شمس الدين الباي (بطل ما بين القارات في كمال الأجسام) لـ «المساء»:

القدَر قادني إلى الجزائر وسأدافع عنها باستماتة مستقبلا

القدَر قادني إلى الجزائر وسأدافع عنها باستماتة مستقبلا
  • القراءات: 2343

أكد بطل ما بين القارات في فئة أكثر من 100 كلغ شمس الدين الباي، أن القدر هو الذي قاده إلى تمثيل بلده الأصلي الجزائر، وهو ليس نادما على ذلك، مبديا إعجابه بترحيب أبناء بلده به، ما جعله يقرر حمل الألوان الوطنية الجزائرية في قلبه وفقط، والدفاع عنها باستماتة في المنافسات المستقبلية.

بداية، ما هو شعورك بعد فوزك في فئتك وفي نفس الوقت بالتأشيرة الاحترافية؟

سعيد جدا، وفوزي يرجع الفضل بنسبة كبيرة فيه إلى مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكمال الأجسام، الذين وفّروا لي كل شيء و»حطوني فوق الرأس»، وكذلك مدربي البلجيكي فاردي روبينهاس وكل المناصرين الجزائريين.

من هو الرياضي الباي شمس الدين؟

أنا شاب جزائري عمري 24 سنة، هاجرت إلى بلجيكا وعمري 17 سنة، وأحمد الله تعالى أنني أمثل الجزائر في كأس العالم بوهران، وتصدرت قائمة وزن أكثر من 100 كلغ. والشكر لكل من ساعدني على هذا الفوز الغالي بالنسبة لي. أما بداية ولوجي عالم كمال الأجسام، فكانت بالجزائر لما زرتها في عطلة لأسبوعين بعد غياب طويل عنها. اندهش أصدقائي وعائلتي لزيادة وزني، وأشاروا عليّ أنني أملك جسدا مواتيا لممارسة رياضة كمال الأجسام. طرقت فكرتهم رأسي، وبدأت في تجسيدها على أرض الواقع بقاعة ببومدراس عام 2010، وزدت تصميما عليها ببلجيكا باتباع مخطط تجريبي لمدة سنتين، فتدربت في العديد من القاعات، ونجحت الفكرة، والحمد لله والشكر لكل من دفعني، وساعدني حتى وصلت لما وصلت إليه، وما هذه إلا البداية.

حسب علمنا فإنها مشاركتك الأولى في كأس العالم، ورغبتك كانت متأرجحة بين تمثيل الجزائر وبلجيكا، فكيف ملت إلى بلدك الأصلي؟

بصراحة، جاءت مشاركتي فجأة، لأنه لم يكن يخطر على بالي المشاركة في هذه المنافسة الدولية، لكن المسؤول الأول عن نادي «غولدن بودي» الذي تربطني به علاقة جيدة، اتصل بي، واقترح عليّ المشاركة في بادئ الأمر بجنسية بلجيكية لا جزائرية، فانطلقت في التحضير لمدة خمسة أشهر متواصلة بدون انقطاع، وقبل انطلاق المنافسة بثلاثة أسابيع، وعند الافتتاح الرسمي للتسجيلات للمشاركة بالموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكمال الأجسام، تبين لي أن هذه المنافسة تعني بلدان حوض الأبيض المتوسط وإفريقيا والشرق الأوسط فقط، فارتبكت في البداية، لكن بعدها اتصلت برئيس الاتحادية الوطنية موسى ميصاور، وأطلعته على وضعيتي، إذ خشيت أن تذهب التحضيرات المكثفة التي قمت بها في مهب الريح، فردّ عليّ بكلمات مؤثرة طيبت خاطري، حيث قال لي: «لا تقلق، أنت مرحب بك لأنك ابن بلدنا، أجلب جواز سفرك، وسنفتح أمامك الطريق للمشاركة كجزائري»، فوافقت على الفور، ولما قدمت إلى الجزائر وجدت كل الترحاب من الجميع، فقررت من ساعتها ومن الآن فصاعدا الدفاع عن الألوان الوطنية الجزائرية وفقط، والبداية ستكون بمنافسة دولية ستجري الأسبوع القادم باليونان.

إذاً القدر هو الذي حدد الجزائر وجهة لك.

نعم، وأنا سعيد جدا بذلك، الحق أقول، لم يخطر على بالي ولو للحظة، أن القدر سيقودني إلى بلدي من أوسع الأبواب، ومن باب الرياضة؛ شرفٌ لي أن أمثله في كبرى المنافسات الدولية.

كيف ظهر لك مستوى المنافسة بصفة عامة، وفي فئتك بشكل خاص؟

بالنسبة لفئتي لم تكن المنافسة قوية باستثناء محاولات تضييق الخناق عليّ من قبل منافس جزائري وآخر قطري، لكن لفتت انتباهي فئة أقل من 90 كلغ التي تنافس فيها رياضيون جيدون، وعموما العناصر التي تصارعت على البطاقات الاحترافية، كان مستواها جيدا.

وما تطلعاتك المستقبلية؟

أؤكد لك أنني بتمثيل الجزائر سأتطور أكثر، أنا متيقن من ذلك، فلقد وقفت على مدى ولع الشباب الجزائريين الكبير برياضة كمال الأجسام. حقيقة لم أكن أتصور كل هذا الشغف بهذه اللعبة هنا بالجزائر.

مادمتَ وقفت على الشغف الكبير لهذه الرياضة بالجزائر، ما هي النصائح التي تقدمها للشباب الناشطين فيها في ظل خطر انتشار المنشطات والمكملات الغذائية الفاسدة؟

أقسم بالله العلي العظيم، إنه لا يوجد أحسن من تناول الوجبات الغذائية الضرورية السليمة وفي أوقاتها المحددة. والفرق الذي يلاحَظ بين المنافسة وخارجها أثناء اتباع الحمية هو تغير نوعية الأكل. اتباع المكملات الغذائية السليمة لا مانع منه، لكن المنشطات ستؤدي بصاحبها ومستعمليها إلى الهاوية صحيا، وحتى الإقصاء من المنافسات الرياضية.

وماذا تضيف في الختام؟

أنا سعيد جدا بنجاحي في منافسة كأس العالم بفضل الله تعالى. وأشكر كثيرا مسيري الاتحادية وعلى رأسها موسى ميصاور على ترحيبهم بي. وإن شاء الله سأرد جميلهم والجزائر بأن لا أخيّبهم في المنافسات العالمية القادمة.

حاوره: م. سعيد