المبارزة تُلهب حماس الجمهور في ختام الألعاب بعنابة
الجزائر تتصدر المشهد في اليوم الأخير

- 166

أسدل الستار على منافسات سيف المبارزة، أول أمس، في قاعة "سعيد براهيمي" بعنابة، معلنًا نهاية مشرفة لرياضة النبلاء، ضمن النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، وسط تنظيم محكم، وجمهور متحمس، ملأ المدرجات بالتصفيق والهتاف.
شهد اليوم الأخير للمنافسات، لحظات قوية ومواجهات حماسية، بين المنتخبات الإفريقية، التي قدمت عروضًا فنية راقية، عكست مستوى التحضير والتكوين الذي بلغته الرياضة المدرسية في القارة، وقد تمكن المنتخب الجزائري من تصدر المشهد، بإحرازه ميدالية ذهبية في فئة الفرق ـ ذكور (سيف الحسام)، إلى جانب أربع ميداليات برونزية في الفردي، وفضية في فئة الفرق ـ إناث (سيف الحسام)، وبرونزية أخرى في سيف الشيش. أما المنتخب التونسي، فظفر بالميدالية الذهبية في سلاح الشيش، وأخرى برونزية في السلاح الحاد، إضافة إلى فضية في سيف الحسام، مؤكدًا حضوره القوي في المنافسات. من جهته، تألق المنتخب المصري في فئة الفرق ـ ذكور، محققًا ذهبية سيف المبارزة، إلى جانب فضيتين في كل من سيف الشيش ـ فرق (إناث)، وسلاح السيف ـ فرق (ذكور).
واختُتم الحدث بتتويج الأبطال والتقاط صور الفخر والفرح، وسط إشادة واسعة بالتنظيم الذي عكس احترافية الجزائر، في احتضان التظاهرات الرياضية القارية. وكانت المنافسات، منذ انطلاقتها، فرصة حقيقية لتعزيز قيم التنافس النزيه والتقارب بين شباب القارة، كما قدمت صورة مشرفة للرياضة المدرسية الإفريقية في أبهى حللها.
ألعاب القوى
تألق جزائري في الوثب الثلاثي (إناث)
أهدت البطلة خديجة هالة مفتي، الجزائر، ميدالية ذهبية جديدة، في منافسات ألعاب القوى ـ الوثب الثلاثي (إناث)، ضمن فعاليات الألعاب الإفريقية المدرسية الأولى ـ الجزائر 2025، بعد أن سجلت قفزة مميزة بلغت 12.17 مترا، في إنجاز يؤكد جاهزيتها الفنية وتفوقها على المستوى القاري.
ولم تكتف الجزائر بالذهب فقط، بل أتبعت ذلك بفضية رائعة عبر البطلة بن عزوق أناييس، التي سجلت بدورها وثبة قوية بلغت 11.56 مترا، لتصعد إلى منصة التتويج وتُكمل الثنائية الجزائرية الخالصة في ألعاب القوى. وقد جرت المنافسات على المضمار المخصص لمنافسات ألعاب القوى بمدينة عنابة، وسط أجواء مفعمة بالحماس والتشجيع، حيث ارتفعت الأعلام الوطنية في مدرجات الملعب، تزامنًا مع لحظات التتويج التي رسمت الفخر في عيون الحاضرين.
هذه النتيجة، تعكس العمل الجاد والتكوين الرياضي المتين في فئة ألعاب القوى النسوية الجزائرية، كما تترجم الرغبة الصادقة في البروز قاريًا من بوابة المدارس، وتؤكد أن مستقبل هذا التخصص في الجزائر بخير، متى توفرت له الرعاية والاستمرارية. ثنائية (ذهبية وفضية) على منصة واحدة، صورة مشرفة تليق ببنات الجزائر، وتستحق أن تُخلد في سجلات ألعاب القوى المدرسية الإفريقية.
سباق المشي 5000 متر
المراتب الثلاث الأولى لتونس والجزائر
أشعلت العداءات المغاربيات، مضمار سباق المشي 5000 متر، ضمن منافسات ألعاب القوى، المقامة في إطار النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية بعنابة، حيث خطفن المراتب الثلاث الأولى، بأداء قوي، يعكس تطور هذا الاختصاص في بلدان المغرب العربي.
وتمكنت فاطمة المسايح من تونس، من حسم المركز الأول بكل اقتدار، متوجةً بالميدالية الذهبية، بعد سباق تكتيكي متزن، فرضت فيه إيقاعها منذ الكيلومتر الأول، في حين أحرزت مواطنتها ريم سليمي المرتبة الثانية، مؤكدة الحضور التونسي القوي في هذا السباق. أما الميدالية البرونزية، فكانت من نصيب الجزائرية خلود بوسعيدي، التي شرفت البلد المنظم بأدائها القتالي وروحها العالية، حتى خط النهاية. وشهد السباق الذي احتضنه ملعب عنابة، أجواء حماسية، وسط حضور جماهيري مميز، إذ تفاعل الجمهور بحرارة مع مجريات السباق، خاصة مع الأداء المشرف للمشاركات المغاربيات.
ويعكس هذا التتويج الثلاثي، روح المنافسة الشريفة بين الشقيقات المغاربيات، ويبرز في الوقت نفسه، أهمية دعم الرياضة النسوية في المدارس، خاصة في اختصاصات تتطلب انضباطًا بدنيًا وذهنيًا عاليًا، مثل سباقات المشي.
تجدر الإشارة، إلى أن نتائج هذا السباق، تعزز مكانة الرياضيات المغاربيات في المشهد القاري، كما تؤكد قدرة العنصر النسوي على التألق في المحافل الكبرى، إذا ما توفرت له بيئة التكوين والتأطير المناسبتين.
بـ "One, Two, Three... Viva l’Algérie "
إشادة إفريقية بدور الجزائر في إنجاح الألعاب المدرسية
هتف الحاضرون في ختام الاجتماع الأخير لرؤساء البعثات المشاركة في الألعاب المدرسية الإفريقية الأولى: "One, Two, Three... Viva l’Algérie "، في لحظة مؤثرة اختلط فيها التصفيق الحار بكلمات الامتنان، تقديرا لما قدمته الجزائر من نجاح باهر في ظرف زمني قصير.
وجاءت هذه الهتافات كتتويج لاعتراف صريح من لجنة التنسيق التابعة للجمعية القارية للجان الأولمبية الوطنية، التي نوهت عالياً بجهود الدولة الجزائرية، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، في إنجاح هذا الحدث الرياضي القاري غير المسبوق.
ورفعت الجزائر التحدي، ونظّمت دورة أولى ستبقى مرجعية في ذاكرة الرياضة الإفريقية، من خلال توفير كل الشروط المثالية للضيوف من مختلف الدول، سواء على مستوى التنظيم، والإيواء، والمرافق الرياضية، أو الأجواء العامة التي اتسمت بالمودة والانضباط.
وثمّن رؤساء الوفود حفاوة الاستقبال التي عكست كرم الضيافة الجزائري، معتبرين أن الجزائر لم تكتفِ بتنظيم بطولة، بل منحت القارة درسا في الإرادة، والتنسيق، والعمل الجماعي، وجعلت من الرياضة المدرسية منصة لتعزيز الأخوّة، والتفاهم بين الشعوب.
وأكد ممثلو الجمعية القارية أن ما تحقق في عنابة يُعدّ انطلاقة واعدة نحو ترسيخ ثقافة رياضية مدرسية، تجمع بين التنافس النزيه والتقارب الثقافي، داعين إلى الاستفادة من التجربة الجزائرية في المحطات المقبلة.
وهكذا أُسدل الستار على الدورة الأولى من الألعاب المدرسية الإفريقية، وسط تصفيقات وعبارات تقدير، بعدما ارتفع العلم الجزائري عاليا، ليس فقط على منصات التتويج، بل في قلوب كل من عاش هذه اللحظة الاستثنائية من الداخل.
المنتخب الوطني لكرة القدم ينهزم في النهائي
كوت ديفوار تحسم اللقب.. والجزائر تكتب ملحمة كروية في العقيد شابو
اختُتمت منافسات كرة القدم ضمن الألعاب الإفريقية المدرسية بعنابة، بتتويج منتخب كوت ديفوار بالميدالية الذهبية، عقب مباراة نهائية مثيرة، جمعته بالمنتخب الوطني الجزائري سهرة الإثنين 04 أوت 2025 على أرضية ملعب العقيد شابو، وسط حضور جماهيري كبير، غلبت عليه الحماسة، والروح الوطنية.
وقدّم المنتخب الجزائري أداءً بطوليا في المباراة النهائية، التي انتهت بالتعادل في وقتها الرسمي، ليلجأ الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمها منتخب كوت ديفوار بنتيجة (4- 3)، منتزعا بذلك اللقب القاري في أول نسخة من الألعاب الإفريقية المدرسية. أما المنتخب الوطني فقد حاز الميدالية الفضية بشرف بعد مشوار مميز، وأداء راقٍ نال إعجاب المتابعين. وفي المقابل، عاد المركز الثالث والميدالية البرونزية لمنتخب أوغندا، الذي أكّد حضوره القوي ضمن هذه الدورة، ليكتمل بذلك مشهد التتويج بثلاثي إفريقي واعد في سماء كرة القدم المدرسية.
وقد أشرف السيد عبد القادر جلاوي والي عنابة، على مراسم تتويج الأبطال، حيث سلّم الميداليات الذهبية للاعبي منتخب كوت ديفوار، مشيدا بالأداء العالي، والمستوى الفني الذي ميز المنافسة، مؤكدا في تصريح صحفي أن: "عنابة جسّدت، مجددا، قدرة الجزائر على تنظيم التظاهرات الكبرى، في جو من الأمن والتنظيم المحكم، ووسط أجواء احتفالية تعبّر عن وحدة القارة".
وتميّز اللقاء بالحضور الكثيف للجمهور الذي غصّت به مدرجات ملعب العقيد شابو، في مشهد لافت، عكس عمق ارتباط الجمهور الجزائري بالرياضة، وتشجيعه اللامشروط للمنتخبات الوطنية. ولم يقتصر الأمر على التشجيع فقط، بل كان الجمهور شريكا في صناعة أجواء استثنائية، عززت من قيمة الحدث.
وبهذا أُسدل الستار على منافسة كروية قوية، كرّمت الفائزين… وكرّمت، أيضا، الجمهور، التنظيم، والجزائر التي جمعت على أرضها أحلام الرياضيين الأفارقة في لحظة استثنائية لن تُنسى.