خلافا للمواجهات السابقة، فإن المبرمجة منها عصر اليوم بين العريقين شباب بلوزداد، ومولودية وهران، ستلعب دون حضور الجمهور، بسبب العقوبة المسلطة على الشباب، وهو ما سينقص حتما من الإثارة والتشويق، رغم سعي الفريقين الأكيد في سبيل تحقيق هدفيهما المشترك، لكسب النقاط الثلاث الغالية.

ترى مولودية وهران نفسها الأقرب للفوز بالمواجهة 105، بينها وبين مضيفها الشباب، حسب مكوناتها، فلاعبوها أنفسهم، أكدوا في أكثر من تصريح صحفي هذا الأسبوع، وبعد فوز فريقهم بـ«الكلاسيكو” الآخر أمام مولودية الجزائر، أنهم تحرروا من الضغوط التي كبلت أقدامهم في المباريات السابقة، وسيلعبون بكل قواهم، ويستغلون الغيابات النوعية للمضيف العاصمي، ويوظفون كل الأوراق الرابحة لمصلحتهم من أجل نيل الغلّة كاملة، ومن بين هؤلاء المدافع مكاوي الذي صرح قائلا؛ ”لا يعني شيئا عودتك إلى السكة الصحيحة، وتصر على تحقيق أهدافك، ما لم تؤكد على ذلك خارج قواعدك، ومباراتنا ضد شباب بلوزداد يمكن خطف نقاطها، إذا ما نجحنا في استغلال الوضع غير المريح لمنافسنا الذي يعاني من مشاكل مختلفة”.

اعتبر الظهير الأيسر الحمراوي القوي، أن اللعب دون جمهور سلاح ذو حدين، فمن جهة  يلعب في مصلحة فريقه، ذلك أنه سيجنبه ضغوط جمهور بلوزداد الذي عاد ليتلف حول فريقه، وتقديم الدعم المعنوي اللازم للاعبيه في هذه الوضعية المعقدة التي يتخبط فيها، غير أنه من جهة أخرى، قد يزيد أبناء ”العقيبة” عزيمة على تخطي الصعاب، للإبقاء على نقاط اللقاء بملعب ”20 أوت”.   

إذا تصرفت كل إدارة بشكل مختلف لتحفيز مجموعتها، فإن الأمر مشترك بالنسبة للطاقم الفني للفريقين، إذ أنهما يدركان أن المواجهة تكسب ولا تلعب ـ على حد قول العديد من المتتبعين ـ، وعليه فإنهما استعدا لها بالكيفية المناسبة، غير أن المولودية تكسب أفضلية حيازتها على كامل التعداد، إلا من المالي كودجو دوسيي، حتى مهاجمها الواعد  فريفر استعادته، بعدما أنهى التزامه مع تربص المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة، وكذلك الاستعداد في ظروف مريحة، باعتراف المدرب المؤقت عيسى كينان، الذي كشف عن أن ما يهمه هو مواصلة التألّق، معترفا في نفس الوقت بضرورة معالجة مشكل الدفاع الذي أصبح بهشاشته أضعف دفاع في البطولة الوطنية، بعدما كان يضرب به المثل بصلابته في المواسم الماضية.

الأنصار يتذكرون الأسطورة بليمام 

تزامن إجراء هذا ”الكلاسيكو” بين مولودية وهران وشباب بلوزداد، مع الذكرى الثامنة لرحيل الرئيس السابق للنادي الوهراني المرحوم قاسم بيلمام، الذي وافته المنية يوم 26 سبتمبر 2010، حيث أصر بعض المناصرين على تخليد ذكرى رحيل رئيسهم الأسطوري، الذي يعتبره ”الحمراوة” بمثابة الأب الروحي لفريقهم، الذي قدم له الكثير، وتوج معه بالعديد من الألقاب وطنيا ودوليا، وجاء تخليد ذكرى أفضل رئيس للمولودية الوهرانية وسط تجاهل تام من قبل الإدارة الحالية، التي لازالت غارقة في مشاكلها الإدارية والفنية.

الخيرون في نجدة بلكدروسي

تجاهل إدارة ”بابا” لمن صنعوا تاريخ مولودية وهران طال أيضا، أيقونة الكرة الحمراوية سيد احمد بلكدروسي، الذي يعاني من مرض القلب في صمت، قبل أن ينتشله الخيّرون من النسيان والإهمال، وينال العناية اللائقة به، بداية بالمستشفى الجهوي للأمن الوطني بوهران، وتتواصل بالمستشفى المركزي للأمن الوطني في العاصمة، الذي نقل إليه في الأيام القليلة، فهؤلاء الخيرون لم ينسوا خدمات بلكدروسي للكرة الوهرانية خاصة، والجزائرية عامة.