الشارع الوهراني يحتفل بإنجاز "الخضر"

الشارع الوهراني يحتفل بإنجاز "الخضر"
  • القراءات: 639
سعيد. م   سعيد. م

لم تكن ليلة الجمعة 19 جويلية كباقي الليالي في مدينة وهران، حيث خرج الآلاف من الوهرانيين أنصار الفريق الوطني للتعبير عن فرحتهم الكبيرة بفوز «الخضر» بكأس الأمم الإفريقية للمرة الثانية في تاريخ الكرة الجزائرية، وهذا بعد 29 سنة من الانتظار.

فلقد كان الهدف الوحيد، والثمين جدا الذي سجله المهاجم بغداد بونجاح، كفيلا بإطلاق غمرة فرحة هيستيرية في شوارع الباهية وهران، التي صدحت فيها الحناجر بهتافات الأنصار مرددين الأهازيج المعروفة كـ»وان تو تري فيفا لالجيري»، «ماراناش ملاح يا بونجاح»، في صورة أكدت للمرة المليون تعلق الجزائريين بالمنتخب الوطني، ومن خلاله حب الوطن .. فالكل يركض، وفي كل مكان رجال ونسوة وأطفال وشباب، حتى بعض الطاعنين في السن أبوا إلا أن يخرجوا مشاركين في الاحتفالات، والتغني بإنجازات المنتخب الوطني بتحية المارة، والأفواج البشرية المتتالية من على حافة الطرقات وكذا السيارات التي أطلقت العنان لمنبهاتها والأغاني الممجدة لـ»الخضرا».

وانطلاقا من عديد الأحياء الوهرانية، توجه المئات من الشباب صوب مركز المدينة، وحديقة سيدي أمحمد، والحديقة المتوسطية للاحتفال، وقضاء ليلة صيفية بيضاء ابتهاجا باللقب القاري الثاني في خزائن الكرة الجزائرية والذي ترسم عقب الفوز الصعب على المنتخب السنيغالي العنيد.

وكان الوهرانيون، قد استعدوا مبكرا لنهائي «الكان»، وزينوا مدينتهم بألوان الفريق الوطني (الأخضر والأبيض والأحمر) منذ الترشح إلى الدور النهائي الأحد الماضي، حيث غطت الرايات الوطنية غالبية شرفات العمارات والمساكن، وتسابق المناصرون على اقتناء الأعلام، ومختلف الأقمصة الموشحة بالألوان الوطنية، كما عرفت وكالات السياحة توافدا كبيرا من قبل الوهرانيين رجالا ونساء من أجل  تجريب حظهم للظفر بتذكرة الذهاب إلى مصر والاستفادة من الجسر الجوي الذي خصصته الدولة الجزائرية لفائدة الجزائريين من أجل مناصرة «الخضر» عن قرب.

وقد عاش الوهرانيون بمختلف أعمارهم نهائي «كان» مصر 2019 على أعصابهم، نظرا للرهان الذي كان يحمله، فأي نتيجة غير الانتصار كان يعني ضياع جهد مضني في الطبعة الجديدة (24 منتخبا مشاركا لأول مرة) فوق الأراضي المصرية، لاسيما بعد المشوار المميز الذي أداه رفقاء المتألق بناصر، ومنذ أول مباراة ضد كينيا والذي غير نظرة وتوقعات الكثيرين من اختصاصيي اللعبة. لتكون في النهاية فرحة جماعية هنا في وهران، ومختلف الولايات الجزائرية، وبالملعب الدولي بالقاهرة المصرية.

وفي انطباعات سجلناها ليلة أول أمس، عبر جميع من التقينا بهم من الأنصار الوهرانيين عن سعادتهم الغامرة بالنجمة الثانية التي رصعت قميص المنتخب الوطني، مبدين تفاؤلهم بعودة الكرة الجزائرية إلى الواجهة، حيث قال عبد الناصر:»نستحق هذا التتويج للمشوار المميز لفريقنا الوطني في «كان» مصر، فليس سهلا الظفر بالكأس في ظل وجود 24 منتخبا هذه المرة، وقد أثبتت الإحصائيات أننا الأجدر بنيل «الكحلوشة».

أما فتحي الطالب، فاعتبر تتويج «الخضر» بمثابة رد اعتبار للكرة الجزائرية، وبداية عودتها إلى مكانها الطبيعي في الساحة الكروية الإفريقية: «أفتخر بالمنتخب الوطني، ومدربه جمال بلماضي الذي أكد بأن الإنجازات لا تأتي إلا بالسواعد الجزائرية، لقد جعلنا نفتخر بامتلاكنا لمنتخب قوي، مهاب الجانب ومتفائلين بمستقبله».