حقق منتخب مدغشقر، إنجازا تاريخيا بنيله الميدالية البرونزية، في اختتام الطبعة السابعة لكأس إفريقيا للاعبين المحليين 2022، والتي أسدل الستار عليها، أمس بالجزائر، بعدما تألق وفاز على نظيره النيجري بهدف وحيد،  سجله لاعبه جان رازافيندراكوتو في الدقيقة 90+2 من المباراة، التي احتضنها أول أمس، ملعب "ميلود هدفي" بوهران، وتحت أنظار حوالي 20 ألف متفرج.

كانت مباراة أول أمس، فرصة أمام المنتخبين الملغاشي والنيجري لمواصلة كتابة تاريخ مشاركتهما في المنافسة الإفريقية، واستغلها منتخب مدغشقر إيجابا بعدما استحضر مكامن قوته، ولو لشوط واحد فقط، وهو الثاني، حيث استرجع فيه لعبه الأكاديمي المبني على التمريرات القصيرة، والاستحواذ على الكرة لأطول زمن ممكن، ودفعها بشكل متقن إلى الأمام باستعمال الجناحين، الأيمن والأيسر، لكن دون إتمام الهجمات إيجابا في بعض الأحيان، بسبب افتقاد الملغاشيين لصاحب اللمسة الأخيرة، وهو ما فوت عليهم سانحة أخذ الأسبقية في النتيجة الفنية، بعدما ضيع عليهم مهاجمهم توكينانا راندرياسيفيرانا هدفا مؤكدا في الد54+1.كانت هذه الفرصة الوحيدة في الشوط الأول الذي تباين فيه تكتيك الفريقان، ففي وقت اعتمد منتخب مدغشقر على خطة لعبه المعتادة، انتهج نظيره النيجري الضغط إلى الأمام وباستمرار لخلق المساحات أمام مهاجميه، لكنه اصطدم بتجمع دفاعي ملغاشي متين، ساهم كاستماتة دفاع "المينا" في بقاء النتيجة بيضاء.   

ومع التعليمات المتواترة للمدرب روموالد راكوتوندراب، والتبديلات المتتالية التي أجراها، والتي بثت نشاطا متجددا في أوصاله، أحكم منتخب مدغشقر قبضته على مجريات الشوط الثاني، حيث وصال وجال فيه كما يحلو له، كاشفا عن وجهه الحقيقي، وكان بإمكانه الخروج منتصرا بحصة ثقيلة، لو تحلى مهاجموه بالتركيز اللازم أمام مرمى حارس النيجر محمادو طانجا، كما بينت على ذلك فرص الدقائق 48 من توكينانا راندرياسيفيرانا، والد 55 من أندرياميرادو، والد57 من جان رازافيندراكوتو، وفي الد 82 من نونتينانينا، قبل أن يهتدي زميلهم البديل جان رازافيندراكوتو إلى الشباك النيجرية، ويهزّها بهدف قاتل في الد 90+2 ،مهديا بذلك فوزا كان عنوانا لإنجاز كروي غير مسبوق، كان بإمكان منتخب النيجر أن يسبق، ويختطفه لو استغل مهاجمه بليامين موسى فرصة هدف حقيقي في الد 76. اختتم منتخب مدغشقر مشاركته التاريخية في منافسة كأس إفريقيا للاعبين المحليين بالصعود فوق البوديوم الإفريقي، ولو أنه كان يرى نفسه أهلا للعب مباراة النهائي بعد المشوار المتميز الذي بصم عليه، والأداء الراقي الذي لا تتميز به إلا المدارس الكروية الإفريقية النجيبة ،  فقط خذلته نقص الخبرة المطلوبة في مثل هذه المنافسات الكبيرة والهامة.كما يفتخر منتخب النيجر كذلك، بأنه صنع تاريخا لنفسه وبلده ، وكسب منتخبا شابا يقدر أن يبني به مستقبل الكرة النيجرية، كما أفصح عن ذلك مدربه هارونا دولا في تصريحات إعلامية سابقة.

تصريحات:

روموالد راكوتوندراب (مدرب مدغشقر): شيء رائع ما فعلناه  وفخور بأشبالي

تحدث روموالد راكوتوندراب مدرب مدغشقر بافتخار عن إنجاز منتخب بلده، وهو الوافد حديثا على عارضته الفنية في شهر سبتمبر الماضي، وبدا فخورا بلاعبيه وبالمجهود الذي بذلوه، وقال عن ذلك: "شيء رائع ما فعلناه هنا، أنا راض، ولي الحظ في امتلاك هذه المجموعة، الشكر يعود لأشبالي في نيل الرتبة الثالثة، صحيح في البداية كان صعبا أن نؤمن بالوصول إلى هذا الحد، لكن اليوم نحن في الصف الثالث، شيء خارق للعادة ما فعله أشبالي في الدفاع عن ألوان بلدن، وأنا سعيد جدا لهم"، وتابع: "التنظيم كان رائعا سواء في قسنطينة أو العاصمة أوفي وهران، والجمهور الجزائري رائع ، وأتمنى لكم أيها الجزائريون أن تنظموا "كان" 2025".

الملغاشي أندرياميرادو أندرياناريمانانا (أحسن لاعب في المباراة): فخور لبلدي بهذا الإنجاز

"لم يكن سهلا تحقيق هذا الإنجاز، وأنا فخور لبلدي بهذا الإنجاز، وبتمثيله أحسن تمثيل في "الشان"، ومستوى المنافسة كان عاليا، وحسب مدربنا مفيد جدا لمنتخبنا وفرقنا، أنا أيضا سعيد بالظرف التي جرت فيها الطبعة السابعة للشان و للمستى الذي ميزها و هو أمر جيد لكرة القدم الإفريقية".

حسين عبيد (مساعد مدرب النيجر): بلغنا هدفنا رغم هزيمتنا أمام مدغشقر

"رغم الهزيمة أمام مدغشقر إلا أننا بلغنا هدفنا المسطر، رغم أننا نطمع في الأفضل، بالنظر للتحضيرات الجيدة التي قمنا بها، ووضعنا لاعبينا في ظروف حسنة، لكن نحمد الله أننا بلغنا الدور ما قبل النهاني، ونافسنا على الرتبة الثالثة"، وأضاف: "نصف النهائي كان كارثيا علينا، ورصدنا كل جهدنا لانتزاع المركز الثالث، لكن للأسف افتقدنا للانتعاشة البدنية، ومنتخب مدغشقر استغل الفرصة، ورفع من نسق اللعب، ولم نقدر على مسايرته، وعموما، وبحسب مضمون اللقاء فإن منتخب مدغشقر يستحق نيل الرتبة الثالثة".