طباعة هذه الصفحة

القاهرة تحتفي بتتويج ”الخضر” باللقب

القاهرة تحتفي بتتويج ”الخضر” باللقب
  • القراءات: 1111
ق. ر ق. ر

عاش أنصار ”الخضر” فرحة هستيرية فور نهاية النهائي والتتويج المستحق للمنتخب الجزائري بكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بفضل تغلبه على نظيره السنغالي(1- 0) سهرة الجمعة على ملعب القاهرة الدولي، لتحتفي العاصمة المصرية، وتتزين بالألوان الجزائرية بتتويج ”الأفناك” باللقب القاري.

وسيطرت الفرحة والغبطة على مشاعر الجزائريين الذين شجعوا أشبال الناخب الوطني جمال بلماضي بشغف منقطع النظير؛ حيث تصدرت أهازيج ”اييياوو ودينا الكاس ورانا لباس” (جلبنا الكأس ونحن في حالة فرح)، معبّرين عن نشوتهم بهذا الإنجاز التاريخي، كيف لا والأمر يتعلق بترصيع القميص الوطني بالنجمة الإفريقية الثانية، فضلا عن أول لقب يحرزه ”الأفناك” من خارج الديار بعد مشوار متميز، تمثل في سبعة انتصارات متتالية منذ انطلاق دورة مصر.

وفازت التشكيلة الوطنية باللقاء النهائي للنسخة 32 من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، بهدف وحيد على السنغال(1- 0) من توقيع المقاتل بغداد بونجاح في الدقيقة  الأولى من عمر المباراة.

ولم تتوقف مجموعة من الأنصار عن الصراخ والغناء ابتهاجا بهذا الانتصار الباهر لزملاء اكتشاف البطولة إسماعيل بناصر، الذي اختارته ”الكاف” كأحسن لاعب في الدورة.

«أنا مسرور جدا بهذا الانتصار؛ الحمد لله أن التعب الذي تكبدناه للسفر إلى مصر لمساندة الخضر وخاصة مجهودات اللاعبين الذين أدوا مشوارا باهرا، لم يذهب هباء”، صرح جمال من ولاية المسيلة. وأردف فؤاد من العاصمة: ”مبروك علينا هذه البطولة.. لقد فعلناها، وسنعود بالكأس إلى البلاد لنواصل الأفراح”.

واختلطت المدرجات المخصصة للجمهور الجزائري بتواجد مناصرين من جنسيات مصرية وليبية ومغربية، فقد اختاروا تشجيع زملاء المهاجم بغداد بونجاح. وقال عمرو المصري: ”أنا مسرور بفوز الجزائر بلقب بطولة إفريقيا للأمم.. لقد عشت أوقاتا حماسية وجميلة مع إخواني الجزائريين البارعين في التشجيع، والمتعلقين جدا بألوان بلدهم”. وأكد محمود الليبي أنه يدرس بمصر، وجاء خصيصا لحضور هذا النهائي لتشجيع منتخب الجزائر الذي أفرحنا؛ ”صراحة، فريق الجزائر أبهر بلعبه الجميل وبرجولة لاعبيه فوق الميدان. أنا فخور بكم”، يقول الشاب الليبي بابتسامة عريضة.

كما شاءت الصدف الالتقاء بالمدافع السابق لرائد القبة ومولودية الجزائر خلال سنوات الثمانينات رضوان دريسييو، الذي جاء من النرويج خصيصا لحضور اللقاء؛ ”أنا مقيم منذ عدة سنوات بمدينة برغنب بالنرويج، ولم أرغب في تضييع هذه الفرصة لحضور نهائي العرس القاري وتشجيع يوسف بلايلي ورفاقه. أحضرت معي ابني الصغير لمشاهدة هذه الأجواء الحماسية. والحمد لله أن فريقنا لم يخيبنا، وحققنا الكأس باستحقاق”، اختتم اللاعب السابق حديثه وعلامات الفرحة بادية على محياه. وتواجد قرابة 20 ألف مناصر جزائري بمدرجات ملعب القاهرة الدولي بفضل الجسر الجوي الذي نظمته الحكومة الجزائرية رفقة القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي؛ بنقل المشجعين الجزائريين إلى القاهرة من أجل دعم الفريق الوطني في النهائي الإفريقي الموعود.

