الحصاد الرياضي 2018

كثير من الإثارة وقليل من الألقاب

كثير من الإثارة وقليل من الألقاب
  • القراءات: 1090
❊❊ فروجة.ن ❊❊ ❊❊ فروجة.ن ❊❊

"الكثير من الإثارة والقليل من الألقاب" هو عنوان حصاد الرياضة الجزائرية خلال السنة المنقضية، حيث ستبقى سنة 2018 بالنسبة للرياضات الجماعية الممارَسة باليد (السلة، اليد والطائرة) عالقة في الأذهان؛ ليس بإنجازاتها الرائعة، بل بضعف نتائجها المسجلة في كل المنافسات الدولية التي شاركت فيها المنتخبات والأندية الجزائرية بمختلف أصنافها إلى جانب مقاطعتها البطولة الوطنية لموسم 2018 ـ 2019، على عكس الرياضات الفردية التي احتكرت الواجهة بامتياز خلال مشاركتها في المواعيد الدولية المبرمجة خلال ذات السنة؛ ألعاب تاراغونا المتوسطية بإسبانيا، ألعاب إفريقيا للشباب بالجزائر وألعاب الأرجنتين الأولمبية للشباب، وذلك في ألعاب القوى، الملاكمة، السباحة، المصارعة المشتركة، الكاراتي دو، الجيدو وغيرها.

كما شكّل تأهل الفريق الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا للأمم التي ستقام بمصر أو جنوب إفريقيا 2019، الحدث البارز لسنة 2018، بعد أن كان تأهله على شفى حفرة بسبب النتائج السلبية التي سُجلت في عهد المدرب السابق رابح ماجر، إلا أن مجيء جمال بلماضي أعاد التوازن للتشكيلة الوطنية، وعرف كيف يحفّز زملاء ياسين براهيمي من جديد؛ من أجل عودة النتائج الإيجابية، ومنها حسم ورقة التأهل إلى "الكان".

كما سجل انتخاب مصطفى براف رئيسا جديدا لجمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية، لحظة تاريخية ستبقى في الذاكرة الرياضية إلى الأبد، بعد تفوّقه في الدور الثاني على منافسته الوحيدة البوروندية ليديا نسيكيرا بمجموع 34 صوتا مقابل 20. وسيعود التعيين بالإيجاب على الاتحاديات الوطنية التي لديها نزاعات مع نظيراتها الدولية، على غرار اتحادية الملاكمة التي ضيّعت عضويتها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي في شهر أكتوبر الفارط. 

"الخضر" يتأهلون إلى الساحة القارية وسقوطٌ جماعيٌّ لأنديتنا

يتفق الجميع على أن تأهل المنتخب الوطني إلى كأس أمم إفريقيا 2019، غطى على الكثير من عيوب الكرة الجزائرية لاسيما ما تعلق بفشل الأندية في التألق خلال المنافسات الدولية، على غرار كأس العرب للأندية؛ في إشارة منهم إلى مولودية الجزائر، اتحاد العاصمة ووفاق سطيف.

وربط القائمون على شؤون كرة القدم عبور "الخضر" إلى بلد "الفراعنة" أو "نيلسون مانديلا"، بالمدرب الجديد جمال بلماضي، الذي خلف رابح ماجر على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، مضيفين أن بلماضي أعاد الروح للكرة المستديرة الجزائرية، لاسيما أن افتكاك التأشيرة كان في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة.

وحسم أشبال جمال بلماضي الفوز الثاني على الطوغو (تغلّبوا عليها ذهابا 1- 0) في نصف الساعة الأول من اللقاء، بعدما افتتح رياض محرز التسجيل في الدقيقة 13 بتسديدة ساقطة بعيدة، مستغلا تقدم الحارس عن مرماه،

ثم أضاف يوسف عطال الثاني في الدقيقة 28 بتسديدة من مشارف المنطقة، قبل أن يضيف محرز هدفه الشخصي الثاني، وهدف بلاده الثالث في الدقيقة 30 إثر هجمة مرتدة سريعة وتمريرة طولية من سفيان فيغولي، انطلق على إثرها مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي في الجهة اليمنى قبل أن يسدد الكرة بقوة في الشباك.

