المنتخب الوطني

الخيارات المستقبلية لحليلوزيتش

الخيارات المستقبلية لحليلوزيتش
  • القراءات: 935
ع. إسماعيل ع. إسماعيل

كان من الطبيعي ومن المتوقَّع أن يستدعي المدرب وحيد حليلوزيتش أكبر عدد من اللاعبين للتربص القادم، فالوقت بالنسبة له حاسم للقيام بالخيارات اللازمة من أجل تحديد معالم التشكيلة، التي سيصطحبها معه إلى مونديال البرازيل.

 ويرجع استدعاؤه لـ 36 لاعبا إلى إحساسه بضرورة إنهاء الشكوك التي تراوده بخصوص بعض المناصب التي يريد أن يقطع اليقين فيما يتعلق بقدرة أصحابها على التألق فيها، فلا يهم التقني البوسني أن يقصي هذا أو يحتفظ بالآخر، وقد عوّدنا على هذه السياسة منذ مدة، فضلا عن أن كل اللاعبين الدوليين أصبحوا يعرفون جيدا ما يدور في مخيّلة التقني البوسني، وهناك من المتخصصين من يتفق معه؛ لأن، بالنسبة لهم، أي مدرب يجد نفسه في هذه الوضعية يعمل مثل حليلوزيتش، لكن من هي العناصر التي سيشركها في المباراة الودية ضد سلوفينيا إذا ما استثنينا تلك التي شاركت في المباريات الأخيرة من تصفيات كأس العالم؟ هل سيكون مضطرا لإشراك الوافد الجديد على ”الخضر” نبيل بن طالب والشابين حشود (مولودية الجزائر) وفرحات (اتحاد الجزائر) وعيسى ماندي (نادي رامس) و حارك فتحي (نادي باستيا) وقاروي (وفاق سطيف)؛ لكونهم لم يشاركوا سابقا في المباريات الرسمية للخضر، أم سيشكل فريقه يوم 5 مارس حسب رغبته، إذ يريد من خلالها التأكد من قوة وضعف اللاعبين في المناصب التي سيختارها لهم؟ الشيء المؤكَّد أن حليلوزيتش يدرك أكثر من أي أحد، أن الفريق الوطني لازال يعاني من نقائص عديدة لها علاقة مباشرة بقلة حجم التنافس الموجودة لدى كثير من اللاعبين المدعوين لهذا التربص، لا سيما الذين كانوا أساسيين في المباريات الرسمية في صفوف الخضر، على غرار عدلان قديورة ومهدي لحسن وحسن يبدة والياسين كادامورو وجمال مصباح وسعيد بلكالام ونبيل غيلاس وحتى إسحاق بلفوضيل، والذين لا يريد حليلوزيتش، بدون شك، الاستغناء عنهم لمعرفته الجيدة بمستواهم الحقيقي لما يلعبون بإمكاناتهم الحقيقية، ويمكن استثناء من مجموعة مثل هؤلاء اللاعبين مدافع نادي أكاديميكا رفيق حليش، الذي يستعيد تدريجيا مستواه الحقيقي بعد أن ضمن مشاركة دائمة مع فريقه في المباريات الرسمية، وسيكون حليش بدون شك مرشحا بقوة لاستعادة منصبه في وسط الدفاع بالرغم من أن التنافس على هذا المستوى سيكون شرسا بتواجد كارل مجاني وكادامورو وعلي ريال ونصر الدين خوالد وسعيد بلكالام، هذا الأخير الذي لم يعد إلى المنافسة الرسمية منذ أكثر من شهرين بسبب الإصابة التي يعاني منها على مستوى الفخذ، تثير وضعيته قلق المدرب حليلوزيتش، الذي لم يستدعه هذه المرة للمشاركة في مباراة 5 مارس، بل سيضطر لطرح حالته الصحية على الطاقم الطبي للخضر؛ من أجل التأكد من إمكانية الاحتفاظ به أو شطب اسمه من قائمة المرشحين لمونديال البرازيل. ولا شك أن إبعاد هذا اللاعب سيكون خسارة كبيرة لمشاركتنا في المونديال، ذلك أن هذا العنصر يملك إمكانات كبيرة، سمحت له بفرض نفسه بدون عائق كبير في صفوف الفريق الوطني. وبغضّ النظر عن وضعية جميع اللاعبين الدوليين الذين ذكرناهم، فإن اختيار المدرب الوطني للتعداد الذي يريده، لن يتوقف عند مباراة سلوفينيا مادامت البطولات الأجنبية والوطنية مستمرة إلى غاية نهاية شهر ماي، حيث ستتضح بشكل جيد استعدادات اللاعبين، وسيتمكن التقني البوسني من انتقاء التشكيلة الرسمية التي تليق بتمثيل الكرة الجزائرية. ولا شك أن الأوضاع التي يعيشها المنتخب الجزائري حاليا لا تختلف عن حالات المنتخبات الأخرى المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، ذلك أن لا أحد من مدربيها ضبط بصفة نهائية تشكيلته الرسمية.