كادت حصة الاستئناف لأول أمس لفريق مولودية وهران، أن تتحول إلى مأساة لولا لطف الله والتدخل الحاسم والحكيم للمدرب جمال بن شاذلي؛ حيث عرفت هيجانا وغضبا شديدين من قبل مجموعة من الأنصار قصدت ملعب الشهيد أحمد زبانة، خصيصا لسب وشتم اللاعبين على ما قالته هذه المجموعة؛ تهاوناً واستهزاء منهم في مباراتهم ضد شبيبة بجاية، التي انهزموا فيها بهدف لصفر. ويعتقد هؤلاء الأنصار أن زملاء القائد براجة كانوا قادرين على العودة بنتيجة أفضل؛ بالنظر إلى المعطيات التي كانت تصب في مصلحتهم، كالحالة النفسية الجيدة التي يوجدون فيها بعد فوزهم الأول خارج الديار أمام شباب عين فكرون، والمنحة المغرية التي تلقّوها نظير هذا الفوز، والآخر أمام برج بوعريريج، والحالة الصعبة لشبيبة بجاية بعد نتائجه السيئة، التي أخّرته كثيرا عن ركب الأقوياء.

ولم يكن بوسع المدرب بن شاذلي سوى أن يوقف الحصة التدريبية، ويأمر لاعبيه بالتواري عن الأنظار إلى غاية انصراف هؤلاء الأنصار الغاضبين، أو مجيئ أعضاء من الأمن الوطني لحمايتهم من أي مكروه متوقَّع. وتؤكد هذه الواقعة التي تفاجأ لها بن شاذلي، أن الأمور مرشحة لمزيد من التعقيد ليس بين الأنصار واللاعبين فقط، حتى وإن أهدى هؤلاء أولئك تأهلا إلى الدور السادس عشر من منافسة كأس الجمهورية، ولكن بين اللاعبين والإدارة، التي وجدت في كبوة بجاية حجّة لربح بعض الوقت، وتأخير ما أمكنها دفع مستحقات بعض اللاعبين، وبالتالي تضمن عدم مطالبتهم إياها في هذا الظرف بالذات.     

 وفي سياق متصل وأمام المتاعب المالية التي تطوّقه من كل جانب، لم يجد مجلس إدارة الشركة الرياضية ذات الأسهم لمولودية وهران، بدّا من مراسلة السيد عبد المالك سلال الوزير الأول؛ علّه يجد عنده حلا لها، فحسبما بلغ "المساء"، فإن أعضاء مجلس الإدارة بعثوا برسالة رسمية إلى السيد سلال، طالبين منه التدخل للضغط على مؤسسة نفطال؛ قصد التكفل بفريق مولودية وهران رسميا، بعدما كانت قد أبرمت مع مجلس إدارته في عهد رئيسه السابق العربي عبد الإله، برتوكول اتفاق شهر سبتمبر 2012، يقضي بشراء المؤسسة البترولية لـ75في المائة من أسهم الشركة، لكن منذ ذلك التاريخ بقيت الأمور تراوح مكانها، كما تضمنت هذه الرسالة الرسمية استفسارات عن السبب في تراجع نفطال عن رغبتها في ضم المولودية الوهرانية، مؤكدة، على لسان أعضاء مجلس الإدارة، على إعداد جميع الوثائق وكل ما طلبته المؤسسة البترولية حول دقائق تسيير الفريق، خاصة من الجانب المالي.

غربي يؤكد أن مال هيئته للنادي الهاوي فقط

وعن الشأن المالي أيضا، قال بدر الدين غربي مدير مديرية الشباب والرياضة لـ "المساء" في لقاء خاطف سابق معه، إن المساعدات المالية التي تقدمها هيئته مقيَّدة بقوانين واضحة، مبديا استغرابه من الخرجة الأخيرة لأعضاء مجلس إدارة الشركة حول محاولتهم استجداء السلطات المحلية؛ من أجل مساعدتهم في فك الضائقة المالية التي يمر بها فريقهم، مؤكدا أن مديرية الشباب والرياضة تساعد النادي الهاوي فقط وليس الشركة، التي ينبغي على أعضاء مجلس إدارتها والمساهمين فيها بذل جهد والبحث عن مصادر تمويل من جهات وطرق أخرى، وليس انتظار مساعدة الدولة فقط.وأوضح غربي أن إعانة مالية بقيمة مليارين ونصف المليار سنتيم، مرصودة منذ أشهر للنادي الهاوي، ولم يتقدم مسؤولوه لحد الآن من أجل سحبها، مذكرا إياهم بالمساعدات الكبيرة التي قدمتها هيئته للمولودية الوهرانية، سواء من حيث التكفل بتربص التشكيلة بالأراضي التونسية أو الصبر على ديون الفريق تجاه مركّب متعدد الرياضات، والتي تفوق ملياري سنتيم.