فتحي نورين (بطل إفريقي في رياضة الجيدو) لـ "المساء":

الحجر المنزلي يحافظ على الصحة ومازال بجعبتي المزيد

الحجر المنزلي يحافظ على الصحة ومازال بجعبتي المزيد
فتحي نورين (بطل إفريقي في رياضة الجيدو)
  • القراءات: 548
حاوره: م. سعيد حاوره: م. سعيد

يُعد فتحي نورين أحد المصارعين الجزائريين الواعدين، الذين خرجوا من رحم المعاناة ليشقوا طريقهم بنجاح وثبات، متخطين مثبط الإصابات، ونقص الاعتبار، ويلفتوا الأنظار إليهم بفضل التتويجات العديدة، وعلى مختلف المستويات. وقد سبق تألقَ نورين الرياضي نجاحه في تجاوز مرحلة شباب مضطربة، مدعما برفيق طفولته مصطفى الجزيري ومدربيه المرموقين، المرحوم حسني بن سالم والحبيب تومي. ولا ينوي نورين الاكتفاء بما حقق، بل يصر على المزيد بعد أن ينزاح مرض "كورونا"، وتستعيد الحياة طبيعتها ...

بداية، كيف هي يومياتك مع الحجر المنزلي بسبب انتشار فيروس "كورونا" القاتل؟

❊❊ نحن مضطرون للتعامل مع الواقع المستجد عن مرض "كورونا"؛ فخارج التدريبات أنظم وقتي في المنزل حتى أطرد الخمول. أحيانا أشاهد البرامج التلفزيونية، وأحيانا أطالع الكتب التاريخية خاصة التي تتحدث عن الجزائر، والتاريخ الإسلامي.

❊ وماذا عن تحضيراتك في ظل التوقف الاضطراري بسبب "كورونا"؟

❊❊ الحجر المنزلي أجبرنا على التدرب بمفردنا، والذي لا يعوض بأي حال من الأحوال العمل الجماعي وفوق البساط. في البداية، تكفلت شخصيا بتسطير برنامج إعدادي خاص بي بالتدرب في الغابة. وفي شهر رمضان المعظم، طبقت حرفيا برنامجا خاصا أعده لي المحضّر البدني للفريق الوطني.

❊ وهل ترى أملا في استئناف المنافسات الرياضية، أم أن الموسم الرياضي أقفل نهائيا؟

❊❊ أعتقد أن استئناف النشاطات الرياضية لن يكون قريبا، ويُحتمل أن تكون العودة في فصل الصيف.

❊ نعود إليك، مازال الوسط الرياضي للعربي وخاصة الجزائري يحتفظ لك بموقف رائع ومشرف جدا؛ لما رفضت مواجهة مصارع إسرائيلي خلال بطولة العالم 2019 باليابان، هل من تعليق على ذلك؟

❊❊ لقد كنت في حالة بدنية جيدة سنة 2019، بدليل أنني فزت باللقب الإفريقي في جنوب إفريقيا على حساب بطل مصر. في شهر أوت من نفس السنة مثلت الجزائر في بطولة العالم بطوكيو اليابانية، وبهدف واضح ومحدد، هو القفز فوق المنصة. في البداية سارت الأمور كما كنت أشتهي، حيث أزحت في الدور الأول وبكل سهولة، المصارع أبل فيليب ميتليوس وبالعلامة الكاملة (إيبون)، لكن الحظ أوقعني أمام مصارع إسرائيلي كان في متناولي، لكني رفضت أن أنازله؛ لأنني أحب الشعب الفلسطيني الشقيق، ولا يمكنني أن أقلل من الاحترام له.

