ثار محاربو الصحراء أمس، في المقابلة التي جمعتهم بالمنتخب الكوري لحساب الجولة الثانية من المجموعة الثامنة لكأس العالم، حين فاز رفقاء ابراهيمي، بأربعة أهداف مقابل اثنين، فقد عاهدوا الشعب الجزائري بالتدارك وصدقوا الوعد وكانوا عند حسن ظن كل الجمهور، الذي كان ينتظر تحقيق الانتصار الأول في كأس العالم منذ مكسيكو 1986، فقد أعطى اللاعبون صورة رائعة عن فريق كبير يمكنه أن يذهب بعيدا في هذه المنافسة، وهذا من خلال الأداء الجيد الذي أظهره اللاعبون الذين أشركهم المدرب حليلوزيتش، والذين استطاعوا أن يمحوا أثار الانهزام الأخير ضد بلجيكا، فالاعتماد على الطريقة الهجومية أتى بثماره ولم يبق عن تحقيق الحلم سوى 90 دقيقة.

البداية كانت سريعة من طرف المنتخب الوطني، الذي أظهر بأنه كان يريد أن يغيّر الصورة السلبية التي ظهر بها في المباراة الأولى ضد بلجيكا، حيث رمى بكل ثقله في الهجوم وأدى شوطا رائعا من كل الجوانب، حيث قاد اللاعبون هجمات سريعة كللت بتسجيل ثلاثة أهداف في الشوط الأول من المقابلة، وبدأت تهديدات الخضر منذ الدقيقة الأولى، أين تلقى فيغولي كرة من الجهة اليسرى عن طريق جابو، إلا أن قذفته مرت جانبية، كما تواصلت هجمات الفريق الوطني في هذا الشوط غير أنها لم تكن مركزة في الدقائق 3 و8 و19 و20، إلا أنه في الدقيقة الـ26 سليماني يتلقى كرة في العمق من مجاني، وبين مدافعين وبقوة وإصرار يسجل الهدف الأول، ليحرر بذلك الجمهور الحاضر وزملاءه في الفريق الذين أضافوا الهدف الثاني دقيقتين بعد ذلك، في الدقيقة الـ28 عن طريق رأسية المدافع حليش، الذي صعد فوق الجميع، بعد أن تلقى الكرة من ركنية نفذها جابو، الذي سجل دخوله في هذه المقابلة وأكد على إمكانيات كبيرة، سمحت له بإضافة الهدف الثالث في الدقيقة الـ37 بعد أن تلقى كرة على طبق من سليماني، لتتواصل هجمات الخضر في الشوط الأول إلى غاية إعلان الحكم عن صافرة النهاية، في وقت لم تسجل فيه محاولات خطيرة من قبل الكوريين الذين اصطدموا بالدفاع المتماسك للفريق الوطني في المرحلة الأولى، مما جعل الحارس مبولحي، يعيش فترات هذا الشوط في راحة تامة.

في المرحلة الثانية حاول الفريق الكوري العودة في النتيجة واستطاع أن يسجل الهدف الأول في الدقيقة الـ50 عن طريق سون، بعد خطأ في المراقبة من طرف المدافعين الجزائريين، إلا أن إرادة الخضر كانت أكبر، حيث أرادوا أن يقتلوا اللقاء وأن يفوزا به ليدخلوا التاريخ من بابه الواسع، هذا ما جعلهم يضيفون هدفا رابعا في الدقيقة الـ62، بعد عمل ثنائي جميل بين كل من فيغولي وابراهيمي الذي يمضي الرابع، واستمر اللقاء بين الأخذ والرد، ليرفع الفريق الكوري من ريتم المباراة محاولا تقليص الفارق، وحقق ما أراد في الدقيقة الـ72 عن طريق كو، بعد عمل جماعي وخطأ في دفاع الخضر.

ورغم أن الفريق الوطني لعب المقابلة بضغط كبير إلا أن التغييرات التي أجراها المدرب وحيد حليلوزيتش، في المقابلة بإقحام عناصر جديدة حررت العناصر الوطنية، حيث تمكنت من بلوغ مرمى الخصم أربع مرات على التوالي رغم أن الدقائق الأخيرة عشناها على الأعصاب، ولحسن الحظ أن كل اللاعبين كانوا في المستوى المطلوب سواء دفاعيا أو هجوميا. وبهذا لم يبق للمنتخب الوطني سوى خطوة واحدة لدخول تاريخ كرة القدم من بابه الواسع، حيث لم يعد يفصل الخضر عن تحقيق هذا الحلم سوى نقطة واحدة وتعادل أمام منتخب روسيا، الذي ظهر أمس، ضد بلجيكا بأنه سهل المنال، لتضع الجزائر رجليها في الدور الثاني من كأس العالم لأول مرة في تاريخ الجزائر.

البطاقة الفنية

ملعب بيرا ريو (بورتو أليغري )، جمهور غفير، جو معتدل، أرضية جيدة

التحكيم: ويلمار رولدان (كولومبيا)، بمساعدة ادواردو دياز (كولومبيا) وكريستيان ليسكانو (الاكواتور)، الحكم الرابع: علي رضا فغاني (إيران)

الأهداف:

من سون هيونغ مين (49) وكو جا شيول (72) لكوريا الجنوبية

سليماني (26) وحليش (28) وجابو (38) وبراهيمي (62) للجزائر

الإنذارات:

لي يونغ (53)، هانغ كوك يونغ (69) من كوريا

بوقرة (66) من الجزائر

تشكيلتا المنتخبين:

كوريا الجنوبية: جونغ سونغ ريونغ- يون سوك يونغ- كيم يونغ غوون- لي يونغ- هونغ جيونغ هو- سون هيونغ مين- هان كوك يونغ (جي دونغ يون 78)- لي شونغ يونغ (لي كيون هو 64)- كي سونغ يوانغ- بارك شو يونغ(كيم شين ووك 57)- كو جا شيول(القائد)

المدرب: هونغ ميونغ بو

الجزائر: رايس مبولحي- عيسى ماندي- جمال مصباح- رفيق حليش- مجيد بوقرة (القائد)، (السعيد بلكالام 89)- كارل مجاني- نبيل بن طالب- سفيان فغولي، عبد المومن جابو (نبيل غيلاس 73 ياسين براهيمي (مدحي لحسن 77)- إسلام سليماني.

المدرب: وحيد حليلوزيتش