النصرية مثل الكبار

النصرية مثل الكبار
نصر حسين داي
  • القراءات: 504
❊ع.اسماعيل ❊ع.اسماعيل

 

تعيش الأوساط الرياضية لنصر حسين داي هذه الأيام، على وقع التأهلين الذين حققهما فريقها في ظرف أربعة أيام فقط؛ الأول تجسد أمام نادي أهلي بن غازي في منافسة كأس "الكاف"، حيث فازت النصرية على ضيفها الليبي بنتيجة 3 1 في مباراة العودة التي جرت بملعب "5 جويلية"، مما مكنها من دخول دور المجموعات الخاص بهذه المنافسة القارية، ويومين من بعد ذلك الإنجاز الكبير، تأهل فريق حسين داي إلى الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية على حساب مولودية الجزائر، بهدف مقابل صفر، لتجد نفسها في المربع الأخير من هذه المنافسة الشعبية.

 

صحيح أن نصر حسين داي تلقى خسارة ثقيلة أمام اتحاد الجزائر الذي أمطر شباكه بأربعة أهداف كاملة، لكن لا شك أن الجميع لاحظ ذكاء مدرب حسين داي محمد لاسات، الذي عمد في تلك المباراة إلى إراحة عدد كبير من اللاعبين الأساسيين، خوفا من تعرضهم للإرهاق والإصابات، وكان الهدف من وراء ذلك تجهيزهم وتحضيرهم بدنيا ومعنويا لموعدي أهلي بن غازي ومولودية الجزائر، وهو ما يفسر القوة الكبيرة التي خاض بها فريق نصر حسين داي لقائيه ضد هذين الفريقين. في مباراته الثانية ضد العميد، قلب فريق حسين داي كل التكهنات التي كانت تراهن على انتصار هذا الأخير، حيث لعبت تشكيلة حسين داي أحسن مباراتها منذ انطلاق الموسم، فتألق لاعبوها بشكل لافت للنظر، حيث سيطروا خلال الشوط الأول على مجريات اللعب، ولولا تضييعهم بعض فرص التهديف لتقدموا في النتيجة مبكرا، بينما تمكن في المرحلة الثانية من المباراة، زملاء الحارس البارع قايا من إحباط المحاولات المتكررة للعميد في الهجوم، إلى أن جاء الهدف الذي حررهم، وكان من نصيب قلب الهجوم قاسمي عن طريق ضربة جزاء،  وتأهلت النصرية بفضله إلى الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية.

لا شك أن تحقيق تأهلين متتاليين في ظرف أربعة أيام، يعكس بوضوح التحول الكبير الذي عرفته تشكيلة النصرية التي تلعب منذ موسمين متتاليين في أعلى مستوى ترتيب البطولة، والناتج عن السياسة المتبعة من قبل إدارة النادي التي اتجهت رويدا رويدا نحو تشبيب تعداد الفريق، من خلال الابتعاد عن سياسة النجومية التي كثيرا ما أضرت باستقرار النادي في الرابطة الأولى، واتباع سياسة رشيدة ارتكزت على تشبيب التعداد، ولا شك أن إعادة تجديد هياكل مركز التكوين "بن صيام" المتواجد بحسين داي، لعب دورا كبيرا في تطبيق هذه السياسة التي صنعت خلال السبعينات والثمانيات شهرة هذا النادي، الذي يعتمد، خلافا لبعض الأندية المنتمية إلى الرابطة الأولى، على وسائله المادية الخاصة به من أجل تسيير الفريق، والكل في حسين داي يعتقد أن الفضل في عودة النصرية إلى واجهة الكرة الجزائرية، يرجع بالدرجة الأولى إلى رئيس النادي محفوظ الزميرلي الذي أصبح مموله الرئيسي، حيث لا يبخل في مد الفريق بكل الوسائل المادية التي يحتاجها لاعبوه وطاقمه الفني. إلى غاية اليوم، تفادى مسيرو نصر حسين داي مطالبة السلطات العمومية المكلفة بالرياضة، إخضاع تسيير النادي تحت مسؤولية مؤسسة عمومية.

يبدو أن نصر حسين عازم كل العزم على إنهاء الموسم الجاري بالحصول على لقب كأس الجمهورية، والتألق في كأس "الكاف"، ولما لا الفوز بلقبها، بالرغم من أن المجموعة التي وقع فيها تضم فرقا لها تجربة كبيرة في المنافسة القارية، على غرار النادي المصري الزمالك.

لا شك أن الأوساط الرياضية للنادي ارتاحت كثيرا لعودة المدرب مزيان إيغيل إلى العارضة الفنية، بالنظر إلى التجربة الكبيرة التي يجرها وراءه هذا الأخير في مجال التدريب، وهو الذي صرح في أعقاب اللقاء ضد مولودية الجزائر، أنه معجب كثيرا بالكيفية التي خاض بها لاعبوه المباراة ضد مولودية الجزائر، حيث أكد أنه اكتشف فريقا متكاملا في خطوه بفضل قوته الكبيرة في التنافس، معبرا عن أمله في أن يتمكن نصر حسين داي من الذهاب بعيدا في منافسة كأس الجمهورية، في حين قال المدرب المساعد الذي قاد العارضة الفنية بمفرده، قبل مجيء مزيان إيغيل، أن نصر حسين داي أصبح لا يخشى أي فريق في البطولة، ويمكنه إحداث مفاجات كبيرة في المستقبل، منوها بالعمل الكبير الذي تقوم به إدارة النادي من أجل التسيير الحسن للفرق.