وقبل انطلاق موعد النهائي واجه الأنصار الجزائريون الذين كانوا متواجدين بعاصمة أرض ”الفراعنة”، صعوبة بالغة في الولوج إلى مسرح النهائي الذي يستوعب 75 ألف مناصر، وذلك بسبب سوء التنظيم ونقاط المراقبة المتعددة والشديدة في التعامل، حيث تم منع  الأنصار من إدخال مستلزماتهم على غرار شاحن بطارية الهاتف.

وبعد دخول الأنصار المدرجات وحجزهم الأماكن في المنعرج السفلي والعلوي، عملوا على تنصيب الرايات والهتاف ضمن أجواء حماسية وأخذ الصور التذكارية بكاميرا هواتفهم النقالة؛ حيث التقى العديد من المناصرين فيما بينهم، وتجاذبوا أطراف الحديث، فكان أملهم الوحيد انتصار الجزائر، والعودة إلى الديار بالتاج القاري المنتظر منذ 29 سنة، وهو تاريخ نيل الخضر لقب دورة 1990 بأرض الوطن. وبعد أجواء الفرحة التي صنعها مشجعو ”محاربي الصحراء” المهووسون بعشق الكرة والألوان الوطنية بالمدرجات، بالتفاعل مع اللاعبين عند تسلمهم ميدالياتهم الذهبية ومجسم الكأس، وكذا متابعتهم الاحتفال بمحيط الملعب إثر فوز ”الخضر”.


تصريحات

يوسف بلايلي (مهاجم): تضحيتنا بالملعب أثمرت التاج

‘’الحمد الله، تضحيتنا بالملعب أثمرت التاج الذي غاب عن خزينة المنتخب الجزائري لمدة 29 عاما. أهدي هذا الفوز للشعب الجزائري الذي ساندنا سواء كان حاضرا معنا في القاهرة أو داخل الوطن، ونحن سعداء كثيرا. النهائي لا يُلعب، ولكن عليك بالفوز، وهذا ما قمنا به، وتمكنا من تسيير اللقاء رغم الصعوبات التي واجهناها’’.

إسماعيل بن ناصر (وسط ميدان): عدنا إلى الديار بالتاج الغالي

‘’لا يمكننا تحقيق أكثر من هذا والعودة إلى الديار بالتاج الغالي. أنا لم أؤمن بعد بأننا أبطال إفريقيا، وأهدي هذا التتويج لعائلتي ولكل الشعب الجزائري الذي ساندنا منذ البداية. إن شاء الله سنواصل العمل من أجل تحقيق نتائج أخرى وعدم الاكتفاء بهذا التاج. وأستغل الفرصة أيضا لإهداء هذا التاج للشعب الجزائري، الذي أدعوه للاحتفال بهدوء وتفادي حدوث انزلاقات أو سقوط ضحايا، مثل ما حدث بمدينة جيجل بعد الفوز على نيجريا في الدور نصف النهائي’’.

رامي بن سبعيني (مدافع): نحن أبطال إفريقيا

‘’لا أملك الكلمات كي أصف لكم إحساسي والفرحة التي تغمرني. الحمد الله الذي وفقنا طيلة العرس الإفريقي، وأود أن أشكر وأهنئ الشعب الجزائري الذي ساندنا منذ البداية. الآن نحن أبطال إفريقيا، وعلنيا أن نعيش اللحظة التاريخية’’.

رايس مبولحي (حارس مرمى): «أهدي هذه الكأس إلى كل الشعب الجزائري الذي طالما ساندنا حتى في الأوقات الصعبة. لقد عرفنا كيف نرفع التحدي في مصر ونفوز بهذه الكأس بفضل تضحيات الرجال، الكل ساهم في هذا التتويج بدون استثناء”.