ورغم تسجيله هدف تقليص الفارق في الشوط الثاني عبر كودجو فو-دوه لاباه إثر ركلة ركنية (55)، حافظ رجال بلماضي على رباطة جأشهم، وساروا بالمباراة إلى بر الأمان، حتى إنهم أضافوا هدفا رابعا في الوقت بدل الضائع إثر ركلة ركنية خادعة، وصلت عبرها الكرة إلى بغداد بونجاح، الذي تلاعب بالمدافع على الجهة اليسرى، قبل أن يسددها من زاوية ضيقة في الشباك.

ورفع المنتخب الوطني بفوزه الثالث في هذه المجموعة، رصيده إلى 10 نقاط في الصدارة بفارق ثلاث عن بنين التي خسرت السبت أمام غامبيا (1- 3)، متقدما بفارق 5 نقاط على كل من الأخيرة والطوغو قبل جولة عن نهاية التصفيات، فضَمن تأهله إلى النهائيات للمرة الثامنة عشرة في تاريخه بغضّ النظر عن نتيجته في مباراة الجولة الأخيرة ضد غامبيا.

مطلب جماهيريّ في تعيين بلماضي وإقالة ماجر

على أعقاب سلسلة من النتائج السلبية، أعلنت الاتحادية الوطنية لكرة القدم في شهر جوان الماضي، عن إقالة مدرب المنتخب الوطني رابح ماجر ومساعديه بعد ثمانية أشهر من توليه منصبه.

وأوضحت "الفاف" أن إقالة رابح ماجر كانت مطلبا جماهيريا، وكانت بصفة رسمية على إثر اجتماع عقدته في 24 جوان الماضي، مضيفة: "قُرر بالإجماع الانفصال عن المدرب الوطني السيد رابح ماجر ومساعده مزيان إيغيل، جمال مناد والوناس قاواوي".

وبعد ثلاثة أشهر، تم تعيين جمال بلماضي مدربا للمنتخب الوطني بعقد يمتد حتى كأس العالم 2022 في قطر.

وبهذا التعيين الذي لقي استحسان الجماهير الوطنية، عاد بلماضي (42 عاما) إلى صفوف المنتخب، الذي سبق له الدفاع عن ألوانه كلاعب في 20 مباراة، سجل خلالها خمسة أهداف.

ويتولى بلماضي تدريب المنتخب قادما من نادي الدحيل القطري الذي قاده في الموسم الماضي إلى ثلاثية البطولة المحلية وكأس قطر وكأس الأمير

الجزائر تدعم ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026

وفي 13 جوان 2018، أعلنت الجزائر دعمها ملف المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2026، في إطار سعي الرباط لاحتضان البطولة العالمية بعد 4 محاولات سابقة لم تكلَّل بالنجاح.

ووافقت الرئاسة الجزائرية رسميا على طلب المغرب انضمام نجم الجزائر الأسبق لخضر بلومي، لقائمة سفراء الملف المغربي، مع دعمها ومساندتها الملف.

حصيلة متواضعة للرياضة الجزائرية في دورة تاراغونا

خارج المستطيل الأخضر حُققت نتائج محتشمة في مختلف المنافسات الدولية، في مقدمتها ألعاب تاراغونا الإسبانية؛ حيث أنهت الجزائر التظاهرة في المركز 15 بمجموع 13 ميدالية، منها ذهبيتان، 4 فضيات و7 برونزيات، وهي حصيلة متواضعة.

واستطاعت 7 رياضات الصعود فوق منصة التتويج بمختلف الاختصاصات التي شاركت بها الجزائر؛ حيث كانت رياضة ألعاب القوى آخر منافسة بالنسبة للوفد الجزائري لإضافة ميداليتين، الأولى فضية عن طريق محمد ياسر تريكي في مسابقة القفز الطويل، والثانية برونزية عن طريق المنتخب الوطني لسباق 400 م تتابع.

