الشلل يتهدد فترة الانتقالات الصيفية

الشلل يتهدد فترة الانتقالات الصيفية
  • القراءات: 515

بدأت أزمة فيروس كورونا المستجد التي جمّدت المنافسات الرياضية عالميا، تلقي بظلالها على فترة الانتقالات الصيفية المقبلة في كرة القدم الأوروبية، في ظل عدم وضوح، يُخشى أن يتسبب في الحد من الصفقات. وبينما تجد السلطات الكروية القارية والمحلية نفسها أمام معضلة البحث عن مخرج لاستئناف الموسم وغياب أي موعد لذلك في ظل الوضع غير المعروف لتطور فيروس "كوفيد-19"، سيكون الجميع أمام احتمال تأخر انطلاق المنافسات، أو امتداد موسم 2019- 2020 لأطول من موعده المعتاد (أواخر ماي)؛ ما يطرح علامات استفهام بشأن فترة الانتقالات التي ينتظرها اللاعبون والأندية كل صيف.

مهّد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا"، الطريق أمام استكمال المواسم المحلية؛ من خلال تعليق مسابقتي الأندية (دوري الأبطال و«يوروبا ليغ")، وإرجاء نهائيات كأس أوروبا إلى صيف 2021، مانحا بذلك البطولات الوطنية الوقت الكافي لاستكمال منافساتها المعلقة حاليا. وحسب دراسة لشركة "كاي بي أم جي"، سيكبّد إلغاء الموسم البطولات الخمس الكبرى (ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، إنكلترا وإيطاليا) خسائر قد تصل إلى أربعة مليارات يورو، ناتجة، بالدرجة الأولى، عن عائدات حقوق البث التلفزيوني، إضافة إلى إيرادات المباريات والتسويق، لكن حتى في ظل عودة كرة القدم إلى المستطيل الأخضر، تخشى الأندية أن قدرتها على الإنفاق لتعزيز صفوفها، ستكون صعبة ومحدودة في فترة الانتقالات (التي عادة ما تكون بين نهاية موسم وبداية آخر).

ويقول برنار كايازو رئيس نادي سانت إتيان الفرنسي ونقابة أندية دوري النخبة الفرنسي، "في حال لم نعاود اللعب، الخسائر ستكون كبيرة إلى درجة أن "المركاتو" (فترة الانتقالات) لن يعود قائما!... البطولات التي عادة ما تقدم على شراء اللاعبين لن تقوم بذلك على الإطلاق". وفي حين أن هذا التقييم يبقى مرتبطا بعوامل عدة، يُُتوقع أن تكون الكلفة أكبر على أندية الدرجات الثانية وما دون، لكن حتى في الدرجات الأولى يُتوقع أن تتسبب محدودية سوق الانتقالات المقبلة بضرر أكبر لدى الأندية التي غالبا ما تعمد إلى تطوير لاعبين ناشئين وتنمية مواهبهم قبل بيعهم لأندية أكبر لقاء مبالغ مالية كبيرة. وعلى سبيل المثال في فرنسا، تخلى نادي موناكو في صيف 2017 عن المهاجم الشاب كيليان مبابي لصالح باريس سان جرمان، في صفقة قُدرت قيمتها بـ 180 مليون يورو؛ ما جعل منه ثاني أغلى لاعب في العالم.

وقال نائب رئيس موناكو الروسي أوليغ بتروف: "فيروس كورونا المستجد لا يساعدنا في مسعى كهذا... بسبب الوضع العالمي؛ ستكون الأندية أقل ميلا لتسديد المبلغ الذي نطلبه".

معضلة أخرى بدأت تؤرق المعنيين، وهي احتمال امتداد الموسم إلى ما بعد تاريخ 30 جوان، وهو الموعد الذي تنتهي فيه عقود العديد من اللاعبين إن كانت تعاقدا ثابتا أو تعاقدا على سبيل الإعارة من ناد آخر.

وقال يوهان - ميكايل مانكي المحامي الألماني المتخصص في حقوق العمل للاعبي كرة القدم في ألمانيا، "يمكن للاعبين، من وجهة نظر قانونية، أن يرحلوا عن النادي" حتى وإن كان الموسم متواصلا. وعن إمكانية تمديد العقود يوضح مانكي: "بحسب قانون العمل، لا يمكن للنادي القيام بذلك بشكل أحادي" أو جماعي، بل عليه الاتفاق مع كل لاعب على حدة.

ولاحظ الاتحاد الدولي (فيفا) الناظم للانتقالات، احتمال بلوغ هذه المرحلة. وأعلن أنه يراقب الوضع، وشكّل مجموعة عمل لدراسة "الحاجة إلى إجلاء تعديلات أو استثناءات مؤقتة... وتعديل فترات تسجيل اللاعبين". وأوضح مصدر معني بقوانين كرة القدم، أن هذه المجموعة "ستعمل على الأسئلة المرتبطة بالانتقالات وأيضا عقود الإعارة. يجب تخفيف القوانين، وأن يبذل كل الأطراف المعنيون جهودا أيضا، ومنها تمديد فترات الإعارة، ليتمكن اللاعبون من إنهاء الموسم بعد استئناف البطولات".