كيف لفريق ينشط في الرابطة الاحترافية الأولى، يصل لاعبوه إلى حد التوقف عن التدريبات؟ ولماذا اضطر مسيرو النادي إلى اتخاذ قرار يقضي بتعليق التدريبات وترك الفريق يعيش في نفق حقيقي، قد يصل به إلى فقدان أي أمل في تفادي السقوط؟ وهل سوء التفاهم الواقع بين الرئيس محفوظ ولد زميرلي وشقيقه بشير، هو سبب انفجار الوضع في نادي النصرية؟.

هذه التساؤلات التي يطرحها المحيطون بفريق حسين داي، والراغبون في عودة الاستقرار إلى النادي في أسرع وقت ممكن. وما يريده اللاعبون ومدربهم بلال دزيري، صدور قرار سريع للمسيرين، يقضي بدفع المرتبات المالية المتخلفة لأكثر من أربعة أشهر، ويبدو أن الموقف الذي اتخذه زملاء الحارس مرباح، سيكون من دون رجعة، حيث يرفضون العودة إلى الوضعية المماثلة التي عاشوها في بطولة الموسم المنصرم، وكادت تؤدي إلى سقوط النصرية، لولا جائحة ”كورونا” التي غيرت الأوضاع في البطولة. عادة، يتكفل الرئيس محفوظ ولد زميرلي بمرتبات اللاعبين، غير أن مصادر قريبة من النادي تقول، إنه دخل في خلاف مع شقيقه بشير، عن الشركة التي تسيرها العائلة، وهو ما يفسر تأخر إدارة النادي في تصفية قضية المرتبات.

لجنة الأنصار تطالب بتفسيرات

من جانبهم، لم يبق الأنصار مكتوفي الأيدي، حيث تدخلوا لدى المسيرين وطالبوهم بتفسيرات عن توقف تدريبات الفريق، حيث تنتابهم شكوك، في وجود نية لدى أطراف في النادي، تسعى إلى تأجيج هذه الأزمة وتركها تتواصل، من دون الاكتراث بما سيلحقه من أضرار كبيرة للفريق في البطولة، لاسيما أن نصر حسين داي يوجد من بين التشكيلات المهددة بالسقوط، حيث يحتل المراكز الأخيرة في ترتيب البطولة، ولا تزال أمام لاعبيه المرحلة الثانية من المنافسة، لمحاولة إبعاد الفريق من منطقة الخطر، وأصبحت لجنة أنصار النصرية تضغط بقوة لدفع الإدارة، إلى الإسراع في تفكيك الأزمة التي حلت بالنادي، وجعلت موقعه في الرابطة الاحترافية مهددا أكثر من أي وقت مضى.

اجتماع مرتقب للرئيس ولد زميرلي واللاعبين

قالت نفس المصادر، إن إدارة النادي ستحاول خلال هذا الأسبوع، إيجاد حل للأزمة المالية التي يتخبط فيها الفريق، حيث سيجتمع الرئيس ولد زميرلي مع اللاعبين، لمحاولة طمأنتهم على مستحقاتهم المالية ومطالبتهم، بوضع الثقة في المسؤولين، ريثما تدخل الميزانية التي خصصتها البلدية، حيث عقد ولد زميرلي، في الأيام الأخيرة، اجتماعا مع مسيري البلدية، تلقى فيه ضمانات بضخ حصة مالية في خزينة النادي، لكن المجلس الشعبي البلدي لحسين داي لم يتخذ إلى حد الآن أي قرار في هذا الشأن، في الوقت الذي تتحدث بعض الأطراف عن وصول هذه المساعدة المالية في النصف الثاني من الشهر الجاري، مما سيزيد في عمر الأزمة التي تتخبط فيها النصرية، اللهم إلا إذا قرر اللاعبون وضع الثقة في رئيسهم والعودة إلى أجواء التدريبات.

تنديد بطريقة تسيير مرزقان

في خضم هذه الأوضاع الصعبة التي تمر بها النصرية، تعالت أصوات تندد بالكيفية التي يسير بها المدير الفني الرياضي شعبان مرزقان تعداد الفريق، حيث يعاب عليه ارتكاب عدة أخطاء، أدت إلى مغادرة بعض اللاعبين الأساسيين لنصر حسين داي، مثل نوفل خاسف وزين الدين بوطمين وزين الدين بلعيد، ويبدو أن مرزقان فشل في إقناع هؤلاء اللاعبين بمواصلة مشوارهم مع نصر حسين داي، ويكفي أنه يجد هذه المرة صعوبة للاحتفاظ باللاعب الصاعد العيد واجي، الذي رفض مؤخرا، رفضا قاطعا تمديد عقده مع النادي، بسبب عدم تسلم مستحقاته المالية التي تعود إلى ستة أشهر، ويخشى الجميع في بيت نصر حسين أن يغادر هذا اللاعب الفريق، لاسيما أنه تلقى بعض العروض من أندية تنشط في الرابطة الاحترافية الأولى، بل وتقول بعض المصادر، إن واجي له اتصالات مع نواد تونسية.