 جمال بلعمري (مدافع): نحن سعداء جدا.. لقد حققنا شيئا عظيما

«لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن فرحتي، لقد قمنا بتحقيق شيء عظيم لأننا آمنا بحظوظنا إلى آخر دقيقة. لم يتمكن اللاعبون داخل غرف حفظ الملابس من استيعاب ما جرى. أشكر كل من ساهم في هذا الإنجاز؛ المدرب واللاعبين ورئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. نحن سعداء جدا، لا سيما أننا نعلم أن الشعب نزل إلى الشوارع من أجل الاحتفال بهذه الكأس. هذه الكأس يجب أن تعطي دافعا لكل البلد في كل المجالات. أطالب بالتكفل بهذه الشبيبة التي يمكنها تحقيق المعجزات. هناك أشخاص أرادوا تحطيم لاعبين في صورتي أنا وبلايلي. يجب التكفل باللاعبين الصاعدين. أرفع القبّعة للمدرب بلماضي، الذي كان بمثابة أخ وأب بالنسبة لنا، لقد عرف كيف يحفزنا من أجل الذهاب إلى أبعد حد ممكن”.

 إسلام سليماني (مهاجم): حققنا الهدف المسطر وفخور بانتمائي لهذا المنتخب

‘’الحمد الله؛ لقد حققنا الهدف المسطر قبل انطلاق العرس القاري. العديد لم يكونوا يؤمنون بإمكانية تتويجنا باللقب، ولكن الحمد الله، قدّمنا مردودا كبيرا، وعلينا الاعتراف بأننا أحسن فريق منذ الجولة الأولى من البطولة. إنني فخور بانتمائي لهذ المنتخب، وبهذا التتويج الذي غاب عن ‘’الخضر’’ لسنوات عديدة. أعتقد أننا نستحق هذه الكأس نظرا للعمل الكبير الذي قمنا به منذ 2014 عقب تأهلنا للدور الثاني من كأس العالم رغم أنّا عشنا العديد من الفترات الصعبة في السنوات الأخيرة. لعبنا في أوقات كثيرة بخطة الدفاع، خاصة أننا سجلنا في الدقيقة الثانية من عمر اللقاء، وكنا مجبَرين على الحفاظ على شباكنا نظيفة. أهم شيء هو الفوز والتتويج ولا أكثر من ذلك. وأستغل الفرصة لإهداء هذا التاج للشعب الجزائري، الذي أدعوه إلى الاحتفال بهدوء وتفادي حدوث انزلاقات أو سقوط ضحايا’’.

رفيق حليش (مدافع): آمنا بحظوظنا إلى الآخر

«لقد مررت بكل شيء بعد مسيرة دامت 12 سنة مع الفريق الوطني، تأهل تاريخي لكأس العالم سنة 2014، الوصول إلى الدور ثمن النهائي خلال نفس المونديال وكأس أمم إفريقيا 2019. لا يمكنني أن أتمنى أفضل من هذا، لقد عشت مع ثلاثة أجيال مختلفة مع المنتخب واللاعبين الحاليين لديهم المستقبل كله أمامهم. لقد آمنا بحظوظنا إلى الآخر، لقد بذلنا كل جهودنا، وفي الأخير كان لنا أجر ذلك. ما جرى في البلد مؤخرا حفزنا كثيرا. التتويج بهذه الكأس لأول مرة بعيدا خارج الوطن يُعتبر تاريخيا. وبخصوص مستقبلي فإنني أفكر في التوقف عند هذا الحد، وترك المكان للشباب”.

 عيسى ماندي: ما حدث لنا الليلة شيء عظيم جدا

«ما حدث لنا الليلة شيء عظيم جدا، نحن سعداء جدا وفخورون؛ لأننا ساهمنا في إسعاد شعبنا. أظن أننا نستحق هذه الكأس عن جدارة نظرا للمشوار الذي قدمناه منذ بداية المنافسة. بالنسبة لي فإن هذا التتويج يُعتبر أهم حدث لي في مسيرتي الكروية”.

و.توفيق