انطلق، رسميا، السباق نحو الظفر برئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بعد تنصيب لجنة الترشيحات خلال الجمعية العادية أول أمس. ولم يبق سوى بضعة أيام للتعرف على من سيقود الفاف لعهدة جديدة تمتد لأربع سنوات كاملة، بعد أن قرر الرئيس المنتهية عهدته خير الدين زطشي، عدم الترشح من جديد، تاركا المجال للمتنافسين الآخرين، الذين سيظهر من يرسَّم ترشحه قبل 9 أفريل الجاري.

من سيكون الرئيس القادم للاتحادية؟ سؤال كلاسيكي يعاد طرحه في كل موعد انتخابي للفاف، خاصة أن هناك بعض الأساليب والتصرفات التي تمارَس من هنا وهناك قبل وأثناء الجمعية العامة الانتخابية للاتحادية، التي أصبحت عادة منذ عدة سنوات لاختيار الرئيس الجديد، والتي تعدت إلى حد تأكيد البعض، أن هناك "صناعة" لهؤلاء الرؤساء، وأعضاء الجمعية العامة المعروفين باسم "بني وي وي"، يتقبلون، ويرفعون الأيدي، ويصفقون بدون أن يكون لهم أي موقف في هذا الشأن.

ياحي: زمن الهاتف انتهى والملف الجيد يُقبل

وقبل أيام على العملية الانتخابية، يدور الحديث عن بعض الأسماء، وتكثر التأويلات عمن ضمِن من الآن رئاسة الفاف، وكأن الأمر أصبح عاديا، سيما أن تصريحات بعض الفاعلين في المجال الكروي في الجزائر، تؤكد ذلك، وحتى إن البعض يوهم نفسه بأنه يملك "الحصرية" في المعلومة، في حين أن الجمعية العامة للاتحادية، من المفروض أن تكون سيادية، هذا ما أراد رئيس اتحاد الشاوية ورئيس لجنة الترشيحات عبد المجيد ياحي، أن يطبقه، حسب أقواله على الواقع، حين قال: ”انتهى زمن الهاتف، من يملك ملفا يستوفي كل الشروط سيُقبل، وغير هذا ليس مقبولا”.

أول عائق للرئيس الجديد: الاصطدام بقرار قادم من ”الفيفا”

مهما يكن اسم الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم سواء من الأسماء التي تُنعت ”بالثقيلة” أو التي كما يشاع ”ستعيَّن” أو الأخرى التي ستحاول أن تدخل المعترك ربما بحسن نية، فإن المهمة لن تكون بالسهولة التي يظنها كل هؤلاء، فالرئيس القادم إلى مبنى ”دالي براهيم”، سيجد نفسه في مهمات صعبة، وقد تكون مستحيلة.

والبداية: سيصطدم بقرار من الفيفا، التي لازالت تصر على تكييف القوانين قبل انعقاد الجمعية العامة الانتخابية، والتي قد تعاقب الجزائر إن لم يتم ذلك، وهذه حتمية، قد تلغي حتى العملية الانتخابية للفاف يوم 15 أفريل الجاري إن لم تتخذ قرارات سريعة في الوقت الحالي.

التأهل إلى كأس العالم والمشاركة في كأس العرب تحديان مهمّان

وسيكون رئيس الفاف الجديد أمام تحديات أخرى في ظرف وجيز، أهمها التأهل إلى كأس العالم 2022 بقطر، حيث سيخوض المنتخب الوطني 6 مباريات ما بين شهري ماي وأكتوبر، وفي حال تأهله للدور الفاصل سيلعب مبارتين شهر نوفمبر، وهذا من أكبر التحديات لرئيس الفاف القادم، الذي عليه أن يحقق التأهل إلى المونديال لدخول الاتحادية من الباب الواسع. يضاف إلى هذا مشاركة المنتخب الوطني في كأس العرب 2021 في قطر، بالمنتخب المحلي.

الحفاظ على اللقب القاري أكبر التحديات

والمهمة، أو التحدي الثاني الذي سيكون أصعب وأكبر وأهم، هو الحفاظ على اللقب القاري عند مشاركة المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا 2022 بالكامرون، اللقب الذي فازت به الجزائر بعد 29 سنة، وكان نتيجة عمل متكامل بين كل الأطراف في الاتحادية، بداية من الرئيس إلى آخر موظف، مثلما كشف عنه المدرب الوطني جمال بلماضي، الذي أبدى تخوفه في ألا يستمر الرئيس الجديد في نفس المسار مثل سابقه، منوها بالعمل الكبير الذي قام به خير الدين زطشي.

كما على رئيس الفاف القادم أن يرفع من مستوى البطولة الوطنية، وأن يجد حلولا سريعة لكل المشاكل التي تضرب كرة القدم بداية بالأزمة المالية التي تتخبط فيها كل الأندية، إلى إعطاء القدر الكافي من الاهتمام لكل الفئات الأخرى، وكل المنتخبات الأخرى، والبطولات الهاوية والجهوية، بالإضافة إلى ما سيناله الرئيس الجديد من انتقادات وعراقيل، مثلما حدث لسابقه، الذي لم يشفع له حتى التتويج بكأس أمم إفريقيا؛ حيث وُضع في الصف الثاني بدون رد اعتبار ولا اعتراف، مرجعين الفضل للمدرب واللاعبين فقط في ظل منظومة كروية "فاشلة" و"فاسدة".

ط. ب  

الجمعية العامة الانتخابية لـ"الفاف"... إيداع ملفات الترشح انطلق أمس

تم تحديد موعد إيداع ملفات الترشح لمنصب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف) من 6 إلى 9 أفريل في منتصف الليل؛ تحسبا للجمعية العامة الانتخابية المزمع إجراؤها يوم الخميس 15 من الشهر الجاري، حسبما أعلنت عنه الفاف عبر موقعها الرسمي أمس.

لجنة الترشيحات التي يرأسها عبد المجيد ياحي رئيس نادي اتحاد الشاوية وخلال اجتماعها الذي عقدته أول أمس بعد نهاية الجمعية العامة العادية، ستشرع في دراسة الملفات يومي 10 و11 أفريل، ليتم بعدها نشر قائمة المرشحين. وفي 12 أفريل سيتم استقبال ملفات الطعون، والتي سيتم مراجعتها يوم 13 من الشهر الجاري، قبل أن يتم نشر القائمة النهائية للمرشحين المؤهلين، ثم إجراء الجمعية العامة الانتخابية يوم 15 أفريل الحالي، كما تمت برمجتها سابقا.

و.توفيق