رغم أنّ فريقهم سيستقبل اليوم على ملعبه مولودية وهران، فإنّ الخوف من التعثر وتضييع اللقب ينتاب دائما أنصار اتحاد الجزائر، لا سيما القدامى منهم، الذين لازالوا يتذكرون ذلك اليوم المشؤوم الذي خسرت فيه تشكيلتهم على ملعب ”بولوغين” أمام الحمراوة، الذين رجعوا من تنقلهم إلى العاصمة بفوز ثمين، مكّنهم من ضمان البقاء في حظيرة النخبة، وساهموا في سقوط منافسيهم إلى القسم الوطني الثاني آنذاك.. حدث ذلك في آخر جولة من بطولة الموسم الرياضي 83 – 84.

الأوساط الرياضية لتشكيلة سوسطارة لا يريدون أن يتكرّر هذا السيناريو، وهم يدركون أنّ فريقهم سيستقبل منافسا وهرانيا يتواجد داخل منطقة الخطر، لن يكون من السهل الإطاحة به. وأوّل ما يجب على لاعبي اتحاد العاصمة فعله هو تفادي الإفراط في الثقة بالنفس، كي لا يقع فريقهم في فخّ السهولة في اللعب والاعتقاد مسبقا أنّ الانتصار لن يفلت منهم؛ لأنّ كلّ شيء سيتوقّف على مدى جاهزيتهم من الناحية المعنوية والبدنية للإطاحة بمولودية وهران التي تشكّل بالنسبة لهم، آخر عقبة يتعيّن تجاوزها للفوز بلقب البطولة قبل إسدال الستار عنها بجولة واحدة فقط.

فريق اتحاد الجزائر يحتلّ المركز الأوّل في الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن شبيبة القبائل، وهو مطالَب أكثر من أيّ وقت مضى، بالاحتفاظ بهذا الفارق إلى غاية نهاية المنافسة رغم أنّه يوجد فقط في حاجة إلى الانتصار على الحمراوة؛ لضمان اللقب بسبب فارق النقاط الذي يتفوّق فيه على تشكيلة الكناري، لهذا السبب يعتقد الملاحظون والاختصاصيون أنّ فريق سوسطارة يتوفّر على حظوظ كبيرة للظفر بلقب بطولة هذا الموسم، وهو الاعتقاد السائد أيضا عند مدربه محمد لمين كبير، الذي قال عن هذه المواجهة ضد مولودية وهران: ”موعد المباراة ضدّ مولودية وهران يشكّل بالنسبة لفريقي نهائيا حقيقيا، لا بدّ من تحقيق الفوز فيه، وهذا هو الاعتقاد الذي يسود صفوف لاعبينا. نملك حظوظا كبيرة لإنهاء مسار البطولة في المركز الأوّل، لا سيما بعد الخسارة المفاجئة التي مني بها فريق بارادو حيدرة في الجولة الفارطة. لسنا في حاجة للتفكير في ما سيفعله منافسنا المباشر شبيبة القبائل اليوم ضد نصر حسين داي، بل سنبحث عن الطريقة التي ستمكّننا من التخلّص من تشكيلة الحمراوة، وإنهاء الإثارة عمن يفوز باللقب قبل إسدال الستار عن البطولة بجولة واحدة؛ لذا فإنّ الكرة موجودة في مرمانا لتحديد مصيرنا وبعث الفرحة في أنصارنا الأوفياء”.

ومن أجل توفير كلّ الظروف الملائمة لفريقهم، طالب مسيّرو النادي والطاقم الفني اللاعبين، بنسيان الانهزام الفارط المسجّل ضدّ شبيبة القبائل، والتركيز فقط على اللقاء ضد مولودية وهران. وكان للمدرب لمين كبير في هذا الشأن، حديث مطوّل مع عناصر فريقه، حثهم فيه على الانتباه إلى أهمية هذا اللقاء من خلال تفادي كل ما من شأنه أن يعكّر الأجواء داخل الفريق، سواء قبل المباراة أو أثناء إجرائها، طالبا منهم أن يرموا فيها بكلّ ثقلهم من أجل الإطاحة بمنافسهم. وسيحاول لاعبو فريق سوسطارة استغلال عامل الملعب والجمهور للخروج منتصرين من هذا اللقاء رغم إدراكهم أنّه ليس من السهل عليهم التملص من عامل الضغط، الذي سيحوم حول هذا الموعد.

المدرب كبير لا يريد، من جهته، أن يخرج فريقه عن اللعب المعتاد الذي يطبّقه فوق أرضية ملعب بولوغين، وهو يدرك أكثر من أيّ أحد، أنّ الانتصار يمرّ عبر تجنّد لاعبيه من بداية المباراة إلى نهايتها.

من جهة أخرى، ينتظر أنصار فريق اتحاد الجزائر قيام مدرب تشكيلتهم لمين كبير بتغييرات طفيفة داخل تعداد التشكيلة الأساسية التي اعتاد خوض بها مباريات البطولة، إذ إنّ غياب وسط الميدان كودري بسبب العقوبة، سيفرض عليه إيجاد خليفة له، ولا يُستبعد وضع اللاعب النشط بن غيت في مكانه، لا سيما أنّه استنفد العقوبة التي كانت مسلطة عليه.

وقالت مصادر قريبة من الفريق العاصمي إنّ المدرب كبير يفكّر في إدخال تغيير على حراسة المرمى؛ من خلال وضع الحارس برفان في دكة الاحتياط واستخلافه بزميله منصوري، الأول كان في المباراة الأخيرة ضد شبيبة القبائل، قليل التركيز، وتسبّب له ذلك في تلقي هدفين؛ ما جعل الطاقم الفني يرى أن استخلافه في اللقاء ضد مولودية وهران ضروري، في حين يتساءل الأنصار عن أيّ خيار سيكون للمدرب محمد لمين كبير بخصوص إقحام زواري أم اللافي في الهجوم، الأول لم يعد يلقى ثقة مدربه بسبب تراجع مستواه، في حين أبان الثاني في الفترة الأخيرة، عن حاسة كبيرة في التهديف، وهو الآن محل إعجاب واهتمام أنصار الفريق، الذين طالبوا بوضعه في التشكيلة التي ستواجه مولودية وهران.