عاد الأمل من جديد إلى مولودية الجزائر في محاولتها للظفر بلقب بطولة هذا الموسم، على ضوء انتصارها أمام فريق تاجنانت وانهزام الرائد وفاق سطيف في وهران أمام المولودية المحلية، بعد إجراء الجولة الخامسة والعشرين من الرابطة الأولى، غير أنه لا يمكن الجزم من الآن أن مهمة العميد ستكون سهلة في محاولاته لتجاوز الرائد أو حتى الالتحاق به في ريادة الترتيب، لأن التنافس بين الفريقين على اللقب قد لا يستمر إلى غاية نهاية البطولة، بالنظر إلى المعطيات المتوفرة في الرزنامة المتبقية من المنافسة، والتي تبدو في صالح تشكيلة عين الفوارة بنسبة كبيرة، حيث أن هذه الأخيرة تستقبل في الجولتين القادمتين بملعبها كلا من اتحاد الحراش وشبيبة الساورة على التوالي.

ولن يكون من مصلحة الوفاق تفويت على نفسه فرصة كسب ست نقاط كاملة، بينما فريق العميد سيتنقل إلى قسنطينة للعب ضد الشباب المحلي، أحد الفرق المهددة بالسقوط، قبل أن يواجه في الجولة الموالية شباب بلوزداد الراغب في كسب مرتبة مؤهلة للمنافسة العربية أو الإفريقية، وهذا ما يدلنا على أنه سيكون من الصعوبة بمكان على العميد البقاء قريبا من رائد المجموعة. كما أن لوفاق سطيف فرصة أخرى لتدعيم مركزه في الريادة بمناسبة إجراء الجولة الثامنة والعشرين، التي سينتقل فيها إلى بجاية لمواجهة المولودية المحلية التي فقدت نهائيا الأمل في تفادي السقوط، بينما يلعب فريق مولودية في نفس الجولة مباراة صعبة بملعب غيلزان ضد الفريق المحلي الموجود في حاجة ماسة إلى النقاط الثلاث، لتحسين وضعيته الصعبة في مؤخرة الترتيب. 

كل هذه المعطيات الأولى تدل على أن تشكيلة المدرب السطايفي ماضوي قادرة على حسم الموقف لصالحها قبل الجولتين الأخيرتين من البطولة، لكن كرة القدم ليست علوما دقيقة للاعتقاد مسبقا بهذا الطرح الذي يفرض علينا كملاحظين أخذ بعين الاعتبار كل الاحتمالات في بطولة عودتنا على المفاجآت غير المنتظرة. لكن بالرغم من وجود حظوظ ضئيلة لدى العميد للتويج بلقب البطولة، فإن لاعبيه يرفضون الاستسلام ويريدون لعب ما تبقى من مباريات البطولة دون الاكتراث بما سيحققه وفاق سطيف من نتائج، مثلما أكده أيضا رئيس النادي العاصمي  عمر غريب الذي حث عناصر تشكيلته على ضرورة التفكير فقط في كيفية تحسين موقع الفريق في مقدمة ترتيب البطولة. "يجب - قال عمر غريب - لعب  البطولة مباراة بمباراة دون الالتفات إلى نتائج الفريق السطايفي، لاعبونا مطالبون بالحفاظ على تركيزهم من أجل تفادي الوقوع في التساهل والخوف من الفشل، حتى وإن لن نتوصل إلى إحراز لقب البطولة، فنعتبر أن مولودية الجزائر حققت الهدف الذي رسمه النادي لهذا الموسم والمتمثل في احتلال المركز الثاني في الترتيب المؤهل للمشاركة الموسم القادم في منافسة الرابطة الإفريقية". عمر غريب يعتبر أن مشوار العميد في البطولة هو رد صريح على أولائك الذين شككوا في قدرة الفريق على رفع التحدي، معتبرا أن فريق مولودية الجزائر لا يرتكز على الفرديات، بل يمثل مجموعة قوية لا تتأثر بغياب أي لاعب في تعداده،  وقد أكد ذلك في كثير من المباريات التي خرج فيها منتصرا. ويبدي رئيس العميد ارتياحا كبيرا لأن مولودية الجزائر تلعب على ثلاث جبهات، إذ بالإضافة إلى بقائه في السباق على إحراز اللقب وتأهله إلى نصف نهائي كأس الجزائر، ينافس فريق العميد على كأس "الكاف" التي دخل فيها ضمن دورة المجموعات التي سيبدأ فيها هذا الأسبوع بمواجهة فريق جنوب إفريقيا بلاتينيوم سبور بملعب هذا الأخير، حيث قال عمر غريب: "سننسى قليلا أطوار البطولة من أجل التركيز على مباراتنا القادمة في كأس ‘الكاف’، لذا طلبت من اللاعبين التفكير في الموعد الإفريقي الذي يهمنا كثيرا، لاسيما أن الأمور الجدية ستبدأ في دور المجموعات".

كمال مواسة: سنرمي بقوانا إلى غاية الجولة الأخيرة من البطولة

من جانبه، قال مدرب العميد كمال مواسة بأن لاعبيه مصممون على لعب ورقة اللقب إلى آخر نفس، موضحا أن الآمال لا زالت قائمة في الالتحاق برائد المجموعة، وأضاف: "اليوم مولودية الجزائر تتواجد في وضعية مريحة، فحتى لو تخسر لقب البطولة، سيكون بوسعها الحصول على المركز الثاني في ترتيب البطولة الذي يفتح لها أبواب المشاركة في الرابطة الإفريقية التي يعد الهدف الذي سطره النادي قبل انطلاق البطولة، فضلا عن إمكانية الحصول على كأس الجمهورية". وعلى غرار ما قاله رئيس النادي، أضاف مواسة بأن مولودية الجزائر تملك اليوم فريقا متماسكا في كل خطوطه، ولا يمكن له أن يتأثر بالغيابات. وعن المباراة القادمة في كأس ‘الكاف’، أوضح كمال مواسة أن فريقه سينتقل إلى جنوب إفريقيا من أجل تسجيل نتيجة إيجابية ضد فريق بلاتينيوم سبور، لاسيما ـ كما قال ـ أن عناصر الفريق توجد على استعداد تام من الناحية البدنية والمعنوية.