يضم ملعبا بسعة 40 ألف مقعد ومنشآت رياضية هامة

المركب الرياضي ميلود هدفي "جوهرة عالمية"

المركب الرياضي ميلود هدفي "جوهرة عالمية"
  • 1913
رضوان. ق رضوان. ق

تستعد ولاية وهران، على غرار الولايات الأخرى، عنابة وقسنطينة لاحتضان منافسات البطولة الإفريقية للمحليين "شان 2022"، والتي تنظم ضمن برنامج فرق متنافسة عبر المدن الأربع بينها وهران، التي ستحتضن مجموعتين وببرنامج يضم 7 مباريات وربع نهائي ونصف نهائي ولقاء ترتيبيا للمركز الثالث، وهو ما يجعل مسؤولي المركب الأولمبي ميلود هدفي يضعون كل الترتيبات لاستقبال ضيوف "الباهية"، التي أبهرت العالم، خلال ألعاب المتوسط ، بحفل افتتاح عالمي وتنظيم جيد يحسب للباهية، التي ستحقق المزيد من التألق في التنظيم واستقبال الضيوف، وتؤكد استعدادها لاستقبال ضيوف كان 2025، بمنشآت قاعدية وجمهور رائع.

يعد المركب الرياضي ميلود هدفي بوهران صرحا رياضيا متكاملا بامتياز، ويمثل جوهرة الرياضة بالباهية وهران، وسبق لملعبه أن احتضن لقاءات المنتخب الوطني الأول ولقاءات المنتخب المحلي ولقاءات الفرق المشاركة في دورة الألعاب المتوسطية، حيث تم الإشادة بأرضيته، التي تم إنجازها وفق معايير دولية بضمان من الاتحاد الدولي لألعاب البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب ملعبي التدريبات الواقعين داخل نفس المركب، الذي عملت السلطات العليا للبلاد على تجسيده على أرض الواقع، ليتحول من حلم، فمشروع ثم حقيقة نعيشها اليوم وعاشتها الفرق المتنافسة، والتي أبهرت بنوعية المركب وخاصة الأرضية، التي أنجزت من طرف مؤسسة دولية سبق لها وأن أنجزت أرضيات عدة ملاعب دولية، خاصة بفرنسا وإسبانيا. وينتظر أن تقوم لجنة خاصة خلال الأسبوع المقبل برئاسة خبير تقني من الكاف، والذي كان من بين خبراء "الفيفا" في لجنة معاينة ملاعب قطر في كأس العالم 2022، وهو الخبير الذي سيقدم تقريره بخصوص الأرضية، التي تم إعادة صيانتها وفق المعايير، وينتظر أن يتم ومباشرة بعد رفع التقري، تنظيم لقاءين تجريبيين بأرضية الملعب، التي احتضنت منذ أسابيع فقط لقاء ودي للمنتخب الوطني للمحليين وقبله لقاءات أخرى، أعرب من خلالها اللاعبون الجزائريون الدوليون، عن افتخارهم بأرضية الملعب والمنشأة.

