داود عميروش (الحارس السابق لمنتخب كرة اليد) لـ"المساء”:

تحضيرات ”الخضر” ضعيفة بسبب سياسة ”البريكولاج”

تحضيرات ”الخضر” ضعيفة بسبب سياسة ”البريكولاج”
  • القراءات: 1016
حاورته: فروجة. ن حاورته: فروجة. ن

أبدى الحارس السابق للمنتخب الوطني لكرة اليد، داود عميروش، استياءه من تحضيرات الخضر الخاصة بمونديال مصر، معتبرا إياها ضعيفة، ولم ترق إلى المستوى العالي المرتقب، في الحدث العالمي الذي سينطلق يوم 13 جانفي الجاري، وقال المدرب السابق لحراس المنتخب الوطني، إن سياسة ”البريكولاج” التي تنتجها الاتحادية كالعادة، قبل المشاركة في أية بطولة قارية كانت أو دولية، ستنهي مشوار ”الخضر” في الدور الثاني.

بداية، كيف تقيم تحضيرات السباعي الجزائري لمونديال مصر؟

❊❊— في الحقيقة، هي تحضيرات ضعيفة وغير مهيكلة، بسبب سياسة ”البريكولاج” التي لازالت اتحادية لحبيب لعبان تمارسها، بداية بجلب مدرب لا يتمتع بكفاءة عالية، مرورا إلى سوء برمجة التربصات الإعدادية، إلى الذهاب بدون مدرب حراس المرمى إلى مونديال مصر.

نفهم أن داود عميروش، ليس راضيا تماما على تولي ألان بورت العارضة الفنية لـ”الخضر”؟

❊❊— فعلا، ألان بورت، كما أسلفت، مدرب محدود لا يتمتع بخبرة وكفاءة كبيرتين، وأبسط دليل على ذلك، افتقار سجله لتتويجات دولية وأوروبية، ماعدا اللقب الذي توج به مع المنتخب التونسي، وجلبه لتأطير ”الخضر”، يعتبر إهانة في حق المدربين وعشاق اليد الجزائرية، لأن هناك أسماء كبيرة بإمكانها تدريب السباعي الجزائري وفق برنامج شامل ومانع، في ظل تداعيات جائحة ”كورونا”.

قلتم أن التحضيرات كانت غير مهيكلة، كيف ذلك؟

❊❊— بما أن ألان بورت فرنسي الأصل، من المفروض أنه يملك علاقات مع نظرائه من المدربين بفرنسا، والتي من شأنها أن تسهل من عملية برمجة لقاءات ودية مع أندية محلية تنشط في الدرجة الأولى، على غرار فريق مونبلييه (صاحب اللقب الأوروبي للأندية)، سان رفاييل، باريس سان جرمان وغيرها، وهذا هو المنطق التدريبي الذي ينتهجه كبار التقنيين لكرة اليد الفرنسية، على غرار أونيستا وباتريك كناييم.

تقصدون أن المشاركة في دورة بولونيا ليست في مستوى التطلعات؟

❊❊— بطبيعة الحال، أولا اختيار بولونيا كوجهة إعدادية نحو الخارج ليست موفقة إلى حد بعيد، حيث كان بإمكان الاتحادية برمجتها في فرنسا ومع أندية كبيرة، كتلك المذكورة ـآنفا- أما المنتخبات التي شاركت معها في الدورة الدولية ببولونيا، على غرار روسيا، لا تملك تقاليد عريقة في كرة اليد، ومع ذلك، لم يتمكن المنتخب الوطني من إحراز الفوز على هذا الأخير، حيث أنهى المواجهة بخسارة، ووصل الفارق فيها إلى ست إصابات (24-30).

ماذا عن سفرية البحرين التي ألغيت؟

❊❊— إلى حد الآن، لم أفهم لماذا وقع الاختيار على البحرين دون قطر مثلا، إلغاء تربص البحرين قبل يوم من انطلاقه، دليل آخر على سياسة ”البريكولاج”، فللاتحادية دراية كاملة عن مشاكل برنامج الرحلات الجوية، كونها من دواعي جائحة ”كورونا” المستجد، وعدم تعويضه بمحطة إعدادية أخرى، إثبات للمرة الألف، عن سوء التنظيم داخل الهيئة الفدرالية واللاحترافية.

لماذا ذكرتم دورة قطر دون غيرها؟

❊❊— أردت الاستدلال بدورة قطر دون غيرها، لنوعية المنتخبات التي شاركت فيها، على غرار إسبانيا (بطل عالمي) والأرجنتين وكذا قطر، الذي يعد نائب بطل العالم، حيث يود هذا الأخير الحصول على الإعداد الكافي لدخول المغامرة العالمية في أحسن رواق، ومن هذا المنطلق، اختارت الاتحادية التونسية المشاركة في دورة قطر، للذهاب بعيدا في مونديال مصر، بلعب الأدوار الأولى بجانب المنتخبات، التي اعتادت التتويج باللقب العالمي، على غرار إسبانيا، فرنسا وألمانيا.