وحصدت ألعاب القوى الجزائرية ميداليتين، تمكنت بفضلهما من زيادة عدد الحصاد بالرغم من أن آمال "أم الرياضات" تقلصت مقارنة بالدورات السابقة التي كانت تقدم نجوما، ساهموا من قبل في تحقيق نتائج كبيرة.واستطاع تريكي القفز الطويل من التمركز في المرتبة الثانية بقفزة قُدرت بـ 8.1 م، والتي كانت قيّمة جدا بالنسبة لرياضة ألعاب القوى، التي دخلت الترتيب بحسب الرياضات بالنسبة للبعثة الجزائرية، قبل أن يضيف المنتخب الوطني لـ 400 م، تتابع البرونز الذي يجسد المجهودات المبذولة من طرف العدائين الذين حفظوا ماء الوجه بالنسبة لألعاب القوى، التي ننتظر أن تعود إلى الواجهة بوجود مواهب عديدة تنتظر الظروف المناسبة للتألق.

نتائج جيدة للجزائر في الألعاب الإفريقية والتنظيم يبقى النقطة السوداء

وفي ألعاب إفريقيا للشباب التي احتضنتها الجزائر ما بين 18 و27 جويلية 2018، حققت الرياضة الجزائرية بصفة عامة، نتائج طيبة في طبعتها الثالثة رغم العراقيل التي وجدتها بعض الاتحاديات في تحضيراتها لهذه التظاهرة.

وأنهت الجزائر الألعاب في المركز الثاني بحصد 226 ميدالية، منها 71 ذهبية و72 فضية و83 بروزنية وراء الوفد المصري الذي حصد 199 ميدالية، منها 101 ذهبية، 55 فضية و43 برونزية، فيما احتلت تونس المركز الثالث بـ 136 ميدالية إجمالا، منها 36 ذهبية و46 فضية و54 برونزية. ولم تحصد الرياضة الأكثر شعبية وممارسة في الجزائر على أي ميدالية، إذ احتل منتخب كرة القدم لأقل من 15 سنة، المركز الرابع بعد الهزيمة في المباراة الترتيبية على يد منتخب الكاميرون بهدف لصفر في ملعب 20 أوت 55، وهو ما يعكس المستوى السيئ للكرة الجزائرية على كل المستويات، فيما تُوّج المنتخب المغربي بالذهب بتفوّقه على نيجيريا في اللقاء النهائي بثلاثة أهداف لواحد.

ورغم النقاط الإيجابية التي تُحسب على الجزائر والقائمين على الحدث الإفريقي، إلا أن العديد من النقاط السوداء طفت على السطح، وكشفت عن سوء التخطيط والابتعاد عن التنظيم المحكم، على غرار ما حدث في ملعب 20 أوت وفي إحدى القاعات التي احتضنت نهائيات الملاكمة النسوية، حيث أخطأ المنظمون في رفع النشيدين الوطنيين لنيجيريا وتونس. وقبلها اشتكى مدرب من الوفد التونسي من ظروف الإقامة السيئة في القرية الإفريقية.

واختُتمت الطبعة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب في حفل أقيم بملعب 5 جويلية تحت عنوان "وعد"، حيث تم تسليم علم الألعاب الأولمبية للشباب، لنائب وزير الرياضة لمملكة ليزوتو ريتابيل موكاين، والتي ستحتضن الطبعة الرابعة في سنة 2022، مع الإشارة إلى أن الألعاب التي جرت في الجزائر، شارك فيها 3300 رياضي من 54 دولة إفريقية.

المشاركون في أولمبياد الأرجنتين يمثلون أحسن استثمار للجزائر

"الاستثمار الأمثل في الشباب" هي العبارة التي رددها معظم الفاعلين في القطاع الرياضي، في مقدمتهم وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، الذي أقر بأن الشباب الجزائريين أكدوا أنهم خير استثمار؛ من خلال النتائج التي حققوها في الطبعة الثالثة للألعاب الأولمبية لنفس الفئة التي جرت بمدينة بوينس أيرس الأرجنتينية من 6 إلى 18 أكتوبر 2018، والمتمثلة في خمس فضيات وبرونزيتين.

