أكد أنّ المراكز ستكون غالية

بيتكوفيتش يستخلص الدروس ويحذّر لاعبيه قبل "الكان"

بيتكوفيتش يستخلص الدروس ويحذّر لاعبيه قبل "الكان"
  • 66
ط. ب ط. ب

أنهى المنتخب الوطني لكرة القدم، تصفيات كأس العالم 2026، أول أمس، بفوز صعب على منتخب أوغندا، بنتيجة هدفين لهدف على ملعب "حسين آيت أحمد" بتيزي وزو، بعد أن كان منهزما بهدف مقابل صفر، في مباراة أنهاها "المحاربون" بصعوبة كبيرة في الدقائق الأخيرة بهدفي المتألق محمد الأمين عمورة، سجلهما من ضربتي جزاء.

رغم ضمان "الخضر" التأهّل إلى كأس العالم 2026 للمرة الخامسة في تاريخهم يوم الخميس الماضي بالفوز على منتخب الصومال خلال مباراة الجولة ما قبل الأخيرة بثلاثية نظيفة، إلاّ أنّ رفقاء محرز أصرّوا على الفوز أمام أوغندا؛ التزاماً بقواعد اللعب النظيف، وللاحتفال مع الجماهير الجزائرية الحاضرة بقوة بملعب تيزي وزو، والتي ساهمت بشكل كبير، في إنجازات "الخضر". وستكون الفترة المقبلة بدايةً من التربص القادم للفريق الوطني، فرصة لفلاديمير بيتكوفيتش للاستعداد لكأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب؛ حيث ينشط الفريق الوطني في المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات بوركينافاسو، وغينيا الاستوائية والسودان.

كما سيكون لزاما على الناخب الوطني تصحيح بعض الوضعيات، وإيجاد حلول لبعض الأخطاء التي ارتُكبت طيلة مشوار التصفيات، خصوصا في المباراة الأخيرة ضد أوغندا، التي كانت فرصة لاستخلاص الدروس، والعمل خلال الفترة القادمة على وضع التعديلات اللازمة قبل دخول معترك "الكان"، الذي لن سكون سهلا لكلّ المنتخبات، وللفريق الوطني على وجه الخصوص، في الوقت الذي يبحث الناخب الوطني عن التوليفة اللازمة والمقنعة التي سيلعب بها هذه المنافسة القارية الهامة بالنسبة للخضر ولكلّ الجزائريين، قبل التفكير في كأس العالم، التي تتطلّب جاهزية أكبر، وإمكانيات أكثر بالنسبة للاعبي الفريق الوطني. 

مباراة أوغندا التي كان المنتخب الوطني ضمن قبلها التأهّل لكأس العالم 2026 بكلّ من أمريكا، وكندا والمكسيك، أظهرت أنّ المدرب الوطني تنتظره ورشات أخرى داخل الكتيبة الوطنية في كلّ الخطوط، والبداية مثل العادة على مستوى خط الدفاع الذي جاء هدف أوغندا بعد هفوة منه لا يجب أن تُرتكب في قادم المناسبات وفي كأس إفريقيا، لهذا على بيتكوفيتش أن يشيّد سدّا منيعا خلال التربص القادم شهر نوفمبر المقبل، حتى يدخل الكان بأريحية من هذا الخط. فقد أقحم اللاعب سمير شرقي على الجهة اليمنى في الشوط من مباراة أوغندا مكان بلغالي. وأظهر إمكانيات جيدة رغم أن رفيق بلغالي الذي لعب الشوط الأوّل، لم يقحم في منصبه الأصلي في محور الدفاع، في انتظار عودة عطال إلى الفريق الوطني.

كما ستكون عودة اللاعب إسماعيل بن ناصر في وسط الميدان، أحد الحلول التي ستؤتي ثمارها في الفريق الوطني في كأس إفريقيا القادمة، وفي كأس العالم، نظرا لخبرته وإمكانياته الكبيرة التي تسمح بتنشيط هذه المنطقة أكثر وإعطاء حيوية أكبر، إلى جانب كلّ من بوداوي ومازة، اللذين يحصلان على العلامة الكاملة من حيث الأداء، إضافة إلى اللاعبين الاحتياطيين الذين جُرّبوا في هذه المقابلة، على ذكر بوعناني، وقبال وحاج موسى. فالمدرب الوطني يملك تشكيلة ثرية بلاعبين يملكون إمكانيات كبيرة، ما سيسهل له تصحيح الأخطاء قبل الموعد القاري.    

الإصابات تثير المخاوف وإعداد القائمة الموسّعة أمر صعب

من جانب آخر، ينزعج الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش من الإصابات التي ضربت اللاعبين بشكل متكرّر خلال أغلب التربصات التي أشرف عليها، فقد أصبحت هاجسا بالنسبة له، معبّرا عن ذلك عقب نهاية مباراة أوغندا، حيث قال إنّه المشكل الرئيسي الذي يأمل تفاديه في الفترة المقبلة، محذّرا لاعبيه من التعرّض للإصابات قبل موعد كأس أمم إفريقيا المقبلة، بالنظر إلى الندية والتنافسية الشديدتين؛ حتى يضمنوا التواجد في القائمة النهائية.

وقال بيتكوفيتش خلال الندوة الصحفية عقب مباراة أوغندا مؤشّرا على المشكلة التي تعيق عمله في الفريق الوطني والتي يواجهها باستمرار في كلّ التربصات التي أشرف عليها في تصفيات المونديال، "النقطة السلبية الرئيسة هي الإصابات. هذا الأمر كان يحدث في كلّ المعسكرات تقريباً، حيث يغيب في كلّ مرة من خمسة إلى ستة لاعبين بداعي الإصابة. وفي هذا المعسكر غاب 12 لاعباً"، ليضيف: "لكن الشيء الإيجابي هو أنّ لدينا مجموعة تتمتّع بروح عالية. والأجواء بين اللاعبين رائعة، ما يسمح لنا بالعمل في أجواء هادئة تحضيراً للمستقبل. كما يسهل هذا الوضع اندماج اللاعبين الجدد" . وأكّد: "كما قلت سابقاً، أنا لا أتردّد في منح اللاعبين الجدد الفرصة إن استحقوها. لقد أكّدوا ذلك خلال الحصص التدريبية".

وحرص بيتكوفيتش على تحذير لاعبيه من اشتداد المنافسة على المراكز في قائمته النهائية لـ«كان 2026" . وقال: "الدخول في القائمة النهائية سيكون صعباً جداً، الأماكن ستكون غالية جداً" . وأضاف: "لقد قلت لهم إنّ البقاء في المنتخب يمرّ عبر التأكيد مع أنديتهم، وتطوير مستوياتهم باستمرار" . واعترف: "سيكون من الصعب إعداد القائمة الموسعة، فما بالكم بالقائمة النهائية لكأس إفريقيا. المهم هو تفادي الإصابات، ويكون اللاعبون في أفضل حال بدنيا" . وأردف: "خلال تربص نوفمبر سيمكنهم إظهار قدراتهم مرة أخرى".