نستخلص من كلامكم، أن تونس في أحسن رواق مقارنة بالجزائر؟

❊❊— بدون شك، فبفضل التنظيم المحكم، تمكنت الاتحادية التونسية من إتمام برنامج منتخبها التحضيري، الذي يليق بمستوى البطولة العالمية، رغم المشاكل التي تتخبط فيها، حيث تبرهن في كل طبعة على أنها من مصاف الدول الرائدة في هذا التخصص الرياضي، لكن في المقابل، الجزائر التي كانت من بين الدول المشهود لها بالمستوى العالي، لاسيما في سنوات الـ80 والـ90، أصبح سقف رهاناتها لا يتجاوز المرور إلى الدور الثاني.

في نظركم، ما هو السبب وراء محدودية الطموح؟

❊❊— السبب الأول والأخير، هو رئيس الاتحادية لحبيب لعبان، الذي يتولى الفدرالية بمختلف القبعات، حيث أراد أن يجعل هذا الفرع من شؤون العائلة والأصحاب، بدليل تعيين أخيه طاهر لعبان، الذي اعتزل اللعب دوليا حديثا، كمدرب حراس المرمى، بمساعدة صديقهم هشام بودرالي، والسؤال الذي يطرح نفسه؛ هل هذه الأسماء لها خبرة كافية في مجال التدريب؟ وإذا كان الجواب بنعم، فما هو محل المدرب الفرنسي ألان بورت ضمن هذا الطاقم الفني؟

إذا عدنا إلى الحديث عن حظوظ السباعي الجزائري في الدور الأول؟

❊❊— المنتخب الوطني لديه حظ كبير، لتواجده ضمن مجموعة تبدو سهلة المنال، حسب لغة الإحصاء وسجل المباريات، لكن الأسوأ، أن السباعي الجزائري ذاهب إلى مصر بذهنية الفوز على المغرب، بمعنى استصغاره ووضعه في خانة الدول الضعيفة، وهذا خطأ، لأن هذا الأخير قادر على إحداث المفاجأة وقلب الموازين لصالحه، في حال التهاون معه... وعليه يتوجب على التشكيلة الوطنية لعب الدور التمهيدي مقابلة بمقابلة أمام كل من المغرب يوم (14 جانفي)، أيسلندا (16 جانفي) والبرتغال (18 جانفي)، حتى تضمن ورقة العبور إلى الدور الثاني عن جدارة واستحقاق.

ماذا عن تعداد الخضر؟

❊❊ الفريق الوطني ملك الجميع، وصاحب الإضافة لديه أحقية التواجد في صفوفه، لكن للأسف، هناك ممارسات غير منطقية أسقطت أسماء قدمت الكثير -لفترة تجاوزت 10 سنوات- لم يتم استدعاؤها للمشاركة في المونديال، على سبيل المثال، آية الله الخميني حمود، إلى جانب افتقار التشكيلة وبنسبة كبيرة، مقارنة بالدورات السابقة للاعبين المحترفين، حيث اقتصر عددهم هذه المرة على ثلاثة أسماء، ويتعلق الأمر بكل من خليفة غضبان (أديمار ليون الإسباني)، نور الدين هلال (أهلي قطر)، حاج صدوق مصطفى (الوكرة/ قطر).

ماذا يقول داود عميروش عن احتضان مصر للمونديال؟

❊❊— مصر متعودة على استضافة منافسات من هذه البطولة العالمية، وبخصوص طبعة 2021، سخرت السلطات المصرية كل الإمكانيات حتى يكون النجاح عنوان مونديال القاهرة، وكإجراء احترافي، أرسلت اللجنة المنظمة طائرات خاصة للمنتخبات الـ32  المعنية بالمشاركة، قصد ضمان حضورها في مونديال استثنائي، سببه فيروس ”كورونا”.

هل من إضافة؟

❊❊— على الوزارة حسم الأمور قبل فوات الأوان، لأن الأوضاع في بيت كرة اليد لا تبعث على التفاؤل، بسبب إسناد الأمر إلى غير أهله، فبالإضافة إلى آلان بورت، هشام بودرالي وطاهر لعبان، يضاف إلى القائمة المدير الفني عبد الكريم بشكور، الذي لم يسبق له اللعب في صفوف المنتخب الوطني، كأضعف شرط لتولي مهام المديرية الفنية الوطنية.