بعد تألقه في الفردي وحسب الفرق في البطولة الإفريقية بوهران

الجيدو الجزائري يستعيد ريادته في القارة السمراء

الجيدو الجزائري يستعيد ريادته في القارة السمراء
  • القراءات: 460

أُسدل الستار، أول أمس بوهران، على فعاليات البطولة الإفريقية 43 للجيدو التي نُظمت بمركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد" بالميريديان، بتتويج مستحق للمنتخب الوطني في الفردي، وحسب الفرق المختلط، وبفارق كبير عن المنتخب التونسي، صاحب اللقب في الطبعة السابقة في السنغال. عرفت المنافسة التي دامت أربعة أيام، مشاركة 173 مصارع (94 ذكرا و79 أنثى) لدى الأكابر من 26 دولة، ما اعتُبر رقما قياسيا، حسب مسؤولي الاتحادية الجزائرية للعبة، الذين استحسنوا كثيرا الظروف التنظيمية، التي قالوا بأنها كانت تقارب المستوى العالمي، هذا إن لم تشبها وتساوِها، على حد تعبيرهم. كما إن النتائج المحققة من قبل الرياضيين الجزائريين، رأوا فيها بداية لعودة السيطرة على البساط قاريا، بعد أفول الجيدو الجزائري لسنوات، لمصلحة دول شمال إفريقيا الأخرى، (مصر وتونس والمغرب).

وتطمح الاتحادية الجزائرية للجيدو إلى تكثيف العمل في الأيام القادمة من أجل دخول قوي في الألعاب المتوسطية، التي  تستضيفها مدينة وهران من 25 جوان إلى 6 جويلية القادم. ونفس القاعة ـ مركز الاتفاقيات محمد بن أحمد ـ ستحتضن مسابقة الجيدو بهذه الألعاب، مستندة على فرصة التأقلم مع الظروف والأجواء المحيطة بمكان المنافسة، التي منحتها البطولة الإفريقية المنقضية. ولقد كشف عن ذلك المسؤول الأول عن لعبة الجيدو في الجزائر ياسين سليني، عندما قال بأن المصارعين الجزائريين كسبوا أمرين هامين: التتويج الإفريقي، ومعرفة أجواء القاعة، التي تستضيف الحدث المتوسطي، وأن ذلك سيُلعب في مصلحة المنتخب الوطني، لكن بدون إغفال منه ضرورة الاستعداد جيدا لهذا الموعد الهام.

وقال سليني بعد التتويج الإفريقي: "التتويج بالكأس الإفريقية مستحق ومشجع كثيرا. وسيعطي نفَسا جديدا للجيدو الجزائري. وسيمنح مصارعينا ثقة كبيرة قبل أسابيع قليلة عن انطلاق الحدث المتوسطي، ففرحة التتويج غابت عن العائلة الرياضية لسنوات، وكنا في شوق كبير لرؤيتها، وسنستفيد إلى أقصى حد، من الإمكانيات التي وفرتها لنا السلطات العمومية".

تفاصيل التنظيم بحاجة إلى إعادة نظر

كل الذين حضروا في قاعة "الميريديان" كانوا فرحين بالتتويج المستحق، والعودة القوية للجيدو الجزائري إلى الواجهة، وتمنوا تكرار نفس الفرحة في الألعاب المتوسطية رغم صعوبة المهمة في ظل تواجد منتخبات قوية، خاصة من دول الضفة الأوروبية لحوض المتوسط، لكن يجب أن يتواجد الجمهور هذه المرة، ولا يقتصر الأمر على المدعوين فقط، لأن الجيد يكسب شعبية كبيرة في وهران، والجماهير ستحج إلى مكان المنافسة، وبكثرة لمساندة ممثلينا، لأن ذلك يزيد من حماستهم واندفاعهم، بالإضافة إلى تحسين ظروف عمل الصحفيين، بتخصيص مكان محترم لهم حتى يؤدوا عملهم على أكمل وجه.

ونقصد هنا بصحفيّي الصحافة المكتوبة تحديدا، الذين عانوا الأمرّين في الإناطة بعملهم، حيث أُجبروا على الجلوس فوق المدرجات، ووسط رياضيّي الوفود الرياضية المشاركة والمدعوين، فتعقدت مهمتهم أكثر في ظل الصراخ المتواصل من رياضيي المنتخبات المشاركة، لتشجيع المصارعين المتنافسين فوق البساط. أما عن القاعة في حد ذاتها، فلا يمكن إلا أن نقول بأنها لائقة لمنافسة من هذا الحجم وأكثر، لكن يجب توسيع المدرجات لمصلحة الألعاب المتوسطية أولا وأخيرا، ولا ينبغي حصر جودة التنظيم في عمومه بدون التدقيق في تفاصيله.

تصريحات

مدرب الفريق الوطني للرجال أحمد موسى:

"أنا سعيد جدا بعد تتويجنا باللقب الإفريقي، الذي لم نحصل عليه بسهولة أمام المنتخب السنغالي. المهم أن الجميع أدوا ما عليهم، وساندوا المنتخب الوطني ومصارعيه، وجهودهم لم تذهب سدى. ونستبشر خيرا بهذه الحصيلة الإفريقية الإيجابية في المستقبل إن شاء الله".

المدير التقني الوطني سمير سبع:

"أنا أسعد رجل في العالم بعد هذا الحصاد الرائع المحقق من قبل منتخبنا الوطني، بعد نيله 7 ميداليات ذهبية، واللقب الإفريقي حسب الفرق، وهذا ليس بالأمر السهل أو من باب الصدفة، بل ثمار عمل جماعي، وبعد تضحيات كبيرة. ولا ننسى أن مصارعينا كانوا تحت ضغط مضاعَف، إذ ينافسون داخل وطنهم، لكن استطعنا أن نسيّر هذا الضغط، ونغنم مجموع 15 ميدالية، والحمد لله على ذلك".

مدرب منتخب الكاميرون آلان فيزيي:

"في الحقيقة، قدِمنا إلى الجزائر من أجل الحصول على الميدالية الذهبية، لكن  لم تكن ردة فعلنا كما يجب، وخسرنا أمام الجزائر في الدور نصف النهائي، إلا أن مصارعينا عاودوا استجماع قواهم، وربحنا أمام جزر موريس. وعلى العموم راضون على نتائجنا، خاصة أن منتخبنا شاب ومستقبلي".

مدربة الفريق الوطني للسيدات كهينة سعيدي:

"الحمد لله أن النتائج المحققة من قبل المنتخب الوطني، كانت في المستوى، خاصة من جانب العنصر النسوي، الذي تألق مقارنة بالطبعة الماضية في السنغال. نلقى الدعم الكافي من قبل مسؤولينا، وكل الهيئات الرياضية. ونتمنى أن نتوَّج بميداليات ذهبية، وتكرار هذه الفرحة في الألعاب المتوسطية".

مدرب منتخب السنيغال للرجال عبدو كريم ساك:

"إنها المرة الثالثة التي نحوز فيها على الرتبة الثانية في البطولة الإفريقية للجيدو، وهذا مؤلم. ونتمنى أن ننال المركز الأول في المرة القادمة. كنت متأسفا على نتائج مصارعينا في الفردي، لكن انتفضوا في منافسة حسب الفرق، وأظهروا رغبة في الفوز، وجانبنا الرتبة الأولى بقليل. سنواصل العمل، وسنجني ثمارا طيبة في المستقبل إن شاء الله".