❊ هذه المواقف والنتائج الإيجابية جاءت لتعوض معاناتك مع الإصابات، كيف استطعت التغلب على هذه الظروف الصعبة؟

❊❊ فعلا، لقد عانيت كثيرا من لعنة الإصابات التي تلاحقت عليّ، فالإصابة الأولى تلقيتها خلال تدريب مع الفريق الوطني بكوريا الجنوبية استعدادا لمنافسة دولية، وأجبرت على الخضوع لعملية جراحية، وقاطعت كل نشاط طيلة عام كامل. أما الإصابة الثانية فلحقتني سنة 2017، وحرمتني من المشاركة في عدة منافسات هامة؛ كدورة "طوب16" والبطولة الإفريقية، وكان لزاما عليّ القيام بكثير من الجهود والتضحيات حتى أستعيد مستواي المعهود؛ سواء مع الفريق الوطني أو في النادي الذي أنشط فيه، وكُلل هذا الاجتهاد بنيلي اللقب الوطني عام 2018، وكذلك لقب دورة "طوب16" مع فريقي المجمع الرياضي البترولي. وتحصلت على الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية التي جرت في تونس، وشاركت في بطولة العالم بمدينة باكو الأذربيجانية. وفي نفس السنة تحصلت على المركز الأول عند الأكابر في البطولة الإفريقية المفتوحة بداكار السنغالية والكاميرون، لكن هناك شيءا آخر أريد إضافته وتوضيحه..

❊ تفضل..

❊❊ لم تكن الإصابات وحدها التي عانيت منها، بل سوء علاقتي بمسؤولي فريقي السابق جمعية وهران، بسبب نقص الاعتبار والعناية، فرغم أنني قدمت الكثير من الألقاب لهذا الفريق إلا أنني لم ألق اعترافا بذلك، وهذه الوضعية دفعتني إلى مغادرة جمعية وهران.

والوجهة كانت المجمع الرياضي البترولي، فلماذا هذا النادي بالتحديد؟

❊❊ لأن هذا الفريق فتح لي أبوابه، واستقبلني بذراعين مفتوحتين رغم عودتي الحديثة من الإصابة. ففي سنة 2015 ألح عليّ بالالتحاق بالمجمع الرياضي البترولي المدرب والبطل الأولمبي عمار بن يخلف والمناجير سليم بوطبشة، ونفس الأمر في الفريق الوطني، حيث تلقيت مساعدة المدرب الوطني نور الدين يعقوبي. أربعة أشهر بعد ذلك شاركت في بطولة الامتياز "طوب 16"، وبعدها بشهرين تُوجت بلقب بطولة الجزائر لأقل من 73 كلغ. وفي سنة 2016 استعدت نشاطي مع الفريق الوطني بمناسبة البطولة الإفريقية بتونس، وتحصلت فيها على المركز الثالث.

❊ وما هي أهم المحطات الرياضية في مشوارك مع الجيدو إلى حد الآن؟

❊❊ بدأت ممارسة الجيدو في سن السابعة من عمري بقاعة حي الصنوبر بتوجيه من أحد أشقائي. تكفل بي الشيخ حمزي الذي تعلمت منه الكثير. وفي سن 15 غادرت هذه القاعة لأنضم لنادي الباهية وهران في صنف الأشبال، لأكون تحت إمرة القديرين المرحوم الشيخ حسني بن سالم والحبيب تومي، وكان ذلك سنة 2007. وفي سنة 2008 حزت على اللقب الوطني. وفي 2010 على الرتبة الثالثة في بطولة إفريقيا بالسنيغال، وألقاب أخرى. بعدها مشاركة مشرفة ببطولة العالم بأغادير المغربية. وفي سنة 2011 وفي صنف الآمال توقفت عن ممارسة الجيدو، وغادرت فريقي لأسباب شخصية، ولم أعاود النشاط إلا في سنة 2013 بجمعية وهران بفضل المرحوم حسني بن سالم الذي أحترمه كثيرا. ففي هذا الفريق تحصلت على العديد من الألقاب الوطنية والإفريقية، وكانت لي مشاركات هامة في بطولة العالم بزغرب الكرواتية، وبطولة العالم بروسيا، ودورتان في أبو ظبي وتركيا، لكن للأسف غادرت جمعية وهران للأسباب التي ذكرتها لك سابقا.

لك كلمة الختام..

❊❊ أتمنى أن يزول عنا وباء "كورونا" نهائيا، وأترحم على من فارقنا بسببه. وأعبّر عن تضامني ومواساتي مع عائلاتهم وكل مرضانا. علينا بالحذر واليقظة؛ لأن الصحة تاج ولا تعوَّض. سأواصل العمل بمفردي، وأشكر كل من ساعدني في مشواري، خاصة المدربين الذين ساهموا في تطور مستواي.