألعاب شبه الأولمبية بريو دي جانيرو البرازيلية.

❊وماذا عن تحضيرات باقي منتخباتنا الوطنية ورياضيينا من ذوي الاحتياجات الخاصة المتأهلين للألعاب شبه الأولمبية بريودي جانيروالبرازيلية شهر سبتمبر القادم، هل تنتظرون منهم نتائج؟

❊❊حاليا التركيز منصب على فرقنا ورياضيينا المتأهلين للبرازيل، كمنتخب كرة السلة على الكراسي المتحركة (ذكور وإناث) ومنتخب كرة الجرس (ذكور وإناث) ومنتخب ألعاب القوى بأصنافه الكثيرة، وعدائيه الـ24 كبحلاز الهواري وكرجنة وغيرهما، ورياضة "الحمل بالقوة" برياضيين اثنين، وفي الجيدو للمكفوفين بأربعة مصارعين منهم ابن الحاج مسكين المصارع الجزائري السابق المعروف. أما بالنسبة للتربصات، فهناك من المنتخبات الوطنية من يتربص حاليا، كمنتخب كرة السلة على الكراسي المتحركة الذي يستعد بفرنسا ورياضيو الجيدو الذين يخوضون دورة دولية ثم تربصا بمارسيليا (فرنسا)، ومنتخب كرة الجرس في بولونيا.. وعموما وضعت الاتحادية كل الإمكانيات في متناول رياضيينا، و ربما أفضل مما كانوا يحوزون عليه في السابق، ونحن ننتظر نتائج طيبة منهم، خاصة في رياضة ألعاب القوى والجيدو، لأن هناك منتخبات وطنية ككرة السلة على الكراسي المتحركة وكرة السلة، ستكون هذه الألعاب اكتشافا واحتكاكا لها ولرياضييها، ما دام أنها المشاركة الأولى لهم في محفل عالمي بهذا الحجم.

❊ وماذا تقول في ختام هذا الحوار؟

❊❊أتمنى المزيد من التطور لرياضات المعاقين، لأنها الوجه المشرق للرياضة الجزائرية، واستحداث رياضات أخرى كالبوسيا مثلا وأتمنى التوفيق لرياضيينا المتأهلين في أولمبياد البرازيل.