أشرف الخبير الدولي في كرة القدم، سعيد حدوش أمس، على يوم تكويني لصالح الصحفيين الرياضيين، في فندق «فوبورغ» بالعاصمة، من تنظيم شركة «كوما»، بعنوان «المعلومة الرقمية والتحليل الصحفي للعبة»، حيث أكد على ضرورة مواكبة الرقمنة للتحاليل الرياضية خاصة في كرة القدم، أو في رياضات أخرى، عائدا إلى تجربته في الميادين، حيث كان مديرا فنيا في كل من بلجيكا والجزائر، قبل أن يغادر منصبه لدواعي عائلية، استغل تلك الفترة، ليضع قاعدة بيانات كبيرة عن كرة القدم الجزائرية ومختلف الأندية.

حدوش أعطى بالشرح المفصل المراحل التي يمكن للصحفي أن يتبناها في تحليل المباريات، بتوفر أجهزة تحضر له كل الإحصائيات اللازمة في كل مباراة، حيث قال إنّ أي لقاء في كرة القدم، يمكن فيه جمع حوالي 4 ملايين معلومة، وعلى المحللين الرياضيين، إتّباع بعض الخطوات، التي توصلهم إلى القيام بتحليل في المستوى، يضاهي التحاليل التي تكون في البلدان الأوروبية، مشيرا إلى ضرورة انطلاق الجزائر في هذا المجال، ما دامت الفرصة مواتية.   

واعتبر حدوش، أنه من الأهمية بمكان تحليل البيانات والاعتماد على الأرقام والإحصائيات لتطوير كرة القدم الوطنية، معتبرا أنّ نتائج المنتخب والأندية الجزائرية يمكن أن تتحسن إلى الأفضل من خلال رقمنة القطاع والاعتماد على تكنولوجيا المعلومات، مضيفا أنّه بالتحليل، يمكن فهم اللعب، مؤكّدا أنّ كرة القدم الحديثة أصبحت علما يدرس، ولا يمكن التفوّق فيها دون التحاليل الرقمية، التي تعطي بدقة إحصائيات عن أي مباراة، وتساعد المدربين على تحسين الأداء والوقوف على الأخطاء التي، ومن خلال هذه البيانات لن يعاد تكرارها، لنجاح أي فريق في كرة القدم، ليشير إلى أنّ دور الصحافة الرياضية لا يكمن فقط في الانتقاد، وإنّما يتعداه ليمر إلى مرحلة التطوير، من خلال الاعتماد على المعلومات الرقمية وليس المشاعر في تحليلاتها.

وتساعد الرقمنة، نوادي كرة القدم في العديد من المجالات، حسب الدرس الذي ألقاه حدوش، الذي أوضح أن ذلك سيسمح بحسن اختيار المدرب، ويساعد في استقدام اللاعبين، كما أنه يساهم في عقد الصفقات، ووضع خطة لعب، إلى جانب تطوير اللاعب في قطاع لعب خاص، بالإضافة إلى حسن توظيف اللاعب، ويمكّن من وضع برنامج عمل فردي لكل لاعب في التدريبات، وفهم احتياجات أي فريق، مضيفا أنّ الملاحظة وحدها ليست كافية، واضعا مقارنة بين اللعب أمس، الذي يعتمد على الفرديات واللعب اليوم، الذي هو أكثره جماعيا. وقال حدوش إن الأندية الجزائرية لا تعتمد على الإحصائيات والأرقام في تحضيراتها، وحتى في اختيار اللاعبين، حيث تتم الأمور وفق الطرق التقليدية، وينحصر التحضير على الجانب البدني، في الوقت الذي نرى فيه فقرا تكتيكيا لأغلب لاعبي البطولة المحلية، مؤكدا أنه في  أوروبا شراء اللاعبين يعتمد على الإحصائيات، والأرقام التي تقدمها الشركات المختصة هي من تحدد أسعار اللاعبين والمدربين.