روح رياضية عالية وأجواء مميزة

الجمهور ينقذ الداربي العاصمي من الفتور

الجمهور ينقذ الداربي العاصمي من الفتور
ت:أ.ياسين
  • القراءات: 417
❊ ع. إسماعيل ❊ ع. إسماعيل

أجمع كل النقاد الرياضيين على أن الداربي العاصمي الذي جمع أول أمس مولودية واتحاد الجزائر بملعب 5 "جويلية" لحساب الجولة العشرين من الرابطة الاحترافية الأولى، لم يرق إلى ما كانت تتوقعه الأوساط الرياضية لا سيما مناصرو الفريقين. ويمكن اعتبار المباراة أضعف موعد كروي جمع التشكيلتين في السنوات الأخيرة رغم أن ظروف مشاهدة مستوى فني كبير كانت متوفرة؛ فكل تشكيلة كانت بحاجة إلى الفوز باللقاء، ومضطرة للرمي بكل ما أوتي لها من قوة فوق أرضية الميدان للتقدم في النتيجة، لكن لا الاتحاد ولا العميد ذهب في هذا الاتجاه.

 

تفاجأ الجميع باعتماد الفريقين منذ انطلاق المباراة، على الحذر الشديد في اللعب؛ من خلال جمع أكبر عدد ممكن من اللاعبين على مستوى الدفاع ووسط الميدان، واللجوء إلى الهجومات المرتدة عند امتلاك الكرة، فتقلصت مساحات اللعب التي تسمح بتقديم عروض كروية ممتازة يستهويها الجمهور .أما الجانب التكتيكي فكان مرتكزا لدى كلا الجانبين، على منع المنافس من الوصول إلى منطقة الخصم حتى ولو كان ذلك عن طريق ارتكاب مخالفات؛ ما تسبب في توقيف اللعب مرارا من قبل الحكم بوصوف، الذي رغم قلة تجربته في إدارة مثل هذه المواعيد الكروية، إلا أنه كان صارما في التعامل مع التجاوزات غير الشرعية للاعبين، لكن بدون أن يلجأ إلى الإكثار من إشهار البطاقات في وجه اللاعبين كي يحافظ على الهدوء فوق أرضية الميدان، وترك المباراة تجري في روح رياضية عالية.

وانتعش اللعب قليلا بعد عودة الفريقين من غرف تبديل الملابس؛ ما جعل الجمهور يتشوق لمشاهدة توقيع أهداف، لا سيما مشجعو العميد، الذين ناصروا بقوة كبيرة تشكيلتهم التي خرجت من قوقعتها بعد مرور عشر دقائق الأولى من الشوط الثاني، ليشعر دفاع تشكيلة سوسطارة بالخطر بعدما اصطدمت كرة بورديم بالقائم الأيمن للحارس منصوري، الذي فشل بعد خمس دقائق من تلك اللقطة، في التصدي لقذفة قوية شنها مهاجم العميد بورديم من بعد ثلاثين مترا، حيث اصطدمت الكرة بالعمود الأفقي، قبل أن ترجع نحو زميله فريوي، الذي لم يجد صعوبة لإسكانها في الشباك، محررا بذلك زملاء فريقه، الذي رجع كلية إلى الوراء للحفاظ على تقدمه في النتيجة، التي لم تتغير رغم المحاولات العديدة لاتحاد الجزائر من أجل تعديلها.

وبالطبع، كانت مولودية الجزائر المستفيد الأكبر من هذا الموعد الكروي المحلي، حيث تمكنت من تقليص الفارق بينها وبين رائد البطولة شباب بلوزداد إلى ثلاث نقاط، في انتظار إجراء مباراتها المتأخرة ضد بارادو حيدرة، في حين تقلصت طموحات اتحاد الجزائر في الالتحاق من جديد بكوكبة المقدمة، وعليه انتظار الجولات القادمة لتحسين وضعيته في الترتيب؛ كي لا ينزلق إلى منطقة الخطر.

وبعيدا عن النتيجة التي انتهت بها المباراة، فإن المتابعين أجمعوا على أن الجمهور الرياضي الذي حل بأعداد كبيرة بمدرجات ملعب "5 جويلية"، كان له الفضل الكبير في إنقاذ الداربي العاصمي من الفتور ومن نكهته المعهودة؛ بفضل التجنيد المتميز لأنصار العميد وفريق سوسطارة، الذين ساهموا في خلق أجواء رياضية رائعة، سواء عن طريق الهتافات والأهازيج الغنائية، أو عن طريق استعمال الألعاب النارية التي صنعت ديكورا شد أنظار كل من كان يتابع أطوار هذا الداربي. وأكثر ما استهوى الجميع غياب العنف عن المدرجات، وتلاشي مظاهر الاحتقان بين أنصار التشكيلتين؛ ما سهل عمل قوات الأمن للحفاظ على سيرورة الجو داخل الملعب الأولمبي، وهو موقف يشرف العمل الدؤوب الذي قامت به لجنتا أنصار الفريقين بعدما رفعت شعار الروح الرياضية طيلة الأيام التي سبقت إجراء هذه المباراة.