وأجمع التقنيون على أن الرياضة الجزائرية سجلت أحسن مشاركة لها في تاريخ الألعاب، وهي حصيلة أكدت أن الطاقات الشابة موجودة، يكفي فقط أن يعيروها الاهتمام اللازم لتفجير طاقاتها.

وحصدت الجزائر خمس ميداليات فضية في هذه الأولمبياد، كانت بفضل فاتح بن فرج الله (80 كلغ) في المصارعة، ومحمد علي غواند (800 متر)، ولبنى بن حاجة  (400 متر موانع) في ألعاب القوى، والملاكمين فريد دويبي (75 كلغ) ومحمد أمين حسيد (91 كلغ)، إلى جانب برونزيتين في الجيدو، وذلك في منافسات الزوجي في التصنيف الإفريقي في الألعاب، بحسب قوانين منازلات هذا التخصص.

الجزائر تضيّع عضويتها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للملاكمة

ضيّعت الجزائرعضويتها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للملاكمة، بمناسبة الانتخابات التي جرت شهر نوفمبر الماضي.

فبعد انتهاء عهدة الرئيس السابق للاتحادية الوطنية للملاكمة والعضو الحالي باللجنة التنفيذية نبيل سعدي، لم يتمكن الرئيس الحالي للهيئة الوطنية عبد السلام دراع، من تسجيل ملف ترشحه ضمن الآجال التي حددها الاتحاد الدولي.

وأوضح نبيل سعدي قائلا: "الرئيس الحالي للاتحادية الجزائرية للملاكمة سجل ملف ترشحه لعضوية اللجنة التنفيذية خارج المواعيد التي حددتها الهيئة الدولية، وبالتالي فقد ضيعت الجزائر عضويتها للعهدة المقبلة".

انتخاب مصطفى براف رئيسا جديدا "للأكنوا"

ومنأبرزالأحداثالمسجلةفي 2018، انتخاب مصطفى براف رئيسا جديدا لجمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية خلال أشغال الجمعية العامة الاستثنائية والانتخابية، التي جرت بالعاصمة اليابانية طوكيو، على هامش اجتماع المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية.

وانتُخب مصطفى براف لرئاسة هذه الهيئة الإفريقية في السنتين المتبقيتين من العهدة الأولمبية (إلى غاية 2020)،  متفوقا على منافسته البوروندية الوحيدة ليديا نسيكيرا.

وفي الدور الأول من عملية التصويت، احتل رئيس اللجنة الأولمبية والرياضية الجزائرية النائب الأول لرئيس جمعية اللجان الأولمبية الإفريقية منذ أربع عهدات أولمبية والرئيس بالنيابة لهذه الهيئة منذ عدة أشهر، المركز الأول بمجموع 27 صوتا مقابل 16 صوتا لنسيكيرا، و11 صوتا للمرشح الثالث الكاميروني كالكابا مالبوم، فيما انسحب البوتسواني نيغروس ماليلا غوسيتسيل من  السباق.

تَواصل القبضة الحديدية بين الاتحادية الوطنية للكرة الطائرة والأندية

تتواصل القبضة الحديدية بين رئيس الاتحادية الوطنية للكرة الطائرة والأندية بسبب صيغة المنافسة؛ ما تَسبب في تأخير انطلاق البطولة الوطنية.

ممثل الأندية المحتجة حكيم بن عبد الله شدّد على رفض جميع الأندية الصيغة الجديدة التي اعتمدها رئيس الاتحادية، وتتضمن مجموعتين، مؤكدا أن الصيغة الجديدة تمثل خرقا للقانون؛ لأنه لم يصوّت عليها أحد؛ لا المكتب الفيدرالي ولا الجمعية العامة. وناشد بن عبد الله تدخّل وزير القطاع لتوقيف ما أسماه بالمهزلة، بينما دعا رئيس الاتحادية إلى عقد جمعية استثنائية لبحث حل عاجل للأزمة، على حد تعبيره.