ملعب بمقاييس دولية وتصنيف عالمي

الملعب الأولمبي الجديد ميلود هدفي بوهران، مشروع ضخم، خطط لإنجازه شهر ديسمبر 2006 واختيرت أرضية منطقة بلقايد ببلدية بئر الجير ليشيد عليها، كما تم اختيار الشركة الصينية "أم.سي.سي"، لبناء هذا لصرح الرياضي، وهي نفس الشركة التي قامت بعدة إنشاءات لملاعب دولية، بعد تخصيص غلاف مالي قدر وقتها بـ142 مليون دولار، غير أن المشروع عرف تأخرا وتوقفات لم تؤثر على مساعي الدولة، لإنجاز الصرح الرياضي، وتواصلت المفاوضات مع الشركة الصينية عدة مرات، إلى غاية القرارات التي اتُّخذت خلال الاجتماع المشترك، يوم 18 جوان 2019 والذي كان بمثابة دفعة تحفيزية كبيرة للرفع من وتيرة أشغال الملعب وباقي المنشآت التكميلية والرياضية للمركب الأولمبي، إلى جانب القرية المتوسطية، وتدارك التأخر المسجل بها وذلك إلى غاية منتصف 2021، حيث قررت السلطات وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تكليف لجنة وزارية خاصة، لمتابعة المشروع الذي زاره الوزير الأول شخصيا ووقف على كل كبيرة وصغير فيه، ووعد وقتها باتخاذ كافة الإجراءات و القرارات لاستكمال انجاز المركب وفق المعايير الدولية، وهو ما تم بالفعل ليسلم المشروع بالكامل  وبملعب جاهز بـ40 ألف مقعد، قبل انطلاق الألعاب المتوسطية ويحقق المعجزة في أشهر معدودة.

ولتحقيق المزيد من العصرنة ومواكبة الملاعب العالمية، التي تحتضن كبريات التظاهرات الدولية، قامت السلطات العليا للبلاد، إضافة مبالغ مالية ضخمة لإتمام المشروع بالكامل واستكماله، وخصص مبلغ 40 مليون دولار ميزانية تجهيز وتسيير المنشآت الجديدة، حيث زود بكاميرات للمراقبة جد متطورة ومركز عمليات و4 مراكز للحراسة ومرآب للسيارات بسعة 1500 سيارة، وملعب ألعاب القوى بسعة 4200 مقعد وقاعة متعددة الرياضات بسعة 6000 مقعد ومركب مائي بثلاثة مسابح، ومضمار عصري لألعاب القوى بـ10 أروقة تم استيراده من سويسرا، وهو ذاته الذي تتوفر عليه ملاعب أوروبية كبيرة، على غرار زيوريخ بسويسرا وبرلين بألمانيا وموناكو بفرنسا، وحاز على شهادة مطابقة دولية.

عشب طبيعي ذو جودة عالية

ولتغطيته الملعب واستكمال المواصفات العالمية للملعب، الذي احتضن مباريات الفرق المشاركة بألعاب البحر الأبيض المتوسط، اختار التقنيون الجزائريون وضع عشب "الهايبرد" الطبيعي ،هذا النوع من العشب ذو جودة عالية ومعمول به على مستوى الملاعب الأوروبية، وهو ما أكدته نتائج التحاليل المخبرية وزيارات اللجان العالمية المختصة، على غرار مخبر "سبور لابس المعروف عالميا، والذي صنف جودة العشب الطبيعي في الدرجة الخامسة، ويعد عشب "الهايبرد" مزيج بين العشب الطبيعي والعشب الاصطناعي، حيث يجمع بين جميع فوائد العشب الطبيعي وقوة ومتانة العشب الاصطناعي، كما يتكون من ألياف "أوميغا" عشبية ذات جودة عالية، ويوفر نظاما مثاليا لتعزيز العشب، ما يجعله يتميز بسهولة إصلاح الأضرار بعد المباريات، عن طريق استبدال القطع المتضررة.

وتحتوي أرضية ميدان الملعب الأولمبي الجديد، على نظام سقي عصري، يستخدم لأول مرة في الملاعب الإفريقية ونظام مجهز بكمبيوتر وتطبيق مربوط بـ"الويفي"، وبمحطة الأرصاد الجوية لمطار أحمد بن بلة الدولي بوهران، وتسمح هذه الطريقة بالحصول على معلومات من المحطة الجوية مباشرة،  ما يساعد على برمجة أوتوماتيكية لسقي أرضية الميدان بكيفية فعالة ومدروسة، استنادا إلى المعطيات المناخية المتحصل عليها مباشرة من المصدر، و قد تم وضع نفس العشب بملعب التدريبات الواقع بجوار الملعب الرئيسي.