تنظيم محكم ومرافقة إعلامية مميزة لبطولة العرب لألعاب القوى

الجزائر تكسب رهانا رياضيا جديدا

الجزائر تكسب رهانا رياضيا جديدا
  • 108
سعيد. م سعيد. م

يسدل الستار اليوم، على الطبعة 24 للبطولة العربية لألعاب القوى، التي تحتضن فعالياتها مدينة وهران منذ الأربعاء الماضي ( 30 أفريل )، بمشاركة أكثر من 10 دول عربية، حضرت مسلحة بأفضل عدائيها، أطلقوا فوق مضمار ملعب المركب الأولمبي " هدفي ميلود" عنان الندّية، في إطار روح رياضية عالية، تؤكد قيمة الحدث، وعلو مستوى التعامل معه، خدمة لرياضة ألعاب القوى وتطورها اللافت في الوطن العربي.

وفي برنامج اليوم الأخير، أُجري 14نهائيا، ويتعلق الأمر باختصاص الرمي، المطرقة (رجال) الرمح (رجال)، الجلة (سيدات)، والوثب الطويل (رجال)، والوثب الثلاثي (سيدات)، والقفز بالعاصا (سيدات)، و1500م (سيدات)، و5000م (رجال)، و400 م حواجز (رجال)، و400 م حواجز (سيدات)، و200م (رجال)، و200م (سيدات)، و800 م (رجال)، و4 مرات 400 م (رجال)، و4 مرات 400 م (سيدات)، بالإضافة إلى استكمال منافسة العشاري (رجال)، بإجراء خمس مسابقات، وهي 110 م حواجز، ورمي القرص والقفز بالزانة ورمي الرمح، و1500م.

ومن خلال ما بقي من مسابقات، يظهر أن المنتخب الجزائري في رواق مفتوح، لتكريس سيطرته على حيثيات النسخة 24 للبطولة العربية لألعاب القوى، وبالتالي بلوغ هدفه المسطر، والذي كان أعلن عنه رئيس الاتحادية الجزائرية، ياسين لوعيل، في الندوة الصحفية، التي عقدها عشية انطلاق البطولة، والمتمثل في تحقيق 15 ميدالية ذهبية، والمنتخب الوطني يتصدر قائمة المنتخبات المتوجة بنيله لحد الآن 29 مجموع ميدالية ( 08 ذهبية ،10 فضية و11 برونزية ) .

ولاشك، أن الأيام الثلاثة المنقضية من فترة البطولة العربية، وما ميزها من إثارة رياضية فوق المضمار، وتحكم تام في تفاصيل التنظيم، تؤكد أن مدينة وهران تتجه بالبطولة العربية إلى نجاح باهر آخر يؤكد سمعتها، وعلو كعب الجزائر في استضافة المواعيد الرياضية الكبيرة، فأغلب الرياضيين المشاركين، ومسؤوليهم ومرافقيهم إن لم يكن جلهم أشادوا بجودة التنظيم ، وجهود الجزائر في توفير كل الخدمات والمرافق لضمان راحة الرياضيين والوفود الرسمية، بل وهناك من اعتبر عودته من جديد إلى مدينة وهران، ضربة حظ لا تتوفر لكثيرين منهم، بعدما وقفوا سابقا على حفاوة الاستقبال والصدر الرحب للجزائريين، وسحر مدينة البطولات والمنافسات وهران، التي تتجه هي الأخرى لتكرس نفسها، وجهة رياضية دولية مفضلة بامتياز.

 ومن بين هؤلاء بطلة العرب في سباقات السرعة، المصرية حميدة بسنت، التي سبق لها وأن نافست، وتوجت فوق مضمار ملعب "ميلود هدفي " بميداليتين ذهبيتين في الطبعة 19، من ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت بوهران صائفة 2022، فبسنت لم تتأخر في اعتبار  مدينة وهران فأل خير عليها، وسعدت كثيرا للعودة إليها مجددا، وقالت إنها ستكرر الفعل كلما سنحت لها الفرصة لذلك.

 ونفس المشاعر حملها، صاحب ذهبية اختصاص القفز العالي القطري حمد علي حمد، الذي أشاد بجودة التنظيم، والأجواء الرياضية التي قال عنها  بأنه اعتاد عليها في وهران، وتمنحه وباقي العدائين دفعا قويا على التطور وتحقيق أفضل النتائج .

 وللرياضيين الجزائريين كذلك قصصهم في الود مع مضمار ملعب هدفي ميلود، ومنهم من ترسخت لديه قناعة التتويج كلما وطأت قدماه مدينة وهران، فهذا ثابتي بلال صاحب ذهبية 3000 متر حواجز يقول، إنه عاد إلى وهران لتحقيق ذهبية جديدة، وإن عودته هذه كانت مميزة كالعادة، مؤكدا عزمه على مواصلة المشوار بنفس العزيمة والإصرار، ونفس الشيء بالنسبة لمواطنه البطل ياسر تريكي، الذي قال بعد تتويجه بذهبية القفز الثلاثي إنه تعود على التتويج في كل مناسبة رياضية تنظم بوهران، وإن ملعب "هدفي ميلود" فخر الجزائر .

ومن لبنات نجاح وهران في تنظيم الموعد  العربي، التغطية الإعلامية الكبيرة التي رافقته، حيث تم اعتماد 150 صحفي من مختلف المنابر الإعلامية، ولم يقتصر الاهتمام الإعلامي على الجزائر، بل وشهدت البطولة حضورا عربيا ودوليا مميزا، من أجل نقل حيثياتها وتفاصيلها، ما يدل على أن البطولة تحظى باهتمام غير مسبوق، وليس عدلا أن نداري التسهيلات اللازمة، التي وفرتها اللجنة المنظمة لضمان تغطية إعلامية كبيرة ومميزة لهذه التظاهرة العربية، وهو ما كان فعلا.

هذه المرافقة الإعلامية، تؤكد على أن البطولة العربية لألعاب القوى، تحظى باهتمام غير مسبوق، وتساهم بفعالية في نقل صورة حقيقية وواضحة للجماهير، وتؤكد أن مدينة وهران ليست مجرد التئام رياضي وحسب، بل وحدثا إعلاميا بامتياز، يدون في التاريخ، ويرسخ في الأذهان .