من يريد الإساءة لاستقرار شباب بلوزداد؟ 

الفريق مهدد بالانفجار

الفريق مهدد بالانفجار
  • 628
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

من هو الأجدر والأولى بتقييم العمل الذي يقوم به المدرب عبد القادر عمراني في شباب بلوزداد؟ إدارة النادي؟ الأنصار؟ أم الاثنين معا؟ هي تساؤلات تطرحها الآن الأوساط الرياضية لهذا النادي الذي قد يفقد جزءا كبيرا من المكاسب التي حققها في أشهر قليلة، بسبب التوتر الحاصل هذه الأيام في بيت فريق لعقيبة.

الفريق البلوزدادي لا زال يحتل المركز الأول، بعدما فاز بـ 15 مباراة وخسر أربعا فقط، مع تسجيل أثنى عشر تعادل، الأغلبية منها خارج الديار، بل هناك من بين الاختصاصيين ومتتبعي أطوار البطولة من يرشحه لنيل اللقب، لأسباب عديدة، منها قيادة عارضته الفنية من طرف مدرب لا يمكن التشكيك في مستواه وحنكته، ومسيرين واقفين على كل كبيرة وصغيرة داخل الفريق، ويؤدون عملهم على أحسن ما يرام، فضلا عن أن النادي يعيش لأول مرة منذ سنوات عديدة، وضعية مالية تحسده عليها الكثير من نوادي الرابطة الأولى.

فما الذي يعكر إذن، الأجواء في الفريق ويضع مدربه، مسيريه ولاعبيه تحت ضغط رهيب؟ باعتراف عبد القادر عمراني الذي لم يتمالك نفسه بعدما نعتته مجموعة من الأنصار بكل الأوصاف المشينة، بل وصلت إلى حد سب وشتم والديه، في أعقاب التعادل الذي سجله الفريق بعقر داره أمام مولودية وهران في الجولة الأخيرة من البطولة، وهو الأمر الذي دفعه إلى التوقف عن تدريب الفريق، وهناك من يعتقد أنه قرر رمي المنشفة دون رجعة، والبعض الآخر يؤكد أن عمراني قدم استقالته ورفضتها إدارة النادي. وما لا شك فيه أن عمراني متأثر كثيرا بما سمعه من أفواه بعض الأنصار، ويصعب عليه هضم الوضعية التي عاشها بعد اللقاء ضد مولودية وهران، لكنه يدرك من جهة أخرى، أن انسحابه قد يضر لا محال بالفريق، وهو ما لا يريد أن يحدث في فترة يتواجد في المركز الأول.

أوضحت مصادر مطلعة بما يدور في النادي، أن عمراني يدرك تماما أن الأجواء المتوترة التي عاشها مع الفريق، افتعلتها أطراف معارضة لاستمرار مدير النادي سعيد عليق في منصبه، نفس الكلام سمعناه من أفواه بعض هذه الأطراف التي قالت بصريح العبارة لـ "المساء”، إن فريق شباب بلوزداد لا يمكن أن يسيّر من طرف شخص غريب عن النادي، في إشارة إلى عليق.

ويظهر بشكل واضح أن مثل هذا الموقف يتنافى مع الاختيارات التي تبعتها أندية أخرى من الرابطة الاحترافية الأولى، استنجدت بمسيرين غرباء عن أنديتهم، ولم يتم مضايقتهم لا من مسيريهم ولا من الأنصار، على غرار كمال قاسي سعيد الذي كان مناجيرا عاما لفريق مولودية الجزائر مرتين، وعبد الحكيم سرار الذي عمل في نفس المنصب مع اتحاد بلعباس واتحاد الجزائر.

والأمثلة كثيرة عن هذا الاختيار الذي تعتمده أكبر الأندية الاحترافية في العالم، لأن دور المناجير العام هام جدا، وعليه ترتكز عادة أسباب النجاح.

عليق الذي أفادت أنباء عن إعلان شركة "المدار" عن تنحيته من منصب مدير عام، كان يقوم في نفس الوقت بدور المناجير العام، ووفق إلى حد الآن في مهمتيه، ما دام أن شباب بلوزداد نال معه كأس الجزائر في نهاية الموسم المنصرم، ويتصدر حاليا ترتيب البطولة الاحترافية الأولى، ومرشح بقوة لنيل لقبها. وقال أحد العارفين بشؤون شباب بلوزداد والمقرب جدا بمسيريه، في هذا الشأن؛ ”الأطراف التي تخلق مشاكل في محيط الفريق، وتضغط على المدرب عبد القادر عمراني ولاعبيه، لا تريد الخير للنادي.

لقد نسيت هذه الأطراف أن شباب بلوزداد كان في الموسم الفارط يمر بفترات صعبة، هددت مستقبله في الرابطة الأولى، وتكفل النادي من طرف ”مدار” وقدوم سعيد عليق، هما اللذان أنقذا الموقف وسمحا لشباب بلوزداد برفع رأسه، بل وساعداه على تطليق الأزمات المالية بصفة نهائية، فعليق لم يعرقل السير الحسن للفريق في البطولة، بل ساهم في تقويته، وشكل مع المدرب عمراني ثنائيا ممتازا قد لا نجده في أي ناد”. إلى حد الآن، لم تجد هذه الأطراف أية ذريعة تضعها في موقف قوي تجاه عليق، فقط تعتبر تواجده في النادي إهانة لشباب بلوزداد، وتقلل من قيمة أبنائه الراغبين في تسييره.

يبدو الآن بشكل واضح، أن شباب بلوزداد يتواجد في مفترق الطرق. فأغلبية أوساطه الرياضية، تعتبر أن المناصرين الذين ثاروا ضد عمراني وعليق لا يمثلون جل مشجعي الفريق، بل تصفهم بالمخربين الذين يطبقون تعليمات الأطراف الراغبة في انسحاب سعيد عليق من النادي. إلى غاية الآن، لم تعلن إدارة النادي عن الانسحاب الرسمي للمدرب عبد القادر عمراني من العارضة الفنية. ومسيروها يرغبون في أن يتراجع عمراني عن قراره، كي يعود الاستقرار إلى الفريق الذي لا زالت تنتظره مباريات صعبة في البطولة.