الألعاب الإفريقية المدرسية الأولى تسدل ستارها
انتصار جديد للجزائر

- 249

أسدلت، بمدينة عنابة، مساء أول أمس الثلاثاء، الستار على الطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية التي احتضنتها الجزائر، في حفل ختامي شهد مجرياته ملعب 19 ماي 1956، وسط حضور جماهيري كبير، وأجواء احتفالية بهيجة، عكست مدى نجاح هذه الدورة من بدايتها إلى نهايتها.
الجزائر التي احتضنت هذا العرس القاري لمدة 11 يوما، ودّعت ضيوفها بأناقة وفخر، في أمسية امتزج فيها الفرح بالألوان، وتداخلت فيها الموسيقى بالرياضة، ودوّى صوت إفريقيا موحدا من عنابة.
الحفل شهد حضور وزراء: الشباب، والتربية الوطنية، والرياضة، الذين تسلموا تكريما رمزيا لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون من طرف جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية؛ تقديرا لدوره في رعاية وإنجاح الطبعة الأولى. كما تم تكريم الدول الثلاث المتوّجة: الجزائر في المرتبة الأولى، ومصر ثانيا، وتونس ثالثا، وسط تصفيقات الجمهور، ومشاعر الفخر بالتمثيل العربي والإفريقي.
وقد تُوجت لحظة التسليم براية الألعاب الإفريقية المدرسية إلى دولة نيجيريا، التي ستحتضن الطبعة الثانية سنة 2027. وقد تَسلّمها وزير الرياضة المنتدب النيجيري وسط أجواء احتفالية، عبّرت عن ترابط القارة، ووحدة الشعوب.
الجمهور العنابي كان نجم الحفل دون منازع، حيث امتلأت المدرجات منذ الساعات الأولى، وامتزجت أهازيج الحاضرين بالأغاني الوطنية والعصرية، وأغاني الراي القديمة التي أدتها فرقة "راينا راي" ببراعة. لقد كان مشهد الرقص الجماعي والتصفيق والهتاف صورةً مجازية للانتماء، وتعبيرا حيا عن الفرح المشترك بين الجزائر وضيوفها من 50 دولة.
عنابة التي استقبلت التحدي بكل احترافية، أبدعت في التنظيم كما أبدعت في الاختتام، إذ لم تترك تفصيلاً إلا واعتنت به: من الرايات، إلى الممرات، إلى حركة الجماهير، وحتى موقف السيارات الذي نُظم بدقة لتسهيل عملية الدخول والخروج دون فوضى أو ازدحام، في مشهد عكس مستوى التنظيم العالي الذي طبع كل مراحل الدورة.
اللافت أيضا أن الحفل لم يخلُ من الحضور الإنساني، حيث خُصصت المساحة لأطفال المخيمات الصيفية من ولايات الطارف وسكيكدة، والذين قدموا من مخيمات: الشط، والعربي بن مهيدي، وتلزة القل. وشارك الأطفال في الحفل بأهازيجهم، وبهجتهم الطفولية، وتفاعلوا مع العروض الفنية، ما جعلهم مركزا للبهجة، وصوتا للجيل الذي سيحمل مستقبل إفريقيا؛ لقد كانوا هم الوداع الأجمل، وأجمل ما في الوداع.
وفي خلفية المشهد، واصل الإعلام الجزائري أداءه المتميز، خصوصا إذاعة عنابة التي كانت حاضرة بكل طاقمها رفقة صحفيين تركوا بصمتهم في الميدان، وساهموا في نقل تفاصيل التظاهرة للداخل والخارج، وجعلوا من الإعلام شريكا فعليا في نجاح الألعاب. عنابة أغلقت الباب كما فتحته: بثقة، وبحب، وبصوت عالٍ، يقول إن الجزائر قادرة على احتضان الأحداث الكبرى، بل وصناعتها، وتصدير نموذج جديد في التنظيم الرياضي المدرسي القاري.