مولودية وهران

الفريق في مفترق الطرق وصائفة ساخنة في الأفق

الفريق في مفترق الطرق وصائفة ساخنة في الأفق
  • القراءات: 916
م. سعيد م. سعيد

لم يسبق لفريق مولودية وهران أن بلغ بيته درجة من التعقيد كما هو عليه في هذه الفترة، وهذا بشهادة واعتراف العقلاء ومحبيه الحقيقيين، حيث يوجد القائمون على أموره في مفترق الطرق جراء كثرة المشتكين والمدينين الذين كبدوا خزينة الفريق إلى حد الآن أكثر من 5 ملايير سنتيم، وما خفي أعظم! والصراعات الدائرة رحاها المعلنة منها والمستترة، وزاد الانشقاق داخل الإدارة الحالية الطين بلة، مما ينذر بعواقب وخيمة، وصائفة ساخنة على النادي الوهراني كالعادة.

إضافة إلى ذلك، هناك العديد من الملفات التي ينتظر أن يفصل فيها المشرف العام شريف الوزاني ومعاونوه، يتصدرها مستحقات اللاعبين الذين صبروا عليها فوق طاقاتهم، بعدما طرقت الشهر الثامن بدون أن يدخل جيوبهم منها سنتيم واحد، بل تلقوا عوض ذلك وعودا فقط، وإلى حد الآن لايزال التخبط يميز تحركات المسيرين في هذا الملف، فلا هم أقنعوا الممولين بضخ إعانات مستعجلة يفككون بها هذه القنبلة المالية الموقوتة، ولا استمالوا إلى صفهم السلطات المحلية، التي تتعاطى مع ملفات أولوية، كمكافحة فيروس "كورونا" القاتل.

وفي هذا الشأن، لايزال شريف الوزاني ينتظر مقابلة الأمين العام للولاية، حتى يشرح له الوضع الحالك الذي تمر به مولودية وهران، على أمل أن يتلقى ردا إيجابيا على استعطافه السلطات المحلية. وقد جاءت خطوة شريف هذه - حسب متتبعين - كبداية لتحرك واسع من الإدارة الحالية باتجاه من يهمهم أمر عميد أندية غرب البلاد؛ من مسؤولين محليين ومؤسسات اقتصادية عمومية وخاصة، وفق استراتيجية تتوخى البحث عن موارد مالية جديدة، وعدم حصر التدعيم في بعض المعينين فقط.

ويربط هؤلاء المتتبعون تحرك شريف برؤيته الجديدة؛ العمل على استمالة المتعاطفين، خاصة المناوئين له ولفريق عمله، عوض الدخول في صراعات مفتوحة معهم، تجلب له الوبال، ولا تخدم مصلحة الفريق في شيء، ولذلك قرر شريف إلغاء الندوة الصحفية المصغرة التي كان ينوي عقدها للرد على التصريحات النارية للرئيس السابق أحمد بلحاج المدعو "بابا"، والذي اتهمه فيها ومن معه بسوء التسيير، وتبديد ما لا يقل عن 18 مليار سنتيم في ما لا ينفع، وهو ما استشاط له شريف، وقرر أن يفصل تقريرا ماليا منذ توليه الإشراف على الأمور الإدارية للمولودية الوهرانية، للرد على اتهامات غريمه "بابا"، وفي نفس الوقت الاجتهاد أكثر لدفع قيمة حكم المدرب الفرنسي جان ميشال كافالي، بما يجنب الفريق عقوبات محتملة من الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وكانت التصريحات الإعلامية الأخيرة والتي تحمل إطراء على بعض الممولين الحاليين، تأكيدا آخر للتوجه الجديد لشريف، حيث لم يتوان اللاعب الدولي السابق في التعبير عن امتنانه للدعم الذي يلقاه النادي الوهراني من المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمحروقات "هيبروك"، وشركة التغليف المغاربي التي تتكفل باحتياجات الفئات الشبانية، ومؤسسة "توسيالي" الجزائر للحديد والصلب، ومؤسسة الهاتف النقال "أوريدو".

ويبقى الأهم والمقلق في آن واحد في كل هذا، مؤشر انشقاق بدأ يلوح بداخل الإدارة الحالية، بعدما قرر المسير الفعال بوبكر راجح، التواري عن الأنظار في هذه الفترة العصيبة، لخلاف في وجهة النظر مع باقي المسيرين في قضية كافالي، وهو ما قد يعجل برحيله عن الطاقم المسير، وإن حصل ذلك فستكون ضربة موجعة لشريف الوزاني، لما يتمتع به راجح من حنكة تسييرية، وقف عليها شريف لما عملا سويا سابقا في فريق أولمبي أرزيو.

الذكرى 74 تمر في صمت والألم يعتصر الأنصار

أما الأنصار فيعتصرهم الألم على ما يصيب مولوديتهم من تصرفات مسيئة ومشينة ممن يدعون أنهم أبناؤها والمحبون لها، وزاد همهم أكثر لما مرت الذكرى 74 على تأسيسها مرور الكرام في ظل الحجر الصحي، الناتج عن تفشي فيروس "كورونا